تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأدب للجميع]

ـ[اليافع]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 11:27 ص]ـ

الأدب

للجميع

أعلنت الحياة بما يشبه الإجماع أن المنتج الأدبي شعرا ونثرا لايكاد يخلو من روابط قوية أوضعيفة بالحياة التي يعيش فيها الأديب، إن ظلت هذه الروابط ظاهرة أو باطنة فهي مؤكدة لاجماع لم يجمع له، وإنما اتفقت فيما بينهن القرائح.

ولكون هذه الروابط بين الأدب والحياة روابط قوية؛ فإن ورقة الأدب غائبة دائما في صناعة البنية العقلية ليس للمجتمع فحسب، بل تظل هذه الورقة غائبة عن ساحات العلوم الطبيعية والعلوم التجريبية.

ولا أدري عن سبب الغياب أهو تغيب أم تغييب؟! أم أن ورقة أدبية لايمكن أن نفيد منها إلا عن طريق الفنون كالغناء والمسرح والدراما فقط، أما غير ذلك من الجهات التي تصنع عقلا أو تبني حضارة لايمكنها تماما الاعتماد على وثيقة أدبية شعرية أو نثرية؟!

ألا نجد في أدبنا العربي الممتد من قرنين قبل الإسلام إلى عشرين قرنا بعده، ذلك الأدب الذي بسط بأجنحته من خليج العرب إلى بحر الظلمات، ألا نجد في ذلك المحصول الضخم والمنتج الواسع ورقة يستعين بها عالم النفس أو عالم الاجتماع أو المسوق والإداري، والإعلامي والشرعي أو حتى الفيزيائي والكيميائي وعالم الفلك وعالم الأرض والباحث في شؤون الحيوان والنبات، والدارس للهندسة والمعماري والطبيب وكل تخصص علمي يبني حضارة أمة، ألا يجد أولئك بصيصا من قنديل، أو إشارة من قريب أو بعيد، أو تذكرة، أم أن دارسي الأدب فشلوا في توصيل لغة تخاطب بناة الحضارة؟!

لا أزعم أن الأدب العربي أو أي أدب يعتمد على لغة من الحقيقة، كونه لايعرف الحقيقة المباشرة، ولكنه انطلق من حقيقة، ولولا حسه المرهف ما كان ليسجل وثيقة تظل طول السنين تأن ولابواكي له إلا دارسو الأدب الذين يمضون لحظة في تقمص عاطفة الأديب ثم الانطلاق إلى الحياة العملية الواقعية، وكأن الأدب له ليس بواقع حتى تبجح أحدهم وقال: ماذا نستفيد من الأدب في هذا الزمن؟!

وأختم بما قد يتهاجس به الخاطر من وسوسة التمثيل على ماذكرت، ولو حصرنا جهدنا في أدب ماقبل الإسلام ربما وجدنا شيئا كثيرا وكبيرا ما يستفيد منه الجميع كدراسة لظواهر الطبيعة والحيوان وطباع الإنسان والمجتمع، أليس كذك؟!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير