تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 02:41 ص]ـ

ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط محمد:

بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى فيا عزَّة َ المهدى ويا حسرة المهدي

ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ

توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي فلله كيف اختار واسطة َ العقدِ

على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ وآنستُ من أفعاله آية َ الرُّشدِ

طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ بعيداً على قُرب قريباً على بُعدِ

لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ

لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ

تنغَّصَ قَبلَ الرَّيِّ ماءُ حَياتهِ وفُجِّعَ منه بالعذوبة والبردِ

ألحَّ عليه النَّزفُ حتى أحالهُ إلى صُفرة الجاديِّ عن حمرة الوردِ

وظلَّ على الأيدي تساقط نَفْسْه ويذوِي كما يذوي القضيبُ من الرَّنْدِ

فَيالكِ من نفس تساقط أنفساً تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ

عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطرْ لهُ ولو أنَّهُ أقسى من الحجر الصَّلدِ

بودِّي أني كنتُ قُدمْتُ قبلهُ وأن المنايا دُونهُ صَمَدَتْ صَمدِي

ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي وللرَّبِّ إمضاءُ المشيئة ِ لا العبدِ

وما سرني أن بعتُهُ بثوابه ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّة ِ الخُلدِ

ولا بعتُهُ طَوعاً ولكن غُصِبته وليس على ظُلمِ الحوداث من معدِي

وإنّي وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده لذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نجدِ

وأولادنا مثلُ الجَوارح أيُّها فقدناه كان الفاجع البَيِّنَ الفقدِ

لكلٍّ مكانٌ لا يسُدُّ اختلالهُ مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جلدِ

هلِ العينُ بعدَ السَّمع تكفي مكانهُ أم السَّمعُ بعد العينِ يهدي كما تهدي

لَعمريلقد حالتْ بيَ الحالُ بعدهُ فيا ليتَ شِعري كيف حالتْ به بعدِي

ثَكلتُ سُرُوري كُلُّه إذْ ثَكلتُهُ وأصبحتُ في لذَّاتِ عيشي أَخا زُهدِ

أرَيحانة َ العَينينِ والأنفِ والحشا ألا ليتَ شعري هلْ تغيَّرتَ عن عهدي

سأسقيكَ ماءَ العين ما أسعدتْ به وإن كانت السُّقيا من الدَّمعِ لا تُجدي

أعيني َّجودا لي فقد جُدتُ للثَّرى بأنفس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفدِ

أعينيَّ إنْ لا تُسعداني أَلُمْكُما وإن تُسعداني اليوم تَستوجبا حَمدي

عذرتُكما لو تُشغلانِ عن البكا بنومٍ وما نومُ الشَّجيِّ أخي الجَهدِ

أقرَّة َ عيني قدْ أطلت بُكاءها وغادرتها أقْذَى من الأعْيُنِ الرُّمدِ

أقرة عيني لو فَدى الحَيُّ ميِّتاً فديتُك بالحوبَاء أوَّلَ من يفدِي

كأني ما استَمْتَعتُ منك بنظرة ولا قُبلة ٍ أحلى مذَاقاً من الشَّهدِ

كأني ما استمتعتُ منك بضمّة ٍ ولا شمَّة ٍ في ملعبٍ لك أو مهدِ

ألامُ لما أُبدي عليك من الأسى وإني لأخفي منه أضعافَ ما أبدي

محمَّدُ ما شيءٌ تُوهِّم سلوة ً لقلبي إلاَّ زاد قلبي من الوجدِ

أرى أخويكَ الباقِيينِ فإنما يكونان للأحزَانِ أورى من الزَّندِ

إذا لعِبا في ملعب لك لذَّعا فؤادي بمثل النار عن غير ما قَصدِ

فما فيهما لي سَلوة ٌ بلْ حَزَازة ٌ يَهيجانِها دُوني وأَشقى بها وحدي

وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشة ٍ فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ

أودُّ إذا ما الموتُ أوفدَ مَعشَراً إلى عَسكر الأمواتِ أنِّي من الوفْدِ

ومن كانَ يَستهدي حَبِيباً هَديَّة ً فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي

عليك سلامُ الله مني تحيَّة ً ومنْ كل غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِي

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 05:28 م]ـ

أبو ذؤيب الهذلي يرثي أبناءه

أمن المنون وريبها تتوجع=والدهر ليس بمعتب من يجزع

قالت أمامة ما لجسمك شاحبا=منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم=وإذا المنية أقبلت لا تدفع

وإذا المنية أنشبت أظفارها=ألفيت كل تميمة لا تنفع

فالعين بعدهم كأن جفونها=كحلت بشوك فهي عور تدمع

وتجلدي للشامتين أريهم=أني لريب الدهر لا أتضعضع

حتى كأني للحوادث مروة=نصف المشقر كل يوم تقرع

لابد من تلف مقيم فانتظر=أبأرض قومك أم بأخرى المضجع

ولقد أرى أن البكاء سفاهة=ولسوف يولع بالبكا من يفجع

وليأتين عليك يوما مرة=يبكي عليك معنفا لا تسمع

فلئن بهم فجع الزمان وريبه=إني بأهل مودتي لمفجع

والنفس راغبة إذا رغبتها=وإذا ترد إلى قليل تقنع

ـ[حسن الزبيدي]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 07:43 ص]ـ

اشكرك اخي ابو مروان على تميزك الدائم رغم علمي بانشغالك

وانتهزها فرصه لمشاركتكم ببعض الابيات في رثاء الابناء وان لم يكونوا من ابنائهم نسباً

هذه قصة ذكرها الشيخ صالح المغامسي حفظه الله في لقاء أجرته معه مجلة نون في شهر رمضان 1428هـ

وكانت تحكي قصته مع أحد طلابه يقول ـ حفظه الله:

في عام 1409 كنت مدرسا في المرحلة المتوسطة وتوفي طالب من طلابي كان أثيرا عندي واسمه فارس حسن العمري ـ رحمه الله ـ

ولظروف ما لم يستطع والده آنذاك حضور دفنه (فقمت بالنزول في قبره ودفنه في بقيع المدينة)

وعدت يوم السبت 4/ 9/1409هـ إلى المدرسة فلما قابلت أحد زملائه واسمه فهد كتب الله أن أقول في رثاء فارس هذه الأبيات:

وا فارساه أيدري القبر من فيه

فيه الفؤاد ومن بالروح أفديه

لولا الإله وإيمان أدين به

لكنت قربك أشفي ما ألاقيه

لكنها سنة الله التي سلفت

إن الإله لما قد شاء ممضيه

كم من فواجع شتى قد بليت بها

لكن موتك لا شيء يدانيه

لكن موتك أحزاني بأجمها

ياليت شعري ماذا أنت لاقيه

نزلت قبرك والأحزان عاصفة

والدمع مني حبيس في مآقيه

واريتك الترب لم أدري بما صنعت

مني اليدان ولا مالكفن يطويه

أبكي عليك إذا مالفصل أدخله

ولا أراك طليقا في نواحيه

أبكي عليك إذا ماالدرس أشرحه

ولست تكتب ماقد كنت أمليه

أبكي عليك إذا فهد يناظرني

قد أخفى في القلب ما الأحزان تبديه

لهفي عليك إذا ما العيد هل على

هذي الديار فأين العيد تقضيه

بني هذا قضائي قد رضيت به

فحسبي الله في هم أعانيه

أرجو لك الله في سر وفي علن

أن يجعل القبر روضا أنت رائيه

في رحمة الله ابن كان لي أملا

قد وسد الترب وانفضت مغانيه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير