تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تطور الخمريات من الجاهلية حتى أبي نواس]

ـ[نزار جابر]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 07:29 م]ـ

1

رغم أنّ أغلب الدارسين يشيدون بالريادة لأبي نواس في غرض الخمريات، غير أنّ منهم من يرى بأنه كان يسرق معاني سابقيه، وأنّه كان عيالا على غيره من الشّعراء، ولحسم هذه القضية والحكم لأبي نواس أو عليه لا بدّ من تقصّي المعاني الخمرية منذ الجاهلية ومقارنتها بمعاني أبي نواس.

ومن هذا المنطلق كان اختياري لهذا الموضوع وذلك لأن الشّعر العربي القديم يزخر بالمعاني الجيّدة التي تحفّز على البحث والتّنقيب، كما أنّ تتبع امعاني عبر العصور عمل لا يخلو من متعة عى ما فيه من تعب الموازنة والمفاضلة كما أنّه لا يخلو من طرافة.

ولعلّ في هذه الأسباب ما كان حافزا لي على الكتابة في هذا الموضوع ولم أقصرْ بحثي على الشّعراء المشهورين أو الذين اشتهروا بخمرياتهم وإنّما كنت أتتبع المعاني الخمرية عند كلّ الشعراء حتّى المقلّين والمغمورين منهم.

ويشمل هذا البحث شعراء الخمر منذ الجاهلية إلى عصر أبي نواس، أعني الذين عاصروه وتوفوا بعده بقليل مثل مسلم بن الوليد أو ديك الجنّ.

ـ[نزار جابر]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 07:30 م]ـ

2

تمهيد:

لقد شاعت ظاهرة شرب الخمر عند الأمم السالفة منذ قرون خالية، وذلك بحكم ظروف حياتهم، فقد كان العربيّ في البادية يتتبع أماكن العشب، فيترك ماشيته ترعى، ويعمد إلى ملء فراغه بالخمر والميسر.

وما كان يعكّر صفاء حياته السّاذجة السّاكنة، هو نشوب الحروب بين القبائل، وللحرب صلة وثيقة بالخمر، فهي تهب المحارب الشّجاعة والجرأة والإقدام على المخامر قبل الخروج إلى القتال.

حتى إذا ما حطّت الحرب أوزارها أقبل كلّ من الغالب والمغلب على كؤوس الخمر، فهي تضاعف من النّشوة بالانتصار والمجد، كما أنّها تعزّي عن الفشل، وتسلي عن فقدان النّدماء والأصحاب.

كما اعتبر الجاهليون شرب الخمر من مظاهر الكرم، فقد كانوا يسقون ضيوفهم النّبيذ، وكانوا يصنعونه منالعسل والتّمر والبرّ والشّعير والزّبيب والذّرة. كما كانوا يخلطون التّمر والبسر، والتّمر والزّبيب.

وكان اقتناء الخمر من عوامل المباهاة وإظهار التّرف وعدم المبالاة في الإسراف، فقد كانوا يبذلون الأموال الكثيرة مقابل الحصول على الخمور الجيّدة، وبخاصّة المشهورة منها كخمور بيت راس، وأندرين وبصرى.

ـ[نزار جابر]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 07:31 م]ـ

3

هذا عن الحياة في البادية، أمّا سكان الحضر، فكانت ظروف حياتهم مواتية لعقد مجالس للخمر واللهو، وخاصة أبناء اليسار اذينكانوا يعكفون على الشرب واللهو، ويتباهون باقتناء أغلى الخمور.

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ الحيرة - بحكم كونها نصرانيّة - كانت من أهمّ مراكز اللهو، حتّى أنّها كانت تستقطب عشاق الخمر واللهو من جميع أطراف الجزيرة، لينعموا بالشّرب والسّماع.

وهكذا فقد كان في المدن والقرى والحواضر خمارات تجمع إلى جانب أنواع الخمور، وسائل الترفيه واللهو كما كانت الحانات منتشرة في كلّ مكان في انحاء الجزيرة، وبخاصة على الطرق، فقد كان المسافرون ينزلون بها للراحة واستعادة النّشاط.

وكان أصحاب هذه الخمارات نصارى ويهودا في الغالب وكانوا ينصبون على باب الحانة راية تدلّ عليها.

ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 03:12 م]ـ

موضوعٌ ممتعٌ أخي الكريم ..

شعر الخمريات وعلى الرغم مما فيه من المجون وبعض المعاني السيئة المنبوذة إسلامياً , إلا أنه ممتع وطريف ولا يخلو من الصور البديعة.

كما أنه جزءٌ لا يتجزأ من تراثنا الأدبي الكبير.

لي عودة بإذن الله مع نماذج للخمريات الجاهلية ..

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 03:59 م]ـ

أخي الكريم نزار، نحن بحاجة الى مثل هذه الدراسات المنهجية المهمة، فبارك الله لك على هذا الجهد المشهود.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 05:20 م]ـ

مرحبا أخي نزار جابر، كيف حالك؟

اختيار موفق فتابع فيه بوركت ولي تعليق حول هذا القول:

وللحرب صلة وثيقة بالخمر، فهي تهب المحارب الشّجاعة والجرأة والإقدام على المخامر قبل الخروج إلى القتال.

حتى إذا ما حطّت الحرب أوزارها أقبل كلّ من الغالب والمغلب على كؤوس الخمر، فهي تضاعف من النّشوة بالانتصار والمجد، كما أنّها تعزّي عن الفشل، وتسلي عن فقدان النّدماء والأصحاب.

فالمقصود أنهم يتهيأ لهم ما ذكر.

ـ[نزار جابر]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 06:59 ص]ـ

موضوعٌ ممتعٌ أخي الكريم ..

شعر الخمريات وعلى الرغم مما فيه من المجون وبعض المعاني السيئة المنبوذة إسلامياً , إلا أنه ممتع وطريف ولا يخلو من الصور البديعة.

كما أنه جزءٌ لا يتجزأ من تراثنا الأدبي الكبير.

لي عودة بإذن الله مع نماذج للخمريات الجاهلية ..

كل الشكر لك أخي الكريم على مرورك الرقي الذي أبهجني

فعلا الخمريات تمثل لنا جزءا لا بأس به من تراثنا الأدبي

احترامي وودي

أخي الكريم نزار، نحن بحاجة الى مثل هذه الدراسات المنهجية المهمة، فبارك الله لك على هذا الجهد المشهود.

أستاذنا الغالي أحمد الغنام كل التقديرلا لك على مرورك الرائع

فبارك الله فيك

مرحبا أخي نزار جابر، كيف حالك؟

اختيار موفق فتابع فيه بوركت ولي تعليق حول هذا القول:

فالمقصود أنهم يتهيأ لهم ما ذكر.

أنا بحمد الله بخير

وكل الشكر لك أستاذنا على المرور

بارك الله بك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير