تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأدب الجاهلي: 1 - تعريف كلمة " جاهلي "]

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 03:26 ص]ـ

إن كلمة " الجاهلي " مقترنة بالأدب في عصره الأول، وعند إطلاق هذه الكلمة يكون المفهوم لها هو: الجاهلي من الجهل والجهل ضد العلم.

ولكن بالنظر إلى العرب في ذاك الوقت يتبين لنا أنها لا تعني كذلك، فهم أهل دراية ومعرفة ونباهة وحنكة، وأكثر معارفهم من ثمار قرائحهم، ومما يدل على ارتقائهم مثلا:

1 - ارتقاؤهم في السياسة والعمران:

فعندهم عشرات من الألفاظ لضروب الجماعات من الناس على اختلاف أغراض اجتماعهم:

كالشعب، والجماعة، واللجنة، والسرب، والكوكبة، والقوم، والنفر، والشرذمة، والعصابة ...

ومثلها لأماكن الاجتماع: كالمحفل، والنادي، والمجلس ...

ومثلهما لأنواع الكتب: كالقمطر، والرقيم، والسفر، والوصيرة ...

2 - ارتقاؤهم في التجارة والاقتصاد:

فمما يدل على توسعهم في المسائل الاقتصادية كثرة الألفاظ الدالة على المال مثل:

التلاد: المال الموروث، والركاز: المال المدفون، والضمار: المال لا يرجى، الطارف: والمال المستحدث، والتالد: المال القديم ...

3 - تعقلهم وآراؤهم:

ولك في أشعارهم وأمثالهم والكنايات في عباراتهم وما نشأ عندهم من الفنون العقلية التي تحتاج إلى تفكير كالأحاجي والألغاز ..

أدلة أخرى على ارتقاء عقولهم وأذهانهم وسمو مداركهم.

4 - الفراسة والقيافة:

فقد اشتهر العرب بهما، والفراسة هي: الاستدلال بالأمور الظاهرة على الخفية، كالاستدلال بشكل المرء ولونه وقوله على خلقه، وللعقل فيها نصيب.

والقيافة قسمان:

أ - قيافة الأثر: وهي الاهتداء إلى الهارب بآثار أقدامه.

ب - قيافة البشر: وهي الاستدلال بهيئة الرجل وشكل أعضائه على نسبه.

مما سبق نخلص إلى أن المراد بكلمة " الجاهلي ":

الجهل ضد الحلم بمعنى الطيش والغضب والسفه، والدليل على هذا المعنى قيام الحروب الضروس بينهم، وليس ضد العلم – كما بينّا سابقا -.


المراجع:
العصر الجاهلي: شوقي ضيف.
تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان.
الحياة الأدبية في العصر الجاهلي: محمد عبدالمنعم خفاجي.

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 08:52 ص]ـ
أحسنت أخي الأديب اللبيب الأريب
وما يثبت ذلك قول عمرو بن كلثوم:
ونجهل فوق جهل الجاهلينا

ـ[اليافع]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 02:02 م]ـ
أولا: تصحيح للبيت الذي أورده أخي طارق: فنجهل وليس ونجهل
ثانيا: الأصل دائما في تحديد مفهوم المصطلح الرجوع إلى مصادرها الرئيسية
وهي كتب اللغة
ثم دراسةاللفظة على ماجاء في ألفاظ القرآن والسنة حيث وردت كلمة جاهلين وجاهلية في القرآن والسنة في مواطن متعددة.
وما ذهب إليه أخي الحبيب الأديب الأريب من نفي أن يكون الجهل ضد العلم أخالفه فيه مخالفة صريحة، لماذا؟
لأن أعظم معلوم وهو التوحيد والذي خلق الناس لأجله لم يكن متحققا في عصر ماقبل الإسلام، فيمكن أن نطلق عليهم جاهليون لهذا الأمر.
ولو أني لا أميل إلى هذا المصطلح لأنه يعتد بالجوانب الروحية والدينية في الأدب والمعلوم أن الأدب لايرتبط قوة وضعفا بدين الأديب، وأكبر الأدلة على ذلك أن دارسي الأدب العربي قسموا الأدب العربي إلى عصوره السياسية أما ماقبل الإسلام فلم يعدوه عصرا سياسيا بل نسبوه إلى الأخلاق.
والله أعلم

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 12:24 ص]ـ
أحسنت أخي الأديب اللبيب الأريب
وما يثبت ذلك قول عمرو بن كلثوم:
ونجهل فوق جهل الجاهلينا

أحسنت أخي طارق ذكرتَ ما غفلتُ عنه

أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا ..... فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا
مرور يجعل الأمل منتشرا، فبارك الله فيك وسدد خطاك يا طارق.

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 01:54 ص]ـ
.
أهلا وسهلا بك أخي الكريم اليافع

ثانيا: الأصل دائما في تحديد مفهوم المصطلح الرجوع إلى مصادرها الرئيسية
وهي كتب اللغة
ثم دراسةاللفظة على ماجاء في ألفاظ القرآن والسنة حيث وردت كلمة جاهلين وجاهلية في القرآن والسنة في مواطن متعددة.
وما ذهب إليه أخي الحبيب الأديب الأريب من نفي أن يكون الجهل ضد العلم أخالفه فيه مخالفة صريحة لأن أعظم معلوم وهو التوحيد والذي خلق الناس لأجله لم يكن متحققا في عصر ماقبل الإسلام، فيمكن أن نطلق عليهم جاهليون لهذا الأمر.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير