[أرتج عليهم فأتوا بهذا ... فكيف إذا انطلقت ألسنتهم!]
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 06:41 ص]ـ
- صعد عثمان بن عفان: r المنبر لما بويع بالخلافة. فحمد الله، وأثنى عليه، ثم ارتج عليه، فقال:
وليناكم قريبا، وعدلنا عليكم خير من خطبنا فيكم، وأن أعش يأتكم الكلام على جهته إن شاء الله.
ويروى عنه: r:
إنه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم ارتج عليه، فقال: أما بعد: فإن أول مركب صعب. وما كنا خطباء، وسيعلم الله، وأن امرأ ليس بينه وبين آدم إلا أب ميت لموعظ. ثم نزل.
- وقف ثابت قطنة على المنبر بالسند، فارتج عليه، فنزل فقال:
وإن لا أكنْ فيكم خطيبا فإنني بسيفي إذا جد الوغى لخطيب
فقيل له: لو قلت هذا على المنبر قبل أن تنزل منه كنت أخطب الناس.
- روي عن السفّاح أنّه أراد أن يخطب يوماً فأرتج عليه، وكانت أوّل خطبة خطبها، فقال:
أيّها النّاس إنّما اللسان بضعة الإنسان، يكلُّ بكلاله إذا كلَّ، وينفسح بانفساحه إذا انفسح، ونحن أُمراء الكلام، منّا تفرّعت فروعه، وعلينا تهدّلت غصونه، ألا وإنّا لا نتكلّم هذراً، ولا نسكت حصراً، بل نتكلّم مؤيّدين، ونسكت معتبرين، ثمّ نزل
فبلغ ذلك أبا جعفر أخاه، فقال: لله هو لو خطب بمثل ما اعتذر به لكان من أخطب العرب، وهذا من أبلغ الاعتذار عند استغلاق الكلام وأحسنه.
-ولى يزيد بن أبي سفيان ربعاً من أرباع الشام، فرقي المنبر فتكلم فأرتج عليه، فاستأنف فأرتج عليه، فقطع الخطبة، فقال:
سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً، وبعد عي بياناً، وأنتم إلى أميرٍ فعالٍ أحوج منكم إلى أميرٍ قوالٍ.
فبلغ كلامه عمرو بن العاص، فقال: هن مخرجاتي من الشام استحساناً لكلامه.
- وخطب خالد بن عبد الله القسري فأرتج عليه، فقال:
إن الكلام يجيء أحياناً ويعزب أحياناً، وربما طلب فأبى، وكوبر فعصى، والتأني لمجيئه أيسر من التعاطي لأبيه، وقد يختلج من الجريء جنانه، ويعتاص على الذرب لسانه، ثم قال: لا يكابر القول إذا امتنع، ولا يرد إذا اتسع، وسأعود فأقول إن شاء الله.
- وأرتج يوماً على عبد الملك بن مروان، فقال:
نحن إلى الفضل في الرأي، أحوج منا إلى الفضل في المنطق.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:00 ص]ـ
ما أروع حسن التخلص بالبلاغة والمنطق
سرعة بديهة وذكاءوإيمان وأدب
ما أروع ماتنقله يا أخي أبا سهيل
بارك الله فيك
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 01:22 ص]ـ
سارعوا في الطاعة وسبقوا فطاوعتهم كل الأشياء الحسية والغير حسية .. أحسنتَ أخي الكريم .. نقلت فأجدت .. ونثرت فأعجبت .. حفظك الله ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 04:52 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
وشكرا لكما على إثراء الموضوع
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 05:53 م]ـ
لا تكمل الصورة التي أرادها أبو سهيل حتى ننظر في الجانب الآخر من باب الطرافة والمقارنة وهم الذين أرتج عليهم فلم يتأت لهم الكلام.
عن الأصمعي قال: خطب أمير مرة فانقطع فخجل، فبعث إلى قوم من القبائل عابوا ذلك ولفّهم وفيهم يربوعي جلد فقال: اخطبوا فقام واحد فمر في الخطبة حتى إذا بلغ "أما بعد" قال: أما بعد أما بعد، ولم يدر ما يقول. ثم قال: فإن امرأتي طالق ثلاثا لم أرد أن أجمع -أصلي الجمعة- اليوم فمنعتني.
وخطب آخر، فلما بلغ" أما بعد" بقي ونظر فإذا إنسان ينظر إليه فقال: لعنك الله! ترى ما أنا فيه وتلمحني ببصرك أيضا.
قال: وقال الثالث: رأيت القراقير من السفن تجري بيني وبين الناس.
قال: وصعد اليربوعي الجلد فخطب فقال: أما بعد فوالله ما أدري ما أقول ولا فيما أقمتموني، أقول ماذا؟
قالوا: قل في الزيت.
قال: الزيت مبارك فكلوا منه وادّهنوا.
ودعي رجل ليخطب في نكاح فحَصِر فقال: لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله! فقالت امرأة حضرت: ألهذا دعوناك! أماتك الله!
ولي رجل من بني هاشم يعرف بالدندان بحر اليمامة فلما صعد المنبر أرتج عليه فقال: حيّا الله هذه الوجوه وجعلني فداءها إني أمرت طائفي بالليل ألا يرى أحدا إلا أتاني به وإن كنت أنا هو. ثم نزل.
أعذني ربي من حصر وعِي=ومن نفس أعالجها علاجا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 01:18 ص]ـ
بورك فيك أخي عامر
وهذا الباب فيه ما فيه من العجائب والمضحكات
وكما قيل فبضدها تتميز الأشياء
اللهم أعذنا من العي والحصر