تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ

ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 08:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم // علي سليم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم".

أما بعد:

بعد عزمٍ و إصرارٍ ممّنْ تأمّلوا رسالتي (أسماءُ الإشارة منَ الظّلام إلى الإنارة) قالت السبّابة و التي تليها سمعاً و طاعةً فأنتجتا (أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ) فكانت أولاهما تتميّز بشهادة ناظريها بطابع البدعة إذ محاكاتها للنّاس بلغة العصر و بأسلوبٍ تعلوه القصّة و الطرفة تارة و الأدب و البلاغة تارة أخرى فرأيت من الحكمة بمكانٍ أن تقتديَ رسالتنا ذه بتلك و تحذو حذوها ذا و أسأل الله تعالى العون و التوفيق و السّداد:

أُسرةٌ تتكوّن من أبٍ فارق زوجته في غابر الأزمان و تركتْ له ثلاثة من الأبناء بله اثنان يُدعى أولهما (فمٌ) و ثانيهما (هنٌ) بيد الأب أحبّ أن يصل رحمه و يلمّ شمل عائلته فاستدعى أخاه ليسكنا تحت سقفٍ واحدٍ و ألحّ على أصول و فروع زوجه و أصوله و فروعه لتتمّ الصّلة بأعلى درجاتها فسكنَ الجميع الدّار و طعام الاثنين يكفي الثلاثة ...

و باتت الأسرة تتألف من (أبٌ) (اخٌ) (حمٌ) (فمٌ) و (هنٌ) و تَذكّر الأب رفيق دربه و صاحبه في السَفر و الحضر (ذو) فأصرّ عليه للعيش معاً ....

و في ذلك يقول ابن مالك يرحمه الله تعالى:

وَارْفَعْ بِوَاوٍ وانْصِبَنَّ بِالألِفْ ......... وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأسْمَا أصِفْ

مِنْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أبَانَا ............... وَالفَمُ حَيْثُ المِيمُ مِنْهُ بَانَا

أبٌ أخٌ حمٌ كذاكَ وَهَنُ ............

ذه الأسماء الستّة عندما تكون فاعلة و تقوم بعملٍ ما ترتدي قميصا شارته حرف الواو (و) و ذه إشارة العمل ... أي إشارة الفاعل ...

ذهب أبوك إلى السّوق لشراء السّلع ... فمنْ رآه من النّاس و ثوبه مصبوغا بحرف الواو (و) يُدرك أنّ ذاك صاحب الواو (و) سيفعل شيئا ما ....

بينما لو ارتدى ثوباً ذو إشارته الألف (أ) فيعني ذا أنه مفعولاً به و سيقع عليه فعلٌ من الآخرين ....

ضربْتُ أبَاك ... وقع عليه ضربُ الآخرين و هكذا ....

أمّا إذا تدثّرَ بسروالٍ يحمل سمة حرف الياء (ي) فيكون مجروراً ...

مررتً بأبيك ... ذهبتُ إلى أبيك ....

و قس على بقية الأسماء ما حلّ بأبيهم إلاّ (ذو) يشترط أن يكون صاحباً وفيّاً إذ (ذو) صنفان, صنف بمعنى الصاحب و صنف بمعنى الاسم الموصول (الذي) ... جاءَ (ذو) مالٍ أي صاحب المال , رأيت ذا مالٍ, مررتُ بذي مالٍ ... ذو تنوّع زيّها على حسب ما ذكرناه آنفا ...

بينما التي بمعنى الذي لا تتغير و لا تتبدّل إذ هي مبنية تأخذ شكلاً واحداً كحال المبنيّ منَ الأسماء و الأفعال و الحروف ....

حضر ذو أحبّه أي حضر الذي أحبّه ..... رأيتُ ذو أحبّه ,أي رأيت الذي أحبّه .... مررتُ بذو أحبّه, أي مررت بالذي أحبّه ...

فإن قصدتَ بذو (الذي) دعها على شكلٍ واحدٍ وإن قصدتَ بذي (الصاحب) فضع الواو في الرفع والألف في حالة النصب و الياء عند الجرّ ....

وذلك قول ابن مالك يرحمه الله: مِنْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أبَانَا

أي من تلك الأسماء (ذو) شرط أنْ تكون بمعنى الصاحب.

ثم قال: وَالفَمُ حَيْثُ المِيمُ مِنْهُ بَانَا

فاشترط لعمل (الفم) وِفق عمل أبوها و أخوها وحموها أنْ تنفصل عنها الميم (م) وإلاّ تُعربُ بالحركات لا الحروف ....

كُلْ بِفيك ... عندما انفصلت عن الميم (م) أخذتْ حكمَ منْ سبقها من تلك العائلة ... نظّف فاك ... فوك صغير ....

وعندما تتصل بها الميم (م) تكون على الشكل التالي: كلْ بفمِك .. كانت الكسرة (ِ) مكان الياء (ي) ...

نظّفَ فَمَهُ حلت الفتحة (َ) مكان الألف (أ) ...

فَمُكَ صغير ... حلّت الضمة (ُ) مكان الواو (و) ...

و الكاف (ك) و الهاء (ه) ضمائر مبنية ...

أبٌ أخٌ حمٌ كذاكَ وَهَنُ ............ وَ النَّقْصُ في هذا الأخيرِ أحسنُ

و هن ... هو الشيئ التافه ... الشيئ الذي يستقبح ذكره ... بمثابة الأنثى عند العرب "وإذا بشّر أحدهم بالانثى ظلّ وجهه مسوّداً" ... أو بمثابة الولد ذو عاقة و آفةٍ ...

والأسماء الستة أو الأسرة المكوّنة من (أبٌ أخٌ حمٌ وَهَنُ ذو فم) منها منْ يتكلم بثلاث لغاتٍ وهو التّام تصحّ فيه ثلاث لغات (أبٌ أخٌ حمٌ)

والذي يتكلم بلغتين فقط (هن) بينما (فم, ذو) لا يُحسنان غير لغتهم الأمّ.

فالذي ذكرناه حول (أبٌ أخٌ حمٌ) هو المشهورالقويّ و يليه قوة القصر أي الاقتصار على الألف (ا) في جميع الحالات: جاء أباك (بالرفع) رأيت أباك (بالنصب) مررت بأباك (بالجر)

و كذلك الحال مع (أخٌ حمٌ)

و تليهما في القوة لغة النقص ... : جاء أبُك (بالرفع) رأيت أبَك (بالنصب) مررت بأبِك (بالجر) ...

نقلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير