[بيت المتنبي]
ـ[بحر الندى]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 11:22 م]ـ
يقول الأستاذ الباحث محمد قجة رئيس جمعية العاديات السورية لقد أتاحت لي
القراءة الواسعة في الكتب التي تتحدث عن حلب أن أربط جوانب الموضوع المتعلقة بإقامة
المتنبي في حلب ومن أبرز هذه الكتب "معجز أحمد للمعري-بغية الطلب لابن العديم-الآثار
الإسلامية في حلب لأسعد طلس-الدر المنتخب لابن الحنة -ونهر الذهب للغازي-أعلام
النبلاء للطباخ-الطبع المبني للبديعي"والبداية كانت عند ابن العديم الذي قال خلال
حديثه عن المتنبيي "وكان نزوله بحلب في محلتنا المعروفة (بادر بني كرى) "
ويستأنف ابن العديم قائلا وكانت داره هي الآن خانقاه"سعد الدين كمشتكين "
وبالعودة إلى سعد الدين كمشتكين في الأعلام الذين عرفتهم حلب تبين أنه كان من
حاشية عماد الدين زنكي وابنه نور الدين في القرن السادس الهجري القرن
ال12ميلادي.في مدينة حلب.
وقد دخلت هذه الخانقاة في دور بني العديم التي توسعت خلال الفترة الأيوبية
في حلب. وفي النصف الأول من القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي
كانت هذه الدار ملكا لرجل يدعى صلاح الدين الداوتدار وهو أمير ممولكي جدد
الدار وحولها إلى مدرسة عام 737هـ-1336م يدرس فيها الفقه على المذاهب
الأربعة وأطلق عليها المدرسة الصلاحية نسبة لهذا الرجل.
وقد تضررت هذه المنطقة خلال اجتياح تيمور لنك لحلب عام 1400م وتهدمت
بصورة جزئية أو تامة وأهملت المدرسة الصلاحية.
وفي عام 1262هـ قام السيد بهاء الدين القدسي بن السيد تقي القدسي بترميم هذه
المدرسة وإعادة الحياة إليها ومر بها عدد من المشايخ الذين درسوا الفقة
وتقوم الآن مديرية الأوقاف بترميمها بالتعاون مع مديرية الآثار لتكون أحد المعالم الآثرية
التاريخية في مدينة حلب.
ففي هذه البقعة المعروفة الآن بالمدرسة البهائية عاش أبو الطيب المتنبي تسع سنوات هي
الفترة المزدهرة من حياته العامة وحياته الشعرية.
فقد دخل حلب وهو في الرابعة والثلاثين من عمره وغادرها في الثالثة والأربعين ...
وكان المتنبي قد التقى سيف الدولة قبل ذلك سنة 321هـ في "رأس العين"وهما شابان دون
العشرين من عمرهما ويومها تعارفا وتحابا ومدحه المتنبي بقصيدة مطلعها:
ذكرالصبا ومراتع الآرام
جلبت حمامي قبل يوم حمامي
أما آخر قصيدة قالها في بلاط سيف الدولة قبل أن يغادر حلب كان مطلعها:
عقبى اليمين على عقبى الوغى ندم
ماذا يزيدك في إقدامك القسم
وظنهم أنك المصباح في حلب
إذا قصدت سواها عادها الظلم