تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

راشيل: والأكثر من ذلك يريد- وهو لا يملكه- أن يتنازل عنه لي.

الضابط: أحقا يا للهول

راشيل: ومصر على ذلك تخيل؟ ()

فهي تؤمن بأحقية العربي في بيته لأنه يملك العقد فعندها في أمريكا (البوليس في أمريكا تعطيه العقد يعطيك البيت) ()، ولأنهما أبناء ثقافة واحدة تختلف تمام الاختلاف عن ثقافة المجتمع الذي وفدا إليه فإنهما في موقف المواجهة ينظران إلى الصورة من الخارج ويحكمان العقل والمنطق فيبدوان في صورة مخالفة للوالدين، ويلخص هذا الحوار صورة هذا الاختلاف:

العربي وابنه ليفي وراشيل

العربي: لم يكن أمامي طريق آخر لأعرفك حقيقة قضيتك

الشاب: أن تصنع هذا الموقف الرهيب.

العربي: أنا لم اصطنع شيئا لا وجود له

الشاب عدت للمرواغة.

العربي: عيب أن تقول هذا لأبيك.

يا أبي .. يا أبي .. ألم تكن تعرف مسبقا ما الذي سينالك من عقاب إذا ما دخلت بيت ليفي وطالبته أن يسلمه لك

العربي: أليس بيتنا؟

الشاب عدت للمغالطة مرة أخرى

العربي هل أصبحت الحقيقة مغالطة في هذا الزمن الأسود

الشاب: أنت تعرف ماذا أعني

العربي: أين المغالطة في أن أقول هذا بيتي .. أليس بيتي؟

الشاب: أنت تعرف أن المغالطة ليست فيما إذا كان البيت بيتك أم لا

العربي: إذن هو بيتي

الشاب: وأنا لم أقل بغير ذلك

العربي إذا فما الخطأ في أن أطالب به

الشاب تطالب من

العربي: المغتصب

الشاب: المغتصب؟ .. تلجأ إلى البوليس الإسرائيلي لينصفك من المغتصب يا أبي؟

العربي: ولما لا؟

الشاب: قد يقبل هذا التصرف من رجل ساذج أو أبله لا يعرف أو غير ملم بأبعاد القضية مثلي .. , أما منك أنت .. وأنت من أنت .. فلابد أن يكون وراء هذا التصرف غاية .. هدف تريد أن تصل إليه. ليفي: راشيل .. حبيبتي .. هنا أرض الميعاد .. هنا حارة اليهود الكبرى التي تضم بين دفتيها كل حواري يهود العالم .. شيلوك (*) الذي صنعه شكسبير في تاجر البندقية لم شريرا بطبعه يا راشيل هم الذين جعلوه شريرا ونسوا أنهم صانعوه .. لقد أحاطوه بسياج من الاحتقار والكراهية فكان من المستحيل أن يكون غير ما كان عليه .. ولكن الآن شيلوك مات يا راشيل بل قولي أنه عاد من المنفي بعد أن حصل على رد شرف وأصبح إنسانا سويا كباقي الخلق ابق إلى جوار أبيك يا راشيل دعينا جيلا بعد جيل نسند ظهورنا إلى حائط المبكى ونموت في هدوء

راشيل: أنت تقول شيلوك مات

ليفي: نعم

راشيل: ولكن أراه الآن أمامي

ليفي: لا أفهم

أرى انك شيلوك بلحمه ودمه

ليفي: كيف تقولين ذلك عن أبيك يا راشيل

راشيل: بل صدقني إذا ما قلت لك شيلوك كان موقفه أسلم من موقفك فقد كان معه عقد وقد تمسك ببنوده أما أنت فليس معك إلا القوة الباغية.

ليفي: كيف تقولين ذلك .. كيف تكونين ابنتي من صلبي وتقولين ذلك

راشيل: الحقيقة

ليفي: أية حقيقة .. حقيقة الظالمين

راشيل: بل حقيقة الذين اتيحت لهم الفرصة لكي يعيشوا خارج حارة اليهود ويحكموا على سلوكها بتجرد أكثر.

هذه هي صورة كل منهما مع والده فكلهم أخر بالنسبة للآخر، فقد تبين الغرض الذي من أجله ذهب العربي إلى البيت ليس لطلب البيت فهو يعرف استحالة ذلك وبخاصة من الشرطة الإسرائيلية"لقد أخرجت الضابط عن صوابه عامدا متعمدا، وأنت تدرك تماما لما سينالك من عقاب وكان هذا هو هدفك الأساسي إذا كان همك أن تهان أمامي وأنت تطالب بحق واضح وضوح الشمس وبهذا تصل إلى غرضك وهو التأثير علي .. وأنا أقول لك برافو! لقد حققت هدفك العظيم فمنظر الدم وهو يندفع من جبهتك سيظل نافورة عذاب أشقى بها ما حييت .. أما هدفك الثاني الذي من المفروض أن يترتب على الأول فيؤسفني أن أقول لك إنه لن يتحقق أبدا .. ذلك لأني لن أثأر لك .. ليس فقط للأسلوب غير الأخلاقي الذي اتبعته في التأثير علي بل أيضا لأني طبيب ورسالتي في الحياة تخفيف آلام البشرية لا زيادتها " ()، لقد خدعه أبوه بوسيلة غير أخلاقية من وجهة نظر الابن، كما أنه عاش طيلة حياته بعيدا عن محور الأحداث وبالتالي تختلف أيديولوجيته تماما فهو ينظر للصورة من الخارج، ولذلك يرفض تبني وجهة نظر الأب، وهو كطبيب جراح يقول " كيف اتدرب عشرات الساعات نزيف الدم ويكون عملى هو اراقة الدماء، أما راشيل مدرسة الموسيقى فهي ترى بحكم تربيتها في أمريكا أن الحق مع العربي وأبوها ظالم له سالب لحقه، فيهرب الابنان من هذا الجحيم الذى اسمه اسرائيل ليعودا الى امريكا فهما أصحاب لغة تتباين تمام التباين مع الواقع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير