الهجاء المُمِضّ! _
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 03:03 م]ـ
قُل لِدُنيا باللهِ لا تقطعينا = واذكرينا في بعضِ ما تذكرينا
لا تَخوني بالغيبِ عهدَ صديقٍ = لم تخافيهِ ساعةً أن يخونا
واذكري عيشنا وإذ نَفَض الرَّيح = علينا الخِيريّ والياسَمينا
إذ جعلْنا الشاهِسْفرام فِراشاً = مِن أذى الأرض والظلالَ غصونا
حفِظ الله اخوتي حيث كانوا = من بِلادٍ سارين أم مُدْلجينا
فِتيةٌ نازحون عن كلّ عَيب = وهُم في المكارم الأولونا
وهم الأكثرون يَعلم ذاك الناسُ = والأطيبون لِلأَطيبينا
أزعجَتْني الأقدار عنهم وقد كنتُ = بقُربي منهم شحيحاً ضنيناً
وتَبدلْتُ خالداً لعنةُ الله = عليه ولعنةُ اللاعنينا
رجل يَقهر اليتيمَ ولا يؤتي = زكاةً ويَنهر المسكينا
ويصون الثيابَ والعِرضُ بالٍ = ويرائي ويمنع الماعونا
نزع الله منه صالح ما أعطاه = آمين عاجلاً آمينا
فلَعَمر المبادرِين إلى مكة = وفداً غادين أو رائحينا
إن أضيافَ خالدٍ وبنيه = ليَجوعون فوق مايشبعونا
وتراهمْ من غير نُسْك يصومون = ومن غير عِلّة يحتمونا
يا بني خالدٍ دعُوه وفرُّوا = كم على الجوع ويْحَكم تصبرونا
البيت الأخير منها أخذ بمجامع أنفاسي ضحكا
والشعر لمحمد بن أبي عينية المهلبي يقوله في ابن عمه خالد بن يزيد
وهو وإن كان قد أحسن في كلمه فقد أساء في رحمه
وابن أبي عينية
شاعر من شعراء الدولة العباسية الأولى
بصري مطبوع الشعر ظريفه
كان يهوى ابنة عم له تسمى فاطمة
وكان يكني بها في شعره باسم دنيا
وقد قال فيها حسنا كثيرا
ولكم أن تتأملوا في أبياته هذه
وتروا جريانها على اللسان جريان الفرات على رافده
والسلام عليكم أجمعين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 09:44 م]ـ
مرحبا أبا الهذيل، أرجو أن تكون بخير وعافية.
هذا الشعر المفني القاتل وهذا الذي قالت فيه العرب: رب قول أنفذ من صول. وهذا لعمري جرح اللسان أشد من جرح السنان.
وإني لأظن صاحبك قد ظلم ابن عمه خالدا فليت شعري ما فعل خالد حين بلغه هذا الشعر؟
هل بكى مثل علقمة بن علاثة حين هجاه الأعشى؟ فوالله إن شعر هذا لرقيق حاد ماض سام.
ومكائد السفهاء واقعة بهم=وعداوة الشعراء بئس المقتنى
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 07:36 ص]ـ
حياك الله على إطلالتك البهية و الخليقة بلون تميزك
وصدقت إن هذا الهجاء لهو مما ياتي بذبحة الصدر
ولو كانت هذه الأبيات وحدها لقامت مقام كل مهاجي الشاعر في خالد هذا
لكن ما هذه إلا أخت وسطى لمهاجي ابن أبي عيينة!
والعجب أني ما وجدت لخالد هذا رد الجازع من الهجاء
ربما للرحم التي بينهما
أو لأمر الله به عليم
هذا
وقد عوتب ابن أبي عيينة في مهاجيه من فحول شعراء زمنه
كمسلم بن الوليد ودعبل الخزاعي
لهتكه عرض قريبه
ولعلنا نسهب في هذه الصفحة في ذكر مهاجي ابن أبي عيينة في ابن عمه خالد
فقد أكلت معظم شعر الرجل
شكر الله لك مرورك المثري وهذا دينك فيه
وزادك من فضله العظيم
والسلام عليكم أجمعين