[بكم تبيع هذين البيتين]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 07:27 م]ـ
ليس له علاقة بشراء قصيدة!
بكم تبيع هذين البيتين؟
قال مروان بن أبي حفصة الشاعر: خرجتُ أريد مَعْنَ بن زائدة أمدحه بقصيدة لي، فلقيت أعرابيًا في الطريق، فسألته: أين تريد؟ فقال: هذا الملك الشيباني (يعني ابن زائدة). قلت: فما أهديتَ إليه؟ قال: بيتين. قلت: فقط؟! قال: إني جمعتُ فيهما ما يسرّه. فقلت: أنشدهما. فأنشدني:
معنُ بن زائدةَ الذي زيدتْ به= شرفا على شرفٍ بنو شيبان
إنْ عُدّ أيام الفَعال فإنّما= يوماه يومُ ندًى ويوم طعانِ
وكنتُ قد نظمت قصيدتي بهذا الوزن. فقلت للأعرابي: تأتي رجلاً قد كثُر الشعراء ببابه بيتين اثنين؟! قال: فما الرأي؟ قلت: تأخذ منّي ما أَمَّلْتَ بهذين البيتين وتعود أدراجك. قال: فكم تبذل؟ قلت: خمسين درهماً. قال: لا والله، ولا بالضِّعف. فلم أزل أرفُق به حتى بذلتُ له مائة وعشرين درهماً. فأخذها وانصرف. وأتيتُ معن بن زائدة، فأنشدته قصيدتي بعد أن جعلت البيتين في وسط الشعر. فوالله ما هو إلا أن بلغتُ البيتين فسمعهما، فما تمالك أن خرّ عن فَرْشِه حتى لصق بالأرض. ثم قال: أعد البيتين. فأعدتهما. فنادى: يا غلام، ائتني بكيس فيه ألف دينار وصُبّها على رأسه، وأعطه دابة وبغلاً وعشرين ثوباً من خاصّ كُسْوَتي!
من كتاب "الموشَّح" للمَرْزُباني.
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 10:53 ص]ـ
لدى بعض الأمراء والملوك ذوق رفيع، وكذا بعض الشعراء وبحكم خبرة مروان واتصاله بالأمراء استطاع أن يضاعف (العطية) كثيرا ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:06 ص]ـ
بيتان من الشعر فيهما تتراكب المعاني وتنبجس الدلالات
ولله در قائلهما ...
فكم من أبيات قليلة غيرت فهوما، وأزاحت أخرى .. بل كم رفعت أقوام، وألغيت أقوام من خارطة الكون ..
أتذكر على عجالة بيتا من الشعر رفع قبيلة تدعى (أنف الناقة) بعد أن كانت لا تعد شيئا ... فأصبحت بعد بيت الشعر هذا يشار إليها ببنان الشهرة .. يقول البيت:
قومٌ همُ الأنفُ والأذناب غيرهمُ ** وهل نساوي بأنف الناقة الذنبا
تحياتي لك يا أحمد وبوركت الذائقة
ـ[ضاد]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 12:32 م]ـ
لو كان ذكيا لاكتشف الدخل في القصيدة. وذكرني أستاذي المغربي بـ:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة = قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
بيت واحد هدم قصيدة كاملة وقبيلة انتسبت إليها وافتخرت بها.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:25 ص]ـ
لدى بعض الأمراء والملوك ذوق رفيع، وكذا بعض الشعراء وبحكم خبرة مروان واتصاله بالأمراء استطاع أن يضاعف (العطية) كثيرا ..
نور الله عليك أخي الكريم السراج، مروركم أسعدنا جزاكم الله خيراً.
وحكايا مروان وابنه عبد الملك مع الشعر والأدب غريبة عجيبة هذا إذا عرفنا أن عبد الملك بن مروان من القلائل الذين لم يلحنوا في اللغة على ماذكر:
"أخبرنا": أبو بكر محمد بن الحسن بن دريدٍ قال أخبرنا أبو حاتمٍ السجستاني عن الأصمعي قال: أربعةٌ لم يلحنوا في جدٍ ولا هزلٍ؛ الشعبيّ، وعبد الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، وابن القرية، والحجاج أفصحهم.
وقد مدح ابن قيس الرقيات عبد الملك بن مروان بأبيات ووصل إلى هذا البيت:
يعتدل التاج فوق مفرقه = على جبين كأنه الذهب
قال له عبد الملك أتمدحني أم تذمني؟
قال ولم؟
قال فإن التاج من صفات الأعاجم، أما نحن فعندنا العمامة
فكما ترى هذا التذوق للشعر!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:28 ص]ـ
بيتان من الشعر فيهما تتراكب المعاني وتنبجس الدلالات
ولله در قائلهما ...
فكم من أبيات قليلة غيرت فهوما، وأزاحت أخرى .. بل كم رفعت أقوام، وألغيت أقوام من خارطة الكون ..
أتذكر على عجالة بيتا من الشعر رفع قبيلة تدعى (أنف الناقة) بعد أن كانت لا تعد شيئا ... فأصبحت بعد بيت الشعر هذا يشار إليها ببنان الشهرة .. يقول البيت:
قومٌ همُ الأنفُ والأذناب غيرهمُ ** وهل نساوي بأنف الناقة الذنبا
تحياتي لك يا أحمد وبوركت الذائقة
الذائقة عندكم أخي الحبيب مغربي، بوركت وصدقت، ومنهم من كانت لاتقوم له قائمة بعد أبيات من الشعر، وذلك لمجرد وصفهم بالكسل.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:32 ص]ـ
لو كان ذكيا لاكتشف الدخل في القصيدة. وذكرني أستاذي المغربي بـ:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة = قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
بيت واحد هدم قصيدة كاملة وقبيلة انتسبت إليها وافتخرت بها.
مرورك سخي مفيد أخي الحبيب ضاد جزيت خيراً ..
ربما عند الحديث عن المديح وانتظار العطايا لايفرق بين بيت وبيت، أو ربما كان البيتان يتماشيان مع النسق العام للقصيدة والله أعلم.