تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة نقدية في قصيدة العقاب الهرم للعقاد]

ـ[جلمود]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 05:01 ص]ـ

سلام الله عليكم،

تلك قصيدة أقضتْ مضجعي ليلا فأسهرتني، وأرقتْ عقلي نهارا فأذهلتني،

فأحببت أن أفضي إليكم بنجواها تخلصا من ألمها ودويها وتدويمها،

وطلبا للراحة من إلحاح معانيها علىّ لتخرج سافرة بعد انتقاب،

فرحم الله امرأ تحمل عني بعض ألمي!

قال العقاد رحمه الله وغفر له:

يَهُّمُّ، ويُعْييْه النهوضُ، فَيَجْثِمُ=وَيَعْزِمُ، إلا ريشَهُ ليس يَعْزِمُ

لقد رنَّق الصُرْصُوْرُ وهْو على الثرى=مُكِبٌّ، وقد صاح القطا وهْو أبْكمُ

يُلَمْلِمُ حَدْباءَ القُدامى كأنّها=أضالعُ في أرْماسِها تَتَهَشَّمُ

ويُثْقِلُهُ حَمْلُ الجَناحين بعدما = أقَلّاه وهْو الكاسرُ المُتَقَحِّمُ

جناحين لو طارا لَنَصْتْ فَدَوَّمَتْ=شَمارِيْخَ رَضْوى واسْتَقَلَ يَلَمْلَمُ

وَيَلْحَظُ أقطارَ السماءِ كأنّه=رجيمٌ على عهْد السمواتِ يَنْدَمُ

ويُغْمِضُ أحيانا، فهل أَبْصَرَ الرَّدى =مُقضّاً عليه أمْ بِماضيهِ يَحْلُمُ

إذا أَدْفَأتْهُ الشمسُ أَغْفى وربّما =تَوَهَّمَها صَيْدًا له وهْو هَيْثَمُ

لِعَيْنَيْك يا شيخَ الطيورِ مَهابَةٌ=يَفِرُّ بُغاثُ الطيرِ عنها ويُهْزَمُ

وما عجزت عنك الغداةُ وإنّما=لكلِّ شبابٍ هَيْبَةٌ حين يَهْرَمُ

وللحديث صلة ...

ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 05:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ونحن في الانتظار

ـ[جلمود]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 02:12 م]ـ

وضعت القصيدة فجرا، فجئت الآن فلم أجدها (ابتسامة)،

يبدو أن العقاب يرفض أن أفضي إليكم بنجواه فطار بها،

ولكني لن أستسلم للعقاب!

ـ[جلمود]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 02:34 م]ـ

ها هي القصيدة أيها العقاب الهرم العجوز، وإياك أن تطير بها هذه المرة، وإلا هضنا لك جناحك الأحدب:

يَهُّمُّ، ويُعْييْه النهوضُ، فَيَجِْثِمُ ... وَيَعْزِمُ، إلا ريشَهُ لا يَعزِمُ

لقد رنّق الصُرْصُوْرُ وهْو على الثرى*مُكِبٌّ، وقد صاح القطا وهو أبْكمُ

يُلَمْلِمُ حَدْباءَ القُدامى كأنّها ... أضالعُ في أرْماسِها تَتَهَشَّمُ

ويُثْقِلُهُ حَمْلُ الجَناحين بعدما ... أقَلّاه وهْو الكاسرُ المُتَقَحِّمُ

جناحين لو طارا لَنَصْتْ فَدَوَّمَتْ ... شَمارِيْخَ رَضْوى واسْتَقَلَ يَلَمْلَمُ

وَيَلْحَظُ أقطارَ السماءِ كأنّه ... رجيمٌ على عهْد السمواتِ يَنْدَمُ

ويُغْمِضُ أحيانا، فهل أَبْصَرَ الرَّدى ... مُقضّاً عليه أمْ بِماضيهِ يَحْلُمُ

إذا أَدْفَأتْهُ الشمسُ أَغْفى وربّما ... تَوَهَّمَها صَيْدًا له وهْو هَيْثَمُ

لِعَيْنَيْك يا شيخَ الطيورِ مَهابَةٌ ... يَفِرُّ بُغاثُ الطيرِ عنها ويُهْزَمُ

وما عجزت عنك الغداةُ وإنما ... لكلِّ شبابٍ هَيْبَةٌ حين يَهْرَمُ

ـ[جلمود]ــــــــ[19 - 06 - 2009, 08:11 م]ـ

يَهُّمُّ، ويُعْييْه النهوضُ، فَيَجِْثِمُ ... وَيَعْزِمُ، إلا ريشَهُ ليس يَعزِمُ

في فجر يوم مشرق عند بعضنا مظلم عند بعضنا الآخر ـ يرقد عقاب هرم قد هزئ به الزمانُ واستخف، يلحظه شاعرٌ رسامٌ يمسك بريشته كي يرسم لنا صورة شجية للعجز والشيب بعد القوة والشبيبة، ريشته ليس لها مثيل على مر الدهر، ريشة ترسم ما يعجز الإنسان أن يراه بعينيه وإن أطال النظر، ريشة تجعل المعنى لفظا والشعور كلمات، ريشة تدسس في خفة وخفاء إلى أغوار نفس العقاب، إنها ريشة العقاد!

أولا: وقفات لغوية عند بعض الكلمات:

يهم: همَّ بالشيء يهُّم همّ: نواه وأراده وعزم عليه ولكنه لم يفعله.

جثم: جَثَمَ يجثِم جثوما لزم مكانه وتلبد بالأرض أي التصق بها.

عزم: وهو إرادة الفعل والقصد إليه.

ثانيا: لطائف ونكت:

ـــ إذا كان الهم والعزم إرادة الفعل والقصد إليه دون فعله، فلماذا قال العقاد إن عقابه الهرم بعد أن عزم على الطيران سقط على الأرض ملتصقا بها (يَهُّمُّ ... فَيَجِْثِمُ)!

نعم يهم فيجثم، حسنا قل لنا كيف؟ أقول لكم:

إن عقابنا عقاب حساس مرهف الحس مكلوم القلب بكلم جناحه؛

فعندما أبى الجناح والريش أن يعزما معه على الطيران (إلا ريشه لا يعزم) انكسر قلبه حزنا وذلة؛ لأنه يعرف أن مصدر قوته بل ومصدر تحليقه الريشُ، فإنْ هو رفض فلا أمل للعقاب في الوصول إلى مملكته السامقة المفقودة، فخنث وتكسّر والتصق بالأرض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير