دعوة للمناقشة "فِي قَبْضَةِ الصَّمْت"
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 07:59 م]ـ
فِي قَبْضَةِ الصَّمْت
شعر / عيسى جرابا
دعوة للمناقشة حول هذه القصيدة
كل منا يعبر عن رؤيته تجاه تلك القصيدة الجميلة
لنحلل فِي قَبْضَةِ الصَّمْت بهدؤ وصمت وسكون
نَاحَتْ حَمَائِمُهُ عَلَى أَغْصَانِهِ=فَهَمَتْ سَحَائِبُهُ عَلَى كُثْبَانِهِ
يَبْتَزُّهُ لَيْلُ السُّكُوْنِ فَيَنْطَوِي =سِفْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ فَوْقَ لِسَانِهِ
يَمْشِي عَلَى وَجَعٍ وَلَيْسَ أَمَامَهُ =إِلاَّ ظَلامٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِهِ
يَشْكُو وَلِلشَّكْوَى المَرِيْرَةِ خِنْجَرٌ =يَهْفُو إِلَى الدَّفَّاقِ مِنْ شِرْيَانِهِ
أَيُلامُ؟ كَلاَّ ... مَنْ يَلُوْمُ مُكَبَّلاً =وَالنَّارُ رَاقِصَةٌ عَلَى أَرْدَانِهِ؟!
يَغْشَاهُ عَجْزٌ لَمْ يَزَلْ يَشْقَى بِهِ =وَأَشَدُّ مَا يُشْقِيْهِ عَجْزُ بَيَانِهِ
لَوْلا يَدُ الأَمَلِ الَّتِي تَحْنُو عَلَيْهِ= لَكَانَ شِلْواً فِي دُجَى أَكْفَانِهِ
اللهَ يَا زَمَنَ العَجَائِبِ فِيْكَ مَا =يُوْرِي هَشِيْمَ الهَمِّ فِي وِجْدَانِهِ
كَالشَّمْسِ لَكِنْ غَامِضٌ كَاللَّيْلِ لَكِنْ= وَاضِحٌ ... أَعْيَاهُ طَبْعُ زَمَانِهِ
فِي فِيْهِ مَاءٌ مَا يَقُوْلُ؟ كَفَاهُ مَا =نَقَشَتْهُ أَدْمُعُهُ عَلَى أَجْفَانِهِ
الدَّرْبُ مُمْتَدٌّ وَأَشْبَاحُ الدُّجَى =مَسْعُوْرَةٌ سَلَبَتْهُ نَجْمَ أَمَانِهِ
يَرْنُو وَلَيْسَ يَرَى .. خُطَاهُ حَبِيْسَةٌ=وَفُؤَادُهُ كَمْ تَاهَ عَنْ خَفَقَانِهِ!
يُصْغِي وَصَوْتُ النَّايِ مَبْحُوْحٌ= يَكَادُ يَغَصُّ بِالمَوَّارِ مِنْ أَشْجَانِهِ
فِي قَبْضَةِ الصَّمْتِ الرَّهِيْبِ كَأَنَّهُ =سِجْنٌ ... وَمَا أَدْرَاكَ عَنْ سَجَّانِهِ؟
يَجْتَاحُهُ جَدْبٌ أَرَاقَ رُوَاءَهُ =وَأَطَاحَ بِالمُخْضَلِّ مِنْ أَغْصَانِهِ
قَالُوا لَهُ: تَاللهِ إِنَّكَ شَاعِرٌ =فَمَضَى يُخَضِّبُ لَحْنَهُ بِجَنَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ ... حَتَّى غَدَا شَدْوُ البَلا =بِلِ وَالجَدَاوِلِ مِنْ صَدَى أَلْحَانِهِ
لَكِنَّهُ أَمْسَى وَحِيْداً ... هَلْ تُرَى =خَدَعُوْهُ مُذْ تَرَكُوْهُ فِي حِرْمَانِهِ؟
جُرْحٌ تَغَلْغَلَ فِي حَشَاهُ فَمَنْ يُضَمِّد=ُ جُرْحَهُ؟ مَا كَفَّ عَنْ جَرَيَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ رَغْمَ الأَسَى ... إِلْهَامُهُ =وَحْيٌ بِهِ يَسْمُو عَلَى أَقْرَانِهِ
سَيَظَلُّ يَرْسُمُ لَوْحَةَ الإِحْسَاسِ مِنْ =اَفْرَاحِهِ طَوْراً وَمِنْ أَحْزَانِهِ
هُوَ شَاعِرٌ ... وَالشِّعْرُ لا يُصْغِي لَهُ =مَنْ لا يَعِي وَالوَقْرُ فِي آذَانِهِ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 08:05 م]ـ
النَّوْحُ: مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً. ويقال: نائحة ذات نِياحة.
ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ. والمَناحةُ: الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح.
والنوائحُ: اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ؛
قال لبيد:
قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ
ونَوْحُ الحمامة: ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ،
مواصلون بإذن الله في التحليل.
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 08:19 م]ـ
من أروع ما قرأت اليوم ..
قصيدة رائعة تفيض شاعرية و شجنا و عمقا ..
شكرا للشاعر و شكرا للأخت المبحرة التي متعت أسماعنا بها ..
-------
لست أدري هل أنا على صواب إذا قلت أن تحت أنسب من فوق في هذا البيت:
يَبْتَزُّهُ لَيْلُ السُّكُوْنِ فَيَنْطَوِي**سِفْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ فَوْقَ لِسَانِهِ
متابعٌ إن شاء الله معكم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 08:32 م]ـ
عجيب حقا ...
قصيدة رمزية تحتاج وقفة متأنية لفك رموزها
فلا الأغصان أغصان ولا الكثبان كثبان
هل الأغصان هي أحاسيس الشاعر،ربما،
وهل الحمائم هي خلجات النفس أيضا ربما
أما الكثبان فأراها تشبيها للخدود
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 08:51 م]ـ
السفر: أليس الشيئ الواضح المكشوف
فكيف تكون تحت لسانة أعتقد فوق أجمل في التصوير
ألا نستطيع أن نقول بأن القصيدة رومانسية لأن فيها تعبير عن ذات الشاعر؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 09:04 م]ـ
السفر: أليس الشيئ الواضح المكشوف
فكيف تكون تحت لسانة أعتقد فوق أجمل في التصوير
ألا نستطيع أن نقول بأن القصيدة رومانسية لأن فيها تعبير عن ذات الشاعر؟؟
أنا اعتمدت على كلمة ينطوي و على عنوان القصيدة
و توجهها العام (الصمت):)
كما أن السفر هنا - في رأيي- قد يقصد به الشاعر كتابا من الكلمات
(كما نقول أسفار التوراة مثلا)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 09:09 م]ـ
برأيي أن القصيدة أكثر رمزية وليست رومانسية
وكما تعلمون المذهب الرمزي هو وليد الرومانسية
ما رأيكم أرى أن الكثير من كلمات الشاعر لا توحي بالمعنى المعجمي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 09:10 م]ـ
قد يريد الشاعر جمع المتناقضات ينطوي يقابلها سفر
صحيح ماتقولة الأنطواء تحت وليس فوق
قد يجوز لكن أنا فهمت سفر بمعني الشيئ الواضح والمكشوف
نتابع بإذن الله.
¥