تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل أبوالطيب يخفي حبه لخولة ـ أخت سيف الدولة]

ـ[المستعين بربه]ــــــــ[06 - 07 - 2009, 09:08 ص]ـ

حول إخفاءأبي الطيب ـ عليه رحمة الله ـ

حبه لخولة أخت سيف الدولة

أتحدث هنا عن حب أبي الطيب ـ لخولة أخت سيف الدولة ـ على الجميع رحمة الله ـ.فهناك من يقول إنّه يحبها؛ وفي رأيي الذي أراه بعدتحليل بعض الأبيات أنّ هذاصحيح؛ فعندما نقف عندقوله مثلا في ميميته التي يعاتب بها سيف الدولة؛حيث وردفيهاقوله:

واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ.

ففي هذه الأبيات وفي ثانيهاعلى الأخص مايؤيدهذا المذهب فلم نعهدمن الشعراء أنّهم يحدثون عن ممدوحيهم بهذالصيغة؛ ولم نجدهذه المعاني التي ذكرها المتنبي في مدائحه. لم نجدها في مدائح زهيرأوالأعشى أوعند شعراءعصربني أمية. بل في شعره هوإذامدح غيرسيف الدولة فإنّه لايجري على لسانه مثل هذه الألفاظ الموحية. فحرارة الاستفهام المحية بلوعة في قوله: [مالي أكتم حبًا قدبرى جسدي] تكادتلمس منها أنّ الأمريتجاوزحب المحامدالرجولية الجالب لحب الرجال؛ فلإيحاءات قوية أنّ هذه نفثات عاشق مغرم لامدائح من أعجبته الشجاعة أواصطنعه الكرام أوالمكارم والعطايا.

الزفرة والنفثة المستووحاة من حرارة المطلع [واحرقلباه] فيها فيض ودفق عاطفي يتعدى كونه مماتمدح به الرجال. إلى أنّه تعبير عما يضطرم من حرارة الشوق في داخله.

وقوله: [قدبرى جسدي] فيهاأيضًامايشيرإلى المعاناة التي يجدها الشاعر في نفسه.وهذه الجملة ممايأنف الرجال أن تقال عنهم أوفيهم.

وكنت كلماقرأت هذه الأبيات أقف عندهاواقول في نفسي: إنّها ألفاظ غزل لامدح.

وممايؤيد ماذهبت إليه أنّ الإلغازوالتكنية كثيرة في شعرالمتنبي قوله:

إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ وَحَتّى مَتى في شِقوَةٍ وَإِلى كَمِ

الزاي اللباس ,والمحرِم هومن عليه ثياب الإحرام للحج؛ والحاج يلبس ثياب الإحرام لفترة مؤقته. وهذاه الملابس ليست لباسه الحقيقي. فكأن أبا الطيب يحدث نفسه قا ئلا: إلى متى ستبقى بمنزلة هي أقل من منزلتك, وتتلبس حالا ليست هي حالك حقًا؟!

أرى أنّ المتنبي لايكني بهذاعن فقره كما ذهب إلى هذامحمودشاكر ـ رحمه الله ـ وإنماهوتقريع لنفسه من نفسه ليقول لها: إلى متى ستبقى على غيرحقيقتك, ومتى ستتسنم ماأنت له من المنازل؛ فهي عبارة مع التقريع يستنهض بها نفسه إلى تتسنم منزلتها التي يؤمن بها والتي تحدثه نفسه عنها كثيرا

ومما أسند به رأيي. ورودالاستفهام الاستبطائي في قوله: [وَحَتّى مَتى].فهويستبطيء بقاءه على هذه الحال. كماأن قوله: [في شقوة] يؤيد هذافهوفي صراع وشقاء من داخله يستحث نفسه على الخروج والخلاص منه.

ومن إلغازه ماذكروه من قول أبي فراس ـ رحمه الله ـ وكانوافي مجلس سيف الدولة فحين وصل إلى قوله في الميمية السابقة:

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

فيقال إنّ أبافراس عندماسمع هذا القول التفت إلى سيف الدولة وقال له إن المتنبي يعرض بك وبابن عمك يعني نفسه؛ وأبوفراس يقصدمن هذاأن يشيرإلى أنّ أباالطيب يعرض بأنّ سيف الدولة لايفرق بين غث الشعروسمينه؛ فلا قيمة لناظرلايميزفي نظره وعقله بين ماهوشحم حقيقي أوبين ماهوورم يغري الناظرين وسراب قول لايغني سامعه, ولاينتفع ناظرلايفرق بين الأنوارويعني بهذاشعره ,والظُلَم التي هي شعرأبي فراس.

والإلغازوالتكنية في شعرالمتنبي يحتاج إلى بحث مستقل؛ ولكن هذه إشارة إليه فحسب.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[06 - 07 - 2009, 11:51 ص]ـ

يا أخي جزاك الله خيرا على جهودك ورؤاك النقدية، لكن:

البيت الثاني لا يمكن أن يكون دليلا على حب المتنبي لخولة:

مالي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم

لأن قياسك هنا غير صحيح، ومقارنة المتنبي بغيره من الشعراء-في هذا الجانب- غير دقيقة، لأن المتنبي حالة خاصة لا ينطبق عليه ما ينطبق على غيره.

وحب المتنبي لسيف الدولة كان واقعا ملموسا، وليس مثل علاقته - المصلحية-بكافور.

مَن ِمن القدامى كان يخصص معظم القصيدة في الفخر بنفسه وبعضها للممدوح

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[06 - 07 - 2009, 01:55 م]ـ

هذه قصة مصطنعة من خيال البعض

سبب الخلاف بين المتنبي وسيف الدولة ظاهر بين.

ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[07 - 07 - 2009, 05:46 ص]ـ

السلام عليكم ..

قرأت ديوان المتنبي كله في زمنٍ مضى .. وتفحصته .. وقلبته على كل وجه .. وسبرت معانيه وغصت في لججه .. على قدر فهمي حين ذاك .. حتى ظننت أني لم أترك شاردة ولا واردة في ذلك الديوان .. وبعدها بقليل قرأت كتاب العلامة محمود شاكر رحمه الله عن المتنبي .. فكان كالشمس التي أشرقت على بيداء فكشفت عن سهول وتضاريس وقيعان وجداول وأنهار لم أكن أراها في مطالعتي الأولى للديوان .. وعجبت كيف غابت عني هذه الحقيقة - أعني حب المتنبي لخولة- وكيف ظهرت الآن لي كفلق الصبح!

على العموم لن تستبين الأمر حتى تطالع كتاب المتنبي للعلامه محمود شاكر ففيه مايكفي ويشفي .. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير