[قالوا في الشيب]
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 12:11 ص]ـ
قالوا في انقضاء الشباب ودخول الكبر والشيخوخة:
ذاد وِردَ الغَيِّ عن صدره ... وأرعوى واللّهوُ من وطرِه
وأبَت إلا البُكاء له ... ضحكاتُ الشيبِ في شَعرِه
ندَمي أن الشبابَ مضى ... لم أُبَلِّغْه مدى أشرِه
وانقضت أيامه سلما ... لم أجد حولا على غيَرِه
حُسِرتْ عني بشاشتُه ... وذوى المحمود من ثمره
وقال ابن الرومي:
لا تلحُ من يبكي شبيبته ... إلا إذا لم يبكها بدمِ
عيبُ الشبيبة غول سكرتها ... مقدار ما فيها من النعم
لسنا نراها حقَّ رؤيتها ... إلا زمانَ الشيب والهرم
كالشمس لا تبدو فضائلها ... حتى تغشّى الأرض بالظلم
ولرُبَّ شيءٍ لا يبيّنه ... وجدانه إلا مع العدم
وقال عبد الرحمن بن خالد:
رحلَ الشبابُ وليته لم يرحلِ ... وغَدَا لِطِيَّةِ ذاهب مُتحمِّلِ
ولّى بلا ذمٍ وغادر بعده ... شيبا أقام مكانَه في المنزل
ليت الشبابَ ثوى لدينا حِقْبَةً ... قبلَ المشيبِ وليته لم يعْجَلِ
فتصيب من لذّاته ونعيمِه ... كالعهدِ إذ هو في الزّمانِ الأولِ
وقال عمر بن أبي ربيعة"
رأيْنَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي ... فأعْرَضْنَ عني بالخدودِ النَّواضرِ
وكنَّ إذا أبصرنني أو سمعنني ... سعَيْن فَرَقَّعْن الكُوى بالمحاجِرِ
فإنْ حُجِبتْ عني نواظِرُ أعينٍ ... رَمَيْن بأحداقِ المها والجآذِرِ
فإني من قومٍ كريمٌ نجارُهم ... لأقدامِهم صيغتْ رؤوس المنابرِ
وقال الحارث بن كعب:
أكلتُ شبابي فأفنيتُهُ ... وأفنيتُ من بعدِ شهرِ شهورا
ثلاثةُ أهلين صاحبتهم ... فبانوا وأصبحتُ شيخا كبيرا
قليلَ الطعامِ عسيرَ القيا ... م قد ترك القيدُ خَطوي قصيرا
أبيتُ أُراعي نجومَ السماء ... أقلِّب أمري بُطونا ظُهورا
وقال آخر:
يقولون في الشيب الوقارُ لأهلهِ ... وشيبي بحمد الله غيرُ وَقارِ
قال الشاعر:
لو رأى الله أنّ للشيبِ خيرا ... جاورته الأبرارُ في الخلدِ شِيبا
ـ[وليد]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 10:14 ص]ـ
ونادرة بالشيب حلت بعارضي ... فبادرتها بالنتف خوفا من الحتف
فقالت على ضعفي استطعت ووحدتي ... رويدك للجيش الذي جاء من خلفي
*********
نظرت إلى رأسي فقالت ما له ... قد ضمّ فوديه قناع أدكن
يا هذه لولا النجوم وحسنها ... لم تألف الليل البهيم الأعين
فتضاحكت عجباً وقالت يا فتى ... نقصان عقلك في قياسك بيِّن
الليل يحسن بالنجوم وإنّما ... ليل الشباب بلا نجوم أحسن
ـ[وليد]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 10:16 ص]ـ
لو رأى الله أنّ للشيبِ خيرا ... جاورته الأبرارُ في الخلدِ شِيبا
يكفي الشيب هذا البيت
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 11:55 ص]ـ
ويقول ابن دريد في قصيدته المقصورة الشهيرة:
إما تري رأسي حاكى لونه = طرةَ صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المُبيَضُّ في مسودِّه = مثل اشتعال النار في جزل الغضا
فكان كالليل البهيم حل في = أرجائه ضوء صباحٍ فانجلى
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 01:13 م]ـ
وفقدُ الشباب الموتُ يوجِدُ طعمَهُ ... صُراحا وطعم الموتِ بالموت يُفقدِ
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 01:19 م]ـ
وللشريف الرضي هذه الأبيات:
أرابكِ من مشيبي ما أرابا ... وما هذا البياضُ عليَّ عَابا
لئن أبغضت مني شيبَ رأسي ... فإني مُبغِضٌ منك الشبابا
يذُم البيضُ من جزعٍ مشيبي ... ودَلُّ البيضِ أولُ ما أشابا
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 01:28 م]ـ
صدقت يا أخي وليد
بارك الله فيك وفي أخي النابغة،وكنت أتوقع منه أن يأتي بأبيات للنابغة إن وجدت
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 11:10 م]ـ
صدقت يا أخي وليد
بارك الله فيك وفي أخي النابغة،وكنت أتوقع منه أن يأتي بأبيات للنابغة إن وجدت
وهذه الأبيات للنابغة الذبياني ..
المرءُ يأملُ أن يعيـ = ـشَ و طولُ عيشٍ قد يضُرُّهْ
تفنى بشاشتُه ويبْـ = ـقى بعدَ حلوِ العيشِ مُرُّهْ
وتخونُه الأيامُ حتّـ = ـى لا يرى شيئأ يسُرُّهْ
على حينِ عاتبْتُ المشيبَ على الصبا = وقلتُ ألمّا أصْحُ والشيبُ وازعُ
وقد حالَ همٌّ دونَ ذلك شاغلٌ = مكانَ الشغافِ تبتغيه الأصابعُ
دعاكَ الهوى واستجْهلَتك المنازلُ = وكيف تصابي المرءِ والشيبُ شاملُ
ـ[وليد]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 12:32 ص]ـ
الشيب عنوان المنية وهو تَاريخ الكبر
وبياض شعرك موت شعرك ثم أَنْت علَى الأثَر
فإِذا رأَيت الشيب عم الرأْس فَالْحذَار الحذر
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 02:26 م]ـ
أحسنت يا نابغة أحسن الله إليك
وزادك من فضله
وبارك الله في أخي وليد،رفع الله قدره وأحسن إليه
ما أحلاه من شعر وأمره من شعور
قال علي بن الجهم:
لا يَرُعكِ المشيبُ يا ابنةَ عبد الله فالشيبُ هيبةٌ ووقارُ
إنما تَحسُنُ الرياضُ إذا ما ضحِكت في خِلالِها النُّوارُ
ـ[وليد]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 04:21 م]ـ
أرى أختنا روضة النعيم قد رأفت بالشيب.
وقد مدح بعض الشعراء الشيب فقال:
إن المشيب رداء الحلم والادب ... كما الشباب رداء اللهو واللعب
تعجبت أن رأت شيبي فقلت لها ... لاتعجبي من يطل عمر به يشب
وممن مدح الشيب من الشعراء ايضا الفرزدق، حيث يقول:
تفاريق شيب في السواد لوامع ... وما خير ليلٍ ليس فيه نجوم
وقال آخر:
ما الدر منظوما بأحسن من ... شيب يخلل هامة الكهل
وكأنه فيها النجوم إذا ... جد المسير بها على مهل
لاتبكين على الشباب إذا ... بكى الجهول عليه للجهل
واشكر لشيبك حسن صحبته ... فلقد كساك جلالة الفضل
¥