[تخريج حديث: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"]
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلقد جاء هذا الحديث - وهو مما اشتهر وانتشر من الأحاديث - عن أربعة عشر نفسًا من أصحاب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجاء في مرسل اثنين من التابعين، وبعض الألفاظ قد يختلف عن بعضٍ، فليُنتبه.
وفيما يلي بيان رواية كلِّ صحابيٍّ - مقسَّمًا مجزَّءًا -:
1) حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
أخرجه ابن ماجه (781)، وتمام في الفوائد (190) من طريق القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، كلاهما - ابن ماجه والقاسم - عن مجزأة بن سفيان بن أسيد.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (5956) عن محمد بن محمد التمار، والحاكم (769) من طرق محمد بن أيوب، والبيهقي في السنن (3/ 63) والشعب
(2642) من طريق معاذ بن المثنى، وتمام في الفوائد (189) من طريق أبي قلابة الرقاشي، والقضاعي في الشهاب (751) من طريق محمد بن يحيى الأزدي، والعقيلي في الضعفاء (2/ 140) من طريق محمد بن إبراهيم وإبراهيم بن محمد، والدولابي في الكنى والأسماء (1085) من طريق أحمد بن سيار بن أيوب، والضياء في المختارة (1713) من طريق الحسن بن سهل بن عبد العزيز، تسعتهم عن داود بن سليمان الهنائي،
كلاهما - مجزأة وداود بن سليمان - عن أبيه سليمان بن داود، عن ثابت البناني.
وفي رواية الطبراني في الأوسط: سليمان بن داود بن سليمان عن أبيه عن ثابت، ولعلَّه خطأٌ من اشتباه الاسم، ويبدو أن هذا ما دعا المزيَّ إلى أن يقول: «روى عن ثابت البناني، وقيل عن أبيه عن ثابت البناني»، والله أعلم.
والأب أو الابن، أحدهما مؤذن لمسجد ثابت البناني، فابن أبي حاتم جعله الابن، والمزي جعله الأب، والله أعلم.
وأخرجه القضاعي في الشهاب (753) من طريق كثير بن عبد الله أبي هاشم الأبلي.
كما أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 67) من طريق يزيد الرقاشي.
ثلاثتهم - ثابت، وأبو هاشم، والرقاشي - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
أما الوجه الأول، فقد تفرد به سليمان بن داود عن ثابت البناني، كما حكم به الطبراني ([1])، وسليمان بن داود مجهول ([2])، لا يعرف إلا بهذا الحديث، قال العقيلي: «لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به»، ثم أخرج الحديث. وتفرُّد هذا المجهول عن ثابت تفردٌ منكر، إذ لثابت أصحابٌ ثقاتٌ كُثُر، اختصوا به وحملوا الحديث عنه، كحماد بن سلمة وغيره، ولم يروه عنه أيُّ واحد منهم، فالحديث من هذا الوجه ظاهر النكارة.
وقد أعله الحاكم بالجهالة، قال: «وله شاهد في رواية مجهولة عن ثابت عن أنس» ([4])، وأعله ابن الجوزي بقوله - بعد أن أخرج رواية ابن
ماجه -: «مجزأة وسليمان مجهولان»، لكن جهالة مجزأة لا تُعلّ الحديث، لأن داود بن سليمان قد تابعه، وقد قال أبو حاتم عن داود: «صدوق»
([5]).
وأما الوجه الثاني: رواية أبي هاشم الأبلي عن أنس، فمنكرٌ أيضًا، لضعف أبي هاشم، خاصةً عن أنس، قال البخاري وأبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم: «منكر الحديث»، وقال الحاكم أبو عبد الله: «زعم أنه سمع من أنس، وروى عنه أحاديث يشهد القلب أنها موضوعة» ([3]).
وأما الوجه الثالث: رواية يزيد الرقاشي عن أنس، فهو منكر أيضًا، لضعف يزيد الشديد، حتى قال ابن حبان فيه: "ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم".
فالحديث منكرٌ، لا يصح عن أنس - رضي الله عنه -.
2) حديث بريدة الأسلمي - رضي الله عنه -:
أخرجه أبو داود (561)، وأبو زرعة الدمشقي في الجزء الثاني من الفوائد المعللة (188) (ل48 - أ) ومن طريقه القضاعي في الشهاب (755)، والدولابي في الكنى والأسماء (1079)، والروياني في مسنده (56) عن محمد بن إسحاق، والبيهقي في الشعب
(2644) من طريق سعيد بن إسكيب بن قريش الساسي، ومحمد بن حاتم بن المظفر المروزي،
ستتهم عن يحيى بن معين عن أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد.
¥