تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولد فولتير 1794 م رائداً من رواد التنوير بل هو أستاذ القرن الثامن عشر في فرنسا بدون منازع.

وقيل إن القرن الثامن هو عصر فولتير فلا تجد رجلاً يصور ذلك العهد خيراً منه ففي القرن الثامن عشر نشأة الطبقة الوسطى وزاد ثراؤها وكان فولتير برجوازياً ثرياً ... ولم يدع فولتير حقلاً من الحقول النشاط الفكري والعلمي، إلا وتوغل فيه ولا شك أن مؤلفاته تكون مكتبة كاملة فيها الملاحم والقصائد والملاهي والتأريخ وفيها أبحاث علمية (فن فولتير القصصي).

(القصة عن فولتير لم تعد غاية تطلب لذاتها وإنما وسيلة يبتغيها المفكر ليصل بها إلى غرض من الأغراض الفلسفية أو الاجتماعية أو الدينية) ().

ويعالج فولتير مشاكل المجتمع ويركز على القضايا الإنسانية كما في قصته كانديد أو التفاؤل ( Candideon lotimisme) الذي صور فيها مشكلة الخادمة مع سيدها.

(وفولتير .. يولع بالأخلاق أكثر من ولعه بالتحليل النفسي وهو فنان أكثر من كونه عالم نفس ... فهو يسخر الفن لخدمة الفكر والفلسفة وهو ناقد اجتماعي) ().

القصص الشرقية لفولتير وألف ليلة وليلة:

درس فولتير أمور الشرق ففرق في هذه الدراسة حتى أفريقيه وأخرج لنا قصص شرقية بارعة وأعترف في لقاء معه أنه لم يصبح قاصاً بارعاً إلا بعد أن قرأ الليالي العربية أربعة عشر مرة ومن أهم قصصه الشرقية:

(زاديج أو القدر - العالم كما تسير (1748م)

بابك والفقهاء - كانديد والتفاؤل (1659م)

الأبيض والأسود - الساذج (1766م)

الرجل صاحب الأربعين درهما - أمير بابل (1768م)

الحمال الأعور - النور الأبيض (1774م)) ()

ومما لا شك فيه أن فولتير استعان في كتابة قصصه الشرقية بالصور الخيالية الهائلة التي عرضتها على الليالي.

وإن أكثر قصص فولتير قد نسج على مثال القصص الشعبي المتبع في ألف ليلة وليلة أو غيرها من المجموعات القصصية التي كتب على نمطها أو استمدت منها كثيراً فقد أطلع هذا المفكر على ترجمات المستشرقين ودرس القرآن الكريم .. وحلل مصادر التأريخ الشرقي) ().

ولقد بلغ التشابه بين فنه القصصي والليالي أن بعض الباحثين أن قصص فولتير ما هي إلا إعادة فصول من هذا الكتاب بردائه المعروف ورتبها بطريقته الخاصة وإن كنت لا أؤمن بهذه المبالغة ولكن الذي يهمني التشابه الكبير بن العمليين.

*****

((المبحث الثاني))

الليلة الرابعة عشر وكانديد أو التفاؤل

وعقد المشابهات

في هذا المبحث سأتناول نصين من ألف ليلة وليلة والنص الآخر من قصص فولتير وأحاول أن أعقد المقارنة بينهما:

الليلة الرابعة عشر:

هدد الصعلوك البنية بعدما رفسها رفساً قوياً بعد علاقة مع عشيقها حتى أنه قال لها (أما حذرتك من هذا والله لقد آذيتيني ولكن أنج بنفسك وأخرجي من المكان الذي جئته منه) فمن شدة خوفي نسيت نعلي وفاسي ورأيت الأرض قد أنشقت ومطلع منها عفريت ذو منظر بشع وكذبت عليه ونهرها فلما رأى النعل والفاس أعراها وجعلها بين أربعة أوتاد وجعل يعاقبها ووجدت عشيقها الخياط فحمد الله على سلامتها وقال خفت عليك من الوحش والأحداث تتوالى إلى أن سحر الشاب الخياط وعرفت أن الشاب مسحور.

فقال والدها من أين علمت؟ فقالت: من عجوز ماكرة علمتني السحر وأنا صغيرة. فقال عليك أن تخلصي الشاب ليصبح وزيري فأصبح وزيره لأنه كما يقول شاب ظريف لبيب وعاشا سعيدين في ظل والدها ().

كانديد أو التفاؤل ():

تبدأ القصة بوصفه أجمل قصر على وجه الأرض والعجوز هددت بابجلوس عن الأفعال المشينة رأته ذات مرة في علاقة مع خادمة ويسمي هذه العلاقات دروساً في الفيزيا التطبيقية أراد تطبيق الدرس فكانت البداية قبلة كلفت الكثير وطرد من أجمل قصر وتوالت الأحداث السيئة لديه وهو في كل حدث يقول ربما يكون خيراً حتى احترق القصر وخاف أن تموت عشيقته وجاء قريته زلزال أصاب منهم الكثير وجذبته العجوز من هذا الحدث وألتقى بعشيقته ليعيش معها والعجوز عيشة سعيدة.

في البداية:

(كل أدب ينتج عن اتصال بين أدبين أو شعبين فهو أدب مقارن) () لذا سأنتهج هذا المنهج في دراستي من خلال ايضاح هذا التأثر والتأثير.

أوجه التشابه بين النصين:

1 - بابجلوس والبنية كلاهما عاشقان.

2 - بابجلوس والبنية كلاهما طردا من القصر بسبب فعل مشين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير