[أبو الفتح وأستاذه والمتنبي]
ـ[بحر الندى]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 05:38 م]ـ
كان أبو الفتح عثمان بن جني شديد الإعجاب بشعر المتنبي وشخصه وكان أستاذه أبو علي الفارسي يستثقله على قبح زيه وما يأخذ به نفسه من الكبرياء عندما يمر بداره إلى دار عضد الدولة أثناء وجودهم في شيراز.
وكان يسؤوه_ابن جني_إطناب إبي علي في ذمه.
فقال أبوعلي يوما:اذكروا لنا بيتا من الشعر نتحدث فيه، فبدأ ابن جني وأنشد:
حلت دون المزار فاليوم لو زرت
لحال النحول دون العناق
فاستحسنه أبو علي واستعاده وقال: لمن هذا البيت؟ فإنه غريب المعنى فقال أبو
الفتح للذي يقول:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي
وأنثني وبياض الصبح يغري بي
فقال أبو علي والله هذا أحسن، بديع جدا، فلمن هما؟ قال للذي يقول:
أمضى إرادته فسوف له قد
واستقرب الاقصى فثم له هنا
فكثر إعجاب أبي علي واستغرب معناه وقال لمن هذا؟
فقال ابن جني للذي يقول
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقال _أبو علي _وهذا أحسن والله،وقد أطلت يا أبا الفتح فأخبرنا من القائل؟ قال
هو الذي لايزال الشيخ يستثقله ويستقبح زيه وفعله، وما علينا من القشورإذا
استقام اللب؟
قال أبو علي: أظنك تعني المتنبي؟ قال أبو الفتح: نعم.
فقال أبو علي والله لقد حببته إلي.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 06:56 م]ـ
أبو الفتح بن جني
كان من أصدقاء المتنبي الذين انتصروا له في مجلس سيف الدولة
مقابل حسد الحساد كابن خالويه وشعراء الحمدانية
وبالفعل هذه قصة جميلة عن الشيخ أبي علي الفارسي
حقيقة إن أحمد المتنبي يريد من يفهمه فطموحه واعتزازه بنفسه ربما ينفر منه بادئ ذي بدء
ولكن كما يقال إن العباقرة ذوو سلوك غريب
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 09:36 م]ـ
أبو الفتح بن جني
كان من أصدقاء المتنبي الذين انتصروا له في مجلس سيف الدولة
مقابل حسد الحساد كابن خالويه وشعراء الحمدانية
وبالفعل هذه قصة جميلة عن الشيخ أبي علي الفارسي
حقيقة إن أحمد المتنبي يريد من يفهمه فطموحه واعتزازه بنفسه ربما ينفر منه بادئ ذي بدء
ولكن كما يقال إن العباقرة ذوو سلوك غريب
شكرا للأخت بحر الندى
أخي بحر الرمل إن التعجب لا يفنى في أحمد ـ كما تحب أن تسميه ـ فهو يجمع المتناقضات وتعيش داخله المختلفات ولعل مما أرداه هذا الطموح حتى ذبح بسيفه وسقي بسمه يقول رحمه الله:
أريد من زمني ذا أن يبلغني ...... ما ليس يبلغه من نفسه الزمن!
رحمه الله لقد سبق فلم يلحق. ولا أفضل عليه شاعرا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 03:45 ص]ـ
أحسنتم جميعا ...
ما هو بشاعر إن هو إلا سحر يؤثر ...
يا الله وما أجمل مطلع هذه القصيدة يا زين الشباب
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ = وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
ماذا تريد يا أحمد!!
غريب أنت وشعرك أغرب ...
شكرا جزيلا لكم ...
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 06:14 ص]ـ
لله دركم ..
فتحتم أبواباً إغْلاقها صعبٌ.
فالحديثُ عن المتنبي ذو شجون، وأبياته - مهما قرأتها أكثَر من مرةٍ - تبقى تعزف في أذهاننا معنى جديدا ..
للحكاية مغزى هو أن أبا عليّ كان يستثقل المتنبي لنفسه وليس لشعره، فنراه يتعجب من أبيات قليلة اختارها ابن جني - بعناية - وما أكثرها في ديوانه ..
ـ[بحر الندى]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 03:02 م]ـ
نعم المتنبي شاعر لايتكرر
أما ابن جني كان ملازما للمتنبي ملازمة الظل، وكان راويته، وجامع شعره،وشارح ديوانه.
وكان المتنبي إذاسئل عن الغامض من شعره أشار إلى ابي الفتح ليفسره،وقد قال عنه:
"ابن جني اعرف بشعري مني"