تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نافذة العربي]

ـ[السراج]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 10:04 ص]ـ

منذُ وُلدتْ رافقها هدفٌ سام يكاد لا يفارقها وهاهي في شبابها – لا تزال – تشدو بذاك الهدف السامي ولقد لمستُهُ واقعاً – أن يصل العلمُ إلى أقصى مدى يحتاجُه العربي أقصى مدى يصلُه العربي، ومن هنا جاء اسمها الرنان الذي جاء متوائما ومتوافقاً لما أرادت له ..

نشأتُ مع موضوعاتها التي تخللت أرجاء معرفتي ورافقني أدبُها شعراً يجوب الخيالَ طوراً وقصصا تثير الأفكار مبعثرة طوراً آخر، ونقلتني مقالاتها إلى عوالم العِلم نثراً في سبيل اكتشاف الجديد والقديم في لُغتنا الخالدة ..

لقد كانت لها يدُ السبقِ في إثراء تعليمي وزيادة أفكاري ونمو إدراكي للأشياء من معلومات قيمة ومعارف واضحة لذا أشكر لها هذا الفضل – وأقوم في هذه الصفحة – في بيتي الفصيح – بإدراج بعض المقاطع التي اخترتها من أعداد قديمة وجديدة من هذه مجلتي العزيزة - العربي.

مقاطع في الأدب العربي من شعر ونثر وحكاية وغيرها مما يوافق الأدب وبعض الصفحات اللغوية.

سيكون ما بين القوسين عنواناً وضعته ليتوافق مع ما ندرجه وبعد القوس العدد المأخوذ منه القطعة.

الأولى:

(صفات الشابي) عدد 431

نحيف الجسم، مديد القامة، قوي البديهة، سريع الانفعال، حاد الذهن، تكفكف رقة طبعه من عذب عاطفته وحدة ذهنه، يراه أصدقاؤه بشوشا، كريما، وديعا، متأنقا طروبا لمجالس الأدب يحب الفكاهة الأدبية، ويراه من لم يخالطه حيياً محتشما، ويعرف منه هؤلاء وأولئك صراحة حازمة قوية، يبديها لخاصة خلطائه في غير ما تحرج متى اجتمع بهم، ويجاهر بها العموم في شعره ونثره، وكان محبا لبلاده، صادق الوطنية، يؤمن بأن لقادة الفكر رسالة إنسانية سليمة حاول جهده أن يحققها في أثناء حياته القصيرة قولاً وعملا ً.

هذه صورة قلمية للشابي رسمها محمد الأمين الشابي في تقديمه لديوانه – طبعة الدار التونسية للنشر – وهي صورة إنسانية تكمل صورته الفنية والشعرية في وجدان قارئه وتجعلنا نردد بعض هتاف الشابي في قصيدته " يا ابن أمي":

خلقتَ طليقا كطيف النسيم=وحرا كنور الضحى في سماه

تغرّد كالطير أين اندفعت=وتشدو بما شاء وحيُ الإله

وتمرح بين ورود الصباح=وتنعم بالنور أنى تراه

كذا صاغك اللهُ يا ابن الوجود=وألقتك في الكون هذه الحياه

فمالك ترضى بذل القيود=وتحني لمن كبّلوك الجباه؟

وتسكت في النفس صوت الحياة=القوي إذا ما تغنى صداه؟

ـ[السراج]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 11:24 ص]ـ

الثانية:

(بين الزهاوي والرصافي) عدد 350

يقول الرصافي: إني لا أفهم كثيرا من رباعيات الزهاوي التي يدّعي أنها فلسفة.

يقول الزهاوي: إني أول من نظم الشعر القصصي في العراق، أو في الوطن العربي، وتعلم الرصافي الطريقة مني.

يقول الرصافي: لا نجد صفة من صفات الفلاسفة عند الزهاوي ولا نعرف ما هي فلسفته التي أرهقنا بذكرها؟

يقول الزهاوي: معروف صديقي وهو فرحتي لأني علمته الشعر وفقهته في الاجتماعيات.

ومما يستحسن ذكره بهذه المناسبة أن الرصافي علّق على رباعية الزهاوي التي جاء فيها:

أكثر التراب عظام=من ضلوع وصدور

سحقتها أرجل الدهر=وأقدام العصور علق عليها قائلاً: غفر الله لأبي العلاء فقد سطا على معاني الزهاوي عندما نظم قصيدته:

خفف الوطء ما أظن أديم=الأرض إلا من هذه الأجساد

ـ[السراج]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 06:18 ص]ـ

الثالثة:

(موطن الجمال) عدد 381

... فقد سلك الشاعر علم الدين الشاتاني طريق البوح والإفضاء، ليزيل عن النفس بعض ما يثقل عليها، ولعل جمال الأبيات يأتيها من صدق التعبير وبساطته وعذوبته:

أهدي إلى جسدي الضّنى فأعَلّه=وعسى يَرِقُّ لعبده ولعَلَّهُ

ما كنت أحسب أن عقد تجلدي =ينْحلّ بالهجران حتى حلّهُ

يا ويح قلبي! أين أطلبُهُ وقد=نادى به داعي الهوى فأضَلَّهُ؟

هذا ما جناه عليه حبُّه، فقد كان يحسب أن له في الصبر ما يُعينه على احتمال المصائب، ولكن هجر من يحب حل عقد صبره، وكان واثقا أن ذلك العقد قوي على الأيام! كيف السبيل إليه وقد نادى به داعي الهوى فأضله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير