تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما سبب وقع الأحاديث الضعيفة في رياض الصالحين للنووي!!؟]

ـ[عبدالله نياوني]ــــــــ[30 - 07 - 07, 10:33 ص]ـ

ماسبب وقوع الأحاديث الضعيفة في رياض الصالحين للنووي!!!؟

الحمد لله والصلاة والسلام على معلم الإنسانية، وخير البرية، وهادي البشرية، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وعلى الآل والصحب أجمعين.

وبعد:

جزى الله خيرا الإمام العلامة أبا زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الدمشقي، المتوفى676 هـ، لقد أفاد الأمة الإسلامية بعلمه، من خلال مؤلفاته القيمة، ومنها كتابه المشهور (رياض الصالحين) هذا الكتاب الذي لايكاد يخلو مسجد في العالم، و لا بيت أي مسلم منه، وهذه الشهرة للكتاب، وتلقيه الأمة بهذا القبول، لهو دليل إخلاص مؤلفه، ولا شك أن الأمة قد اغترفت من فيضان (رياض الصالحين) الكثيرمن الدرر واللآلئ.

لقد اشترط الإمام النووي رحمه الله، على نفسه عدم ذكر إلا ماصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في الكتاب، حيث قال في مقدمته ((فرأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة)) وقال أيضا: ((وألتزم فيه أن لا أذكر إلا حديثا صحيحا من الواضحات، مضافا إلى الكتب الصحيحة المشهورات.) ولكن وكما قيل: لكل جواد كبوة، ولكل حصان نبوة،وكل ا بن آدم خطاء، فإن المؤلف رحمه الله، رغم ذلك كله قد وقع فيما يربو على تسعين حديثا ضعيفا، منها ما تتقوى بطرق أخرى، أوبالشواهد، والحديث الضعيف إذا تعددت طرقه، ارتقى إلى درجة الحسن لغيره، كما هو معلوم في علم مصطلح الحديث، انظر كتابنا:أحاديث مشهورة لا تصح أسانيدها ص:6 وهو الكثير في ضعاف هذاالكتاب، ولكننا في هذا الجهدالمتواضع، كان شغلنا الشاغل، جمع ضعافه التي لا تتقوى بغيرها، وعددها سبعة وأربعون حديثا، وهي في الواقع قليلة، مقارنة بمجموع أحاديث الكتاب البالغ عددها 1897 حديثا فجزاه الله خيرا، وجمعنا معه في الفردوس الأعلى.

وسبب وقوع هذه الأحاديث الضعيفة في الكتاب، هو و كما ذكر الألباني وشعيب الأرنؤوط، هو اعتماده على تحسين الترمذي، وسكوت أبي داود على الحديث قال الألباني رحمه الله: قلت: ولعل عذر المؤلف رحمه الله في وقوع هذه الأحاديث الضعيفة في كتابه مع حرصه على الإختصار فيه على الأحاديث الصحيحة، إنما هو اعتماده غالبا على تصحيح أو تحسين الترمذي، وسكوت أبي داود على الحديث، وقد صرح بذلك في مقدمة كتابه (الأذكار) فقال: " روينا في سنن أبي داود بإسناد جيد لم يضعفه". ولم يتفرغ هو بنفسه لإجراء التحقيق عليها، فاعتمد عليهما، وهو طريق أكثر المشتغلين بالحديث من الفقهاء المتأخرين، وقلّ منهم من يحقق بنفسه الكلام عليها حديثا حديثا، كما هو صنيع الحافظ ابن حجر في بعض كتبه، ويندر أن يضاهيه في ذلك أحد من المتأخرين الذين جاءوا من بعده، وإلا فلو أن النووي رحمه الله، توجه أو تيسر له النظر في أسانيد تلك الأحاديث، لتبينت له إن شاء الله عللها وضعفها، ويحتمل أن له عذرا آخر، وهو ما صرح به هو نفسه في مقدمة (الأذكار):

{وأما ما كان في غير الصحيحين فأضيفه إلى كتب السنن وأشباهها، مبينا صحته وحسنه أو ضعفه ـإن كان فيه ضعف ـ في غالب المواضع، وقد أغفل عن صحته وحسنه وضعفه}.

والذي أراه أنه لاينبغي لمن أراد التحقيق في هذا العلم الشريف الإعتماد على ما ذكرنا لما يأتي:

1ـأما سكوت أبي داود:فلأن الروايات المروية عن أبي داود نفسه فيما سكت عليه من الأحادبث في" سننه" مختلفة، وعند إمعان النظر فيها، والمطابقة بينها وبين الواقع في" سننه" يتبيّن أنه يعني أنه ليس كل ما سكت عنه فهو حسن عنده وصالح، وإنما يعني بذلك الحديث الذي لم يشتد ضعفه، وهذاهو الذي لا يمكن القول بغيره كما حققته في مقدمة كتابي ضعيف أبي داود وجنح إليه الحافظ ابن حجر العسقلاني وذلك لكثرة الأحاديث الضعيفة فيه بالنسبة لمجموع أحاديث سننه البالغة 4800 في ما ذكره في التدريب ص:98 فقد بلغت الأحاديث الضعيفة في كتابي ضعيف أبي داود أكثر من 300 حديثا إلى كتا ب المناسك وهذا نحو ثلث الكتاب تقريبا، أي أن مجموع الأحاديث الضعيفة قد تبلغ ألف حديث ضعيف، ومنها ما يقول فيه المصنف نفسه: (وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر).

وعلى هذا الذي اعتمدنا جرى عليه المنذري في كتابه الترغيب والترهيب فقال:

(وأنبه على كثير مما حضرني حال الإملاء مما تساهل أبو داود رحمه الله في السكوت عن تضعيفه). ومن هنا يظهر خطأ الإغترار بسكوت أبي داود عليه وتحسينه، وقد أكثر من ذلك المتأخرون كصاحب (التاج الجامع للأصول) فتنبه.

2ـ وأما تحسين الترمذي وتصحيحه: ففيه تساهل كبير فقد قال السيوطي في التدريب ص:95 وقال الذهبي: انحطت رتبة جامع الترمذي عن سنن أبي داود والنسائي لإخراجه حديث المصلوب والكلبي وأمثالهما].

يعني لأنهم من المتهمين بالكذب، ومنهم كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، فقد قال فيه الشافعي وأبوداود: ركن من أركان الكذب. ومع ذلك أخرج له الترمذي، وليس هذا فقط، بل صحح له، فقال الذهبي في ترجمته من الميزان: (وأما الترمذي فروى من حديثه {الصلح جائز بين المسلمين} وصححه، ولهذا لا يعتمد العلماء تصحيح الترمذي).

لذلك كله كان لا بد لكل محقق أن ينظر فيما سكت عنه أبوداود أوصححه الترمذي وحسنه، فإن في كل منهما كثيرا من الضعاف، وهذا ما فعلته في تخريج وتحقيق هذا الكتاب والتعليق عليه، وهو أهم شيء عندي) اهـ.انظررياض الصالحين ص11 ـ13 تخريج الألباني رحمه الله.

وقد جمعت تلكم الأحاديث الضعيفة في كتيب، يمكنك قراءته في مدونتي

http://niaoune.maktoobblog.com

سائلا الله الإخلاص والصواب في القيل والفعل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير