تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحد احتراما للجنسية الأمريكية.

وهذه هي صورة الآخر الطبيعية والمنتظرة في الحدث ولكل منهما وجهة نظره في البيت ولاشك أن هذه النهاية للفصل الأول نهاية طبيعية متوقعة من الشرطة الإسرائيلية.

3. الثنائية الثالثة:

تمثل الأم شخصية رئيسة في المسرحة وإن لم تظهر على مسرح الحدث بصورة مباشرة لكنها ظهرت من خلال الحوار المحتدم فالأم الأولى هي أم راشيل التي هربت بها إلى أمريكا بعد أن غافلت الأب بعد هروبهما من المانيا الى سويسرا توطئة للذهاب الى اسرائيل وتركته يذهب الى اسرائيل بمفرده " راشيل: أمي ضئيلة الجسم .. ولها ملامح بالغة الدقة .. لكن تحب أن تنظر إليها .. هادئة هدوءًا غير عادي .. نادرا ما تتكلم وإذا حدثتها ترد عليك بعد وقت وكأنها تناضل من أجل الحصول على الرد وعندما تتحرك لا تسمع لها صوتا كأنها تخشى أن تزعج أحدا أو أن تنبهه إلى وجودها .. وتمشي وكأنها تنساب أو تسيل مثلما يسيل الماء على الأرض بلا صوت .... أقامت حول بيتنا يا أحمد وهو بالمناسبة قصر يقع وسط حديقة مترامية الأطراف جدارا عاليا لا نظير له في الضاحية كلها، واستأجرت للحراسة شركة أمن " () لقد فقدت المرأة اليهودية الأمن مثل زوجها ولم تستطع المدنية أو الرفاهية أن تعيد إليها هذا الأمن المفقود، فتحولت إلى صورة أخرى من زوجها فمن يتعرض لهذه الفظائع ليس أمامه سوى طريق من اثنين الجنون وهو مصير الزوج، ذلك الذي ذاق مرارة الظلم والتشرد والتشرذم،وبدلا من أن يدفعه هذا إلى كراهية الظلم بأشكاله جميعها إذ به يتحول إلى ظالم ويكون سببا في تشريد غيره،وهذا ما وعته زوجته ولم يستطع عقلها أن يتقبله؛لذلك فقد صار زوجها /الظالم صورة أخرى من صور الظلم لذلك اختطفت ابنتها وفرت الى امريكا بدلا من دولة قائمة على تشريد غيرها،بل قاومت فكرة عودة ابنتها إلي أبيها وحذرتها من تغيرها هناك،لكنها في داخلها أصبحت تمثل صورة من صور الموت وهذه الصورة التي رسمها الكاتب لها هي صورة الموت فهي ميتة بل هي الموت المجسد "وإذا حل لها أن تهزل وان تنزل من عليائها عندئذ يمكنك أن تسمع تانجو من نوع الدانوب الأزرق (*) " ()

أما الأم العربية فقد ماتت على أرض الواقع فقد كانت مع زوجها من سادة هذه المدينة وبعد الشتات والتهجير "ماتت كمدًا أمام عيني لأنها لم تستطع أبدا أن تتواءم مع حياتها كلاجئة تعيش في مخيم .. كنت أراها تتضاءل يوما بعد يوم أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل لها شيئا " ()،فهي تضاءلت وزوت مثل زوجة ليفي لكنها لم تستطع أن تعزل نفسها عن الحياة كما فعلت زوجة ليفي فماتت كمدًا أما زوجها فهو الصورة المقابلة لليفي هذا الرجل الذي أصابته اللوثة ففقد القدرة على التفكير السليم المنطقي كما قال له ابنه،وهي الصورة الأولى التي تبدو من وراء حوارهما،لكن الحقيقة التي يكتشفها الابن غير ذلك فهو قد جاء إلى البيت ليس مطالبا به كما ادعى امام ابنه فليس من المنطقى أن ينتظر من شرطة المغتصب أن تنصفه وترده له ولكن كان له هدف آخر سيظهر فيما بعد ذلك من أحداث (فقد خذله العالم كله .. العالم كله) ص:74.

4. الثنائية الرابعة:

بين أحمد وراشيل الذي وجد كل منهما في الآخر ما يبحث عنه ويتفاهم معه بعد أن انقطعت لغة الحوار بينهما وبين والديهما، فقد عاشا كلاهما طيلة حياته في أمريكا في مدينة واحدة وإن كانا لا يعرفان بعضهما البعض، وهذه هى زيارتهما الأولى لاسرائيل وكل منهما يرى والده للمرة الأولى فأحمد والده يعيش فى غزة التى سمحت اسرائيل لأهلها (وقت وقوع الأحداث فى المسرحية) ومنذ حرب 67 بزيارة الضفة الغربية مرورًا باسرائيل مما اتاح للعربى اصطحاب ابنه لزيارة بيته القديم المغتصب فى 48 وراشيل والدها يعيش فى اسرائيل وفى البيت المغتصب، ووجد كل منهما أفكارا تتعارض مع ما تعلمه، لكن كل منهما رأي في الآخر ما يبحث عنه لذلك فهما يتفقان في الرؤى والأفكار لأنهما ينهلان من نبع واحد هو الثقافة الأمريكية لذلك فلا عجب أن يدور هذا الحديث بين راشيل والضابط الإسرائيلي (محاولة اقناعه أن يتجاوز عن موقف أبيها غير القانونى مع وعد بأن تأخذه معها وتسافر الى أمريكا ويا دار ما دخلك)

راشيل: أبي يا حضرة الضابط يسكن هذا البيت وليس معه مستندات الملكية.

الضابطمتهكما) أحقا يا للهول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير