تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أشار الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 376) إلى علة أخرى في هذا الطريق، فقال في رواية ابن عبد المجيد أو ابن عبد الحميد الراوي عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أنس به: "وقد خولف – أي عبد الرحمن هذا- في اسم شيخ شيخه، أخرجه تمام في "فوائده" عن طريق أبي بكر عبد الله بن يزيد الدمشقي عن هشام بن الغاز، فقال: عن أبان بن أبي عياش بدل مكحول" اهـ.

قلت: الحديث أخرجه تمام في "فوائده" (1/ 330/برقم 844) وأبو بكر هو عبد الله بن يزيد المقرئ، قال الحافظ في "التقريب" و "نتائج الأفكار": ضعيف، وترجمته أيضًا في "تاريخ دمشق" (33/ 377) تدل على أن هناك من أفحش فيه القول.

ومعنى الإعلال بما أشار إليه الحافظ: أنه لو صح ذِكْر أبان بن أبي عياش المتروك، وأنه الراجح في هذا السند؛ لسقط هذا السند عن درجة الاستشهاد به، وإلا فيبقى رافدًا يقوي به الظن في ثبوت الحديث.

وعلى كل حال: فقد اخْتُلف على هشام بن الغاز، فرواه الضعيف هذا عنه عن أبان المتروك، ورواه عبد الرحمن الذي أسوأ أحواله أنه مجهول، بل قد يكون هو ابن عبد الحميد الذي قد يحتج به، فرواه عن هشام عن مكحول الثقة، فأي الرجلين أولى بالقبول؟

لاشك أن المجهول – مع التذكير باحتمال أنه قد يكون ذاك المعروف- لم يُجرّح، والضعيف قد جُرِّح، بل بعضهم أفحش فيه القول، وأحسن أحواله أنه لا يُحتج به، فالذي لم يُجرح – مع القرائن السابقة التي تحف المقام هنا- إن لم يكن أولى من المجرَّح فهو لا ينزل عن رتبته، وعلى ذلك فلا أرى أن ذِكْرَ أبان المتروك في هذا السند علة مُقْصِية لهذه الطريق عن الانتفاع

بها في تقوية الطريق الأولى، والتي فيها من العلل فقط عنعنة بقية، والحديث بذلك يكون حسنًا لغيره، لاسيما وقد بقيت روايات أخرى، والله أعلم.

الطريق الثالثة من حديث أنس:

من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن – وهو ابن بنت شرحبيل- حدثنا مطر بن العلاء الفزاري حدثني أبو سليمان الحرستاني، ويقال: الخراساني، قال: أتيتُ أنس بن مالك، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي أربع مرات: اللهم إني أُشْهدك، وملائكتك، وحملة عرشك، وجميع خلْقك: أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أربعًا غدوة، وأربعًا عشيًّا، ثم مات؛ دخل الجنة".

أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/ 279) وفي رواية: "كان والدي مع أنس بن مالك بنيسابور إذْ كان عليها واليًا أميرًا، فتُوفِّي والدي، وجعل وصيته إلى أنس، وقد احتلمتُ، فدفع إليَّ ما ترك أبي، فسمعته يقول: ..... فذكره.

وهذا سند لا يُحتج به: أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثقة في نفسه، إنما يعاب عليه كثرة روايته عن المجهولين.

وأما مطر بن العلاء فقد قال أبو حاتم: شيخ، أي لا يُحتج به، وأبو سليمان الحرستاني، ويقال: الخراساني مجهول الحال، ومع ذلك فهذا السند لا يُدْفع عن الاستشهاد به.

بقي أن يقال: في هذا المتن اختلاف عن المتن الذي رواه بقية ومكحول، فإن في الطريقين السابقين بيان التجزئة في العتق على أربعة أجزاء، وفي هذا: "دخل الجنة" قلت: نعم، من جهة اللفظ فهناك نوع مخالفة، ومن جهة المعنى فقد يقال: من أُعتق كله من النار؛ أُدخل الجنة، ومع ذلك فاللفظ الأول أرجح، والله أعلم.

يتبع ......

ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:14 ص]ـ

ثانيًا: حديث سلمان – رضي الله عنه- وله طريقان:

الأولى: من طريق أحمد بن يحيى الصوفي أخبرنا زيد بن الحُباب أخبرنا حميد مولى ابن علقمة عن عطاء عن أبي هريرة عن سلمان – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قال: اللهم إني أُشْهِدك، وأُشْهِد ملائكتك، وحملة عرشك، وأُشْهِد من في السموات: أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، من قالها مرة؛ أُعتق ثلثه من النار، ومن قالها مرتين؛ أُعتق ثلثاه من النار، ومن قالها ثلاثًا أُعتق كله من النار" هكذا بدون ذكر الصباح والمساء.

أخرجه البزار في "البحر الزخار" (6/ 494 - 495) برقم (2531) عن أحمد، ولم يذكر اسم والده ولعله أحمد بن يحيى الصوفي، كما في روايات أخرى، وعند البزار أيضًا: "حميد مولى أبي علقمة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير