تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المقامات الأندلسية]

ـ[الهرمسي]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 07:48 م]ـ

::::

ماهي المقامات في العصر الأندلسي

أبرز من كتب فيها و أشهرنماذجها

وأبرز من كتب فيها

:=

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 11:34 م]ـ

حباً وكرامة أخي الكريم .. المقامات الأندلسيّة ..

لقد تأثر الأندلسيون بمقامات البديع الهمذاني وخلفه الحريري تأثراً جلياً، إذ كان من الطبيعي أن تثير إنجازاتهما إعجاباً بين الأدباء، وتخلق تياراً من المحاكاة في ميدان الكتابة عموماً وفي فن كتابة المقامات خصوصاً.

وبدخول الأندلس عهد ملوك الطوائف كانت مقامات الهمذاني ورسائله قد انتشرت انتشاراً واسعاً حتى غدا الكثير من الأدباء يؤلفون في هذا الصنف من الأدب.

وفي مقدمة هؤلاء ابن شرف القيرواني الذي كتب مقامات تحدى بها البديع في حماه، كما قال ابن بسام (1). وابن بسام هذا أورد مقتطفات لكاتبين من كتاب المقامات ...

وأبو محمد بن مالك القرطبي اللذان كانا يقيمان في المرية في عهد المعتصم ابن صمادح (443 - 483هـ/ 1051 - 1091م) (2).

وما دمنا بصدد الكلام عن أثر الهمذاني وأسلوبه في الأندلس، يمكننا القول إن أثر مقاماته كان محصوراً في دائرة ضيقة إذا ما قورن بأثر رسائله التي لاقت ترحيباً حاراً من ابن شُهيد الذي استخدمها نموذجاً لنثره الذي انغمس فيه بوصف مفصل لأشياء كثيرة كالماء والبراغيث والثعالب والحلويات (3) كما لاقت ترحيباً من أبي المغيرة ابن حزم الذي ألف رسالة يحاكي بها إحدى رسائل البديع (4).

ظهرت مقامات الحريري في مطلع عهد المرابطين وسرعان ما تداولها الناس على نطاق واسع. ويخبرنا ابن الأبار أن العديد من الأندلسيين سمعوا الحريري يبسط مقاماته في حديقته ببغداد، ثم عادوا إلى الأندلس لينشروا ما سمعوا (5). وبعد موت الحريري تابع تلاميذه بدورهم بسط المقامات باعتبارهم معتمدين من قبل أسيادهم (6).

درس الأندلسيون المقامات أيام المرابطين والموحدين على أيدي هؤلاء وتلامذتهم (7).

ولم يكتف الأندلسيون بدراسة المقامات ونقلها، بل أنشؤوا تعليقات عليها أشهرها تعليق الشريشي الذي قرأ التعليقات السابقة كلها، وعندما عثر على تعليق الفنجديهي نقح كل شيء كتبه من قبل (8).

وما يعنينا في هذه المقالة هو المقامة كما كتبها الأندلسيون، وخصوصاً تلك المقامات التي بقيت مخطوطات لمّا تنشرْ.

وكان أول من كتب في هذا اللون الأدبي من الأندلسيين "ذو الوزارتين" أبو عبد الله محمد بن مسعود بن أبي الخصال (465 - 540 هـ/ 1073 - 1146م) (9) وعلى الرغم من تأثره بالحريري، كانت مقاماته تتصف بخصائص متميزة، سواء في الشكل أو في الأسلوب. ومن الأمثلة على ذلك مقامة نجدها في مجموعة رسائله المحفوظة في مكتبة الاسكوريال مخطوطة رقم 519 يحاكي فيها الحريري محاكاة تامة حتى إنه سمى أبطال مقامته هذه بأسماء بطلي الحريري، أي "الحارث بن همام وأبو زيد السروجي" (10).

كان المشهد في الريف، حيث يصف ابن أبي الخصال ممثلاً شخص الحريري فرحة الريفيين بشؤبوب المطر الغزير عندما فاضت الأنهار وانتعشت الخضار. وفيما هو يتجول في الريف يلتقي حشداً من الناس تجمعوا حول بيت حيث كان يخاطبهم شيخ ببلاغة فائقة.

فجمع له الناس مالاً وفيراً، ورجاه الحارث أن يبيت عنده في بيته قاصداً سرقته. ولكن غايته أحبطت، إذ تظاهر الشيخ بالنوم، وعندما استيقظ الحارث لم يجد الشيخ. لقد انسل الشيخ من فراشه تاركاً قصاصة من الورق كتب عليها ثلاث قصائد. الأولى من عشرة أبيات والثانية من أربعة عشر بيتاً يبسط فيها الشيخ ما أصاب من الحب وما عاناه منه. أما الثالثة فمن تسعة عشر بيتاً يشكر فيها الريفيين على اللطف الذي غمروه فيه.

ثم يكتشف الحارث بن همام أن العجوز لم ينصرف عنه إلا ليذهب إلى الحانة حيث أنفق ماله كله، ثم أودع السجن بسبب الديون التي ترتبت عليه لصاحب الحانة. وهنا يقدم ابن أبي الخصال وصفاً دقيقاً مفصلاً ورائعاً للحانة وزبائنها والعاملين فيها.

وجاء هذا الوصف على لسان الحارث بن همام عندما قدم الحانة وجال فيها بحثاً عن العجوز، وأخيراً قضى وقتاً ليس قصيراً يحاول إقناع صاحب الحانة أن يتيح له رؤية ذلك العجوز. ثم يقول الحارث: "وعلى غُرّة فاجأناه".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير