عشّاقُ الكتب
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 10:22 م]ـ
عشّاقُ الكتب ِ
(1)
"مجد التاجر في كيسه، ومجد العالم في كراريسه" الزمخشري
(في الأصل هذه مقتطفات من كتاب كبير يقع في نحو سبعمائة صفحة (وما زال مخطوطا)، وقد آثرت نشر هذه المقتطفات؛ لما لها من أهمية في تراثنا الإسلامي، وهو علالة ريثما يتم طبع الكتاب كاملا، بمشيئة الله تعالى).
كان أكبر عشاق الكتب المولعين بها ولعا شديدا في القرن الثالث الهجري الجاحظ وكثيرا ما يذكر بذلك ن والفتح بن خاقان، وإسماعيل بن إسحاق القاضي.
فأما الجاحظ فإنه لم يقع بين يديه كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر ن وقد حكى بعض المؤرخين أنه مات في حب الكتب، فقد روي أنه مات بوقوع مجلد عليه، وكان من عادته أن يضعها كالحائط محيطة به، وكان عليلا فسقطت عليه فقتلته.
وأما الفتح بن خاقان فكان من كبار رجال دار الخلافة، فإنه كان يحضر لمجالسة المتوكل، فإذا أراد القيام لحاجة أخرج كتابا من كمه أو خفه وقرأه في مجلس المتوكل إلى عوده إليه.
وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه إلا رأيته ينظر في كتاب أو يقلب كتبا أو ينفضها. (1)
وفي سنة 275هـ توفي السجستاني المحدث، وكان له كم واسع وكم ضيق، فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا أحتاج إليه. (2)
وقد عمل علي بن المنجم وكان ممن يجالس الخلفاء حوالي منتصف القرن الثالث الهجري خزانة كتب عظيمة في ضيعته، وسماها خزانة الحكمة، وكان يقصدها الناس من كل بلدة فيقيمون فيها ويتعلمون منها صنوف العلم، والكتب مبذولة لهم والصيانة مشتملة عليهم، والنفقة في ذلك من مال علي بن يحيى، فقدم أبو معشر المنجم من خرسان يريد الحج، وهو إذ ذاك لا يحسن كبير شيء من النجوم، فوصفت له الخزانة، فمضى ورآها وهاله أمرها، فأقام بها وأضرب عن الحج، وتعلم فيها علم النجوم، وأغرق فيه حتى ألحد وكان ذلك آخر عهده بالحج والدين والإسلام أيضا. (3)
وفي سنة 282هـ توفي أحد علماء أصفهان وكبار أصحاب الضياع فيها، ويقال إنه أنفق في شراء كتبه ثلثمائة ألف درهم. (4)
وفي سنة 312هـ توفي حمد بن نصر الحاجب وخلف كتبا بأكثر من ألفي دينار. (5)
وفي سنة 357هـ صودر حبشي بن معز الدولة لأنه أراد عصيان أخيه أمير بغداد، فكان من جملة ما أخذ منه خمسة عشر ألف مجلد سوى الأجزاء مما ليس بمجلد. (6)
................................................
(1) الفهرست للنديم 208، ومعجم الأدباء 16/ 75، وأمالي المرتضى 1/ 194
(2) تهذيب ابن عساكر 6/ 248 وتاريخ بغداد 9/ 58
(3) معجم الأدباء 15/ 157
(4) تاريخ أصفهان لأبي نعيم 100
(5) صلة تاريخ الطبري تأليف عريب بن سعد القرطبي / حوادث سنة 312 هـ
(6) مسكويه 6/ 314، وابن الأثير
يتبع ــ بمشيئة الله ــ
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 02:19 م]ـ
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرج سابح =وخيرُ جليسٍ في الأنام كتابُ
هنيئا لهم هذه الولع ورفقة الكتاب،
وللجاحظ كلام جميل في الكتاب، ذكره في مقدمة كتابه:" الحيوان"،عاش مع الكتاب،ومات بالكتاب.
أشكر أستاذي الفاضل،وقدرك الله على إنجاز ما عزمت عليه من شأن تحقيق هذا المخطوط
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:08 م]ـ
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرج سابح =وخيرُ جليسٍ في الأنام كتابُ
هنيئا لهم هذه الولع ورفقة الكتاب،
وللجاحظ كلام جميل في الكتاب، ذكره في مقدمة كتابه:" الحيوان"،عاش مع الكتاب،ومات بالكتاب.
أشكر أستاذي الفاضل،وقدرك الله على إنجاز ما عزمت عليه من شأن تحقيق هذا المخطوط
هلا وغلا وألف مرحبا
وشكرا لك
وجزاك الله خيرا
وبالمناسبة
هو تأليف؛ وليس تحقيقا
وعلى الرحب والسعة
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:20 م]ـ
(2)
"كتب العالم؛ خلاياه التي يعيش بها"
وفي سنة 355هـ نهب قوم من الغزاة دار الوزير أبي الفضل ابن العميد بالري، فلما انصرف إلى داره ليلا لم يجد فيها ما يجلس عليه، ولا كوزا واحدا يشرب فيه، وكان ابن مسكويه المؤرخ في ذلك الحين خازنا لكتب ابن العميد وهو يقص علينا القصة، فيقول:
¥