تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه ابن أبي شيبة في "العرش" برقم (36): ثنا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد ثنا عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ما من عبدٍ يقول أربع مرات: اللهم إني أُشْهِدك، وكفى بك شهيدًا، وأُشْهِد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، وأنا أَشْهَد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك؛ إلا كتب الله له فكاكًا من النار".

وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/برقم 298): ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الوايشي ثنا عمرو بن عطية العوفي عن عطية - وهو العوفي- عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم به، بلفظ: "براءة من النار".

وهذا سند ضعيف من أجل عمرو بن عطية وأبيه عطية بن سعد العوفي، وأما تدليس عطية عن محمد بن السائب الكلبي، وتكنيته إياه بأبي سعيد؛ فهذا في التفسير فقط، وليس مطلقًا، كما فصَّلْتُه في غير هذا الموضع، والله أعلم.

فهذا الحديث يقوي حديث أنس، وفيه ذكر المرات الأربع، والفكاك أو البرآءة من النار، لكن ليس فيه ذكر الصباح والمساء، وفيه زيادة: "ومفى بك شهيدًا".

وقد توبع عمرو بن عطية عن أبيه مع اختلاف كبير في اللفظ من طريق داود بن عبد الحميد الكوفي نزيل الموصل عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد، قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصبح وطلعت الشمس قال: "الْحْمَدُ لِلَّه الَّذِي جَلَّلَنَا الْيَوْمَ عَافِيَتَهُ، وَجَاءَنَا بِالشَّمْسِ مِنْ مَطْلَعِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَشْهَدُ لَكَ بِمَا شَهِدْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ، وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَجَمِيعُ خَلْقِكَ؛ أَنَّهُ أَنْتَ اللَّهُ، الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، قَائِمًا بِالْقِسْطِ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، شَهَادَتِي مَعَ شَهَادَةِ مَلائِكَتِكَ، وَأُولِو الْعِلْمِ () وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ بِمِثْلِ مَا شَهِدْتُ؛ فَاكْتُبْ شَهَادَتِي مَكَانَ شَهَادَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلامُ، أَسْأَلُكَ يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ: أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا دَعْوَتَنَا، وَأَنْ تُعْطِينَا رَغْبَتَنَا، وَأَنْ تَزِيدَنَا فَوْقَ رَغْبَتِنَا، وَأَنْ تُغْنِينَا عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعِيشَتِي، وَأَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مُنْقَلَبِي".

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (5/ 389 - 391) برقم (2066) وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر اهـ وأخرجه البزار، كما في "كشف الأستار" (4/ 23 - 24/برقم 3103) وكذا أخرجه الطبراني في "الدعاء" برقم (319) ومن طريقه الحافظ "نتائج الأفكار" (2/ 438 - 439).

قال ابن أبي حاتم في داود بن عبد الحميد: سألتُ أبي عنه، وعرضتُ عليه حديثه، قال: لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه اهـ من "الجرح والتعديل" (3/ 418).

وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 37) في داود بن عبد الحميد الكوفي: عن عمرو بن قيس بأحاديث لا يُتَابع عليها اهـ، وقال الأزدي: منكر الحديث اهـ من "اللسان" (3/ 403) وأما عمرو بن قيس الملائي فثقة.

قلتُ: الجُمل التي سبقت في أحاديث بعض الصحابة قوية بما سبق، فإن زادها هذا قوة؛ وإلا ما ضَرَّها، وأما الحديث بهذا التمام، وبهذه الزيادات فمنكر، كما قال أبو حاتم – رحمه الله تعالى- ثم وجدتُ البزار قال بعد إخراجه: "قد رُوي بعضه من غير وجْه، ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن أبي سعيد" اهـ من "كشف الأستار" فالحمد لله على توفيقه وإعانته.

بقي أن يقال: هل قول البزار: "قد رُوي بعضه من غير وَجْه" يدل على أنه يرى تقوية هذا البعض لمجيئه من غير وجه؟ محتمل، وقد يكون هو الظاهر، والله أعلم.

رابعًا: حديث عائشة - رضي الله عنها-:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير