[سؤال حول قصيدة نازك]
ـ[قطوف]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 03:20 م]ـ
السلام عليكم
أرجو تحليل قصيدة نازك الملائكة بعنوان (أنا) وشاكرة لك مقدما
الليلُ يسألُ مَن أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولففتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون؟
الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنَى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ مَنْ أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ
من فتنةِ الأملِ الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمساً جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ مَنْ أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَلّ يحجُبُه سرابْ
وأظلّ أحسبُهُ دَنَا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ
ـ[قطوف]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 10:46 م]ـ
احتاج إلى شرح القصيدة فهل من معين لي يا أساتذتنا الكرام وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 11:29 م]ـ
أخيتنا قطوف
حياك الله
لو حاولت أنت في التحليل أولا
ونحن نتابع
ـ[قطوف]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 07:58 م]ـ
شكرا لك أساتذنا محمد سعد
ولو استطعت التحليل لما وضعتها ولاغنى لي عن شرح كبار الأساتذة هنا وجزاكم الله خير مقدما وأرجو أن أجد من يعينني لأنني في أشد الحاجة لها
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 09:10 م]ـ
الحمد لله الذي علمنا ما لم نعلم
وبعد
في البداءة لابد من الإشارة إلى أن نازك الملائكة واحدة من الشعراء الحادثيين الذين تبنوا مبدأ الحرية في اشعارهم، و اقتنعوا بضرورة تكسير بنية الشعر العربي القديم من حيث اللغة والتصوير البياني والإيقاع ... بالرغم من الإيقاع كان هو نواة التغيير في القصيدة العربية حيث الإنتقال من النظام العمودي الأشطر إلى النظام الحر للأسطر،حتى قالت هي نفسها في كتابها:"قضايا الشعر المعاصر":إن الشعر الحر ظاهرة عروضية.
والحرية لم تقتصر في شعر نازك على الشكل فقط،بل لحقت المضمون أيضا، ويمكن توقع ذلك من خلال البنية النصية التي يتصدرها عنوان القصيدة"أنا" باعتباره الجملة الاستباقية الملخصة للنص. حيث يمكن اعتبار هذا التصريح بالأنا محفوف بتساؤلات وإشارات ربما أرادت من خلالها الشاعرة الإنعتاق من ربطة الغير وقيوده في زمن ضاع فيها الأنا واغترب، اغترب غربة في الكلمة وغربة في الحياة وغربة في الحب وغربة في المكان وغربة في الزمان .... وهذا لاحظناه بشواهد التاريخ عقب نكبة فلسطين سنة1947. ومن دلائل القصيدة على هذا الإدعاء قول الشاعرة:
الليل يسأل من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
....
وقولها:
الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
وقولها:
الدهر يسأل من أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
وأخيرا قولها:
الذات تسأل من أنا
وهنا تلاحظ تيهان الشاعرة وضياعها عبر أزمنة الليل البهيم، و الدهر الجبار، و الريح الحائرة، حتى تنزل في النهاية الذات وجها لوجه مع الأنا، وما الأنا سوى الذات وما الذات سوى الأنا الطامح نحو المعرفة التي تغيب وتبتعد كلما اقترب منها على حد تعبير الشاعرة في نهاية نصها حين قالت:
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَلّ يحجُبُه سرابْ
وأظلّ أحسبُهُ دَنَا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ
...
ومن ثم نلحظ جليا علاقة التوازي الكامنة بين ذات الشاعرة والزمن، وكأن حال لسانها يقول: أنا ضائعة تائهة في دروب الزمن القاسي المتجبر حائرة حيرة الريح التي لاتعرف المستقر .....
ولك أن تتبابعي التحليل إن اقتنعت بهذا
وما هو في الحقيقة سوى فضول
ـ[قطوف]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 10:00 م]ـ
جزاك الله خير حمادي الموقت وجعل ماوضعت في ميزان حسناتك شاكرة لك
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 12:50 ص]ـ
الحمد لله الذي خلق القلم، وعلمنا ما لم نعلم
وبعد
أرجو أن تتابعي المحاولة من جهتك
ولكي أمدك بمفتاح المتابعة، حاولي البحث في طبيعة إيقاع القصيدة ومدى تفاعله مع مضمونها، بمعنى البحث عن البحر الذي نُظمت عليه القصيدة وعن خصوصياته الإيقاعية لاسيما القافية والروي والتفعيلات وحركية الأصوات فضلا عن الصور البيانية الواردة في النص
انتظر محاولتك
تحياتي