تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 09:20 م]ـ

جزاك الله رؤبة ُ من لدنه ...... وحيّى بالمثوبة منك جهدا

فمثلك من تلاحقه الاماني ....... وتطوي نحوه الأشواق بُعدا

ومثلك فوق هام النجم ارسى ....... اساسا من أثيل الفكر صلدا

مثلك والله من نطمح أن نخطب غادة إعجابه من ستور ألبابه ..

فقد ظفرنا بها والحمد لله:) ...

حضوركم شرفٌ ووسام تميّز نتقلّد به ..

فشكر الله لكم سعيكم وجهدكم ..

مقلدي الفخار .. جزيتَ عني ... من الرحمن تيجان العلاءِ

وإني إن تطاول بي ثنائي ..... عليكَ لقد تقاصرَ في الوفاءِ

وحسبي إن شكرتك أنَّ شكري ... حروفٌ منشآتٌ من دمائي ..

والسلام,,,

ـ[أحاول أن]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 09:44 ص]ـ

[ quote= رؤبة بن العجاج;186432]

:::

وقفات طللية ..

تظهر في هذه القصيدة

-كسائر قصائده-

خصائص أبي تمام الشعرية والفكرية والإنسانية كذلك ..

فأما الشعرية فمن ما يظهر لنا من جودة النص والروعة الفنية في التصوير ..

فلم يعدم بيت من صورة أو مثل أو حكمة ..

ونأخذ من كلها بعضها -وفي بعضها الكل مجتمعٌ-:

و

وفي قوله:

لئنْ غدا شاحباً تخدي القلاصُ بهِ =لقدْ تخلفتُ عنهُ شاحبَ الأملِ

فقوله شاحب الأمل صورة محسوسة لمعنى غائب عن العين ..

وما أكثر أخواتها في شعره القُذعْمُل

وأما هذه القطعة ..

فإنما هي كِلاتٌ مبهرجةٌ =تلوح فيها غوانٍ من معانيها

ملقى الرجاءِ ومُلقى الرحل في نفرٍ= الجودُ عندهمُ قولٌ بلا عملِ

انظر إلى الجمع التصويري بين المحسوس والمغيب ملقى الرجاء وملقى الرحل!

أضحوا بمستنِّ سيلِ الذمّ وارتفعتْ =أموَالُهمْ في هِضَاب المَطلِ والعِلَلِ

هذه صورة تذهب بأبصار الإعجاب وتجذب بأقطار الألباب ..

صوّر الفئة التي خُلِّفت بعد رحيل الممدوح من كذبها وبخلها

بقومٍ نزلوا و أضحوا بمستنِّ السيل والمستنِّ مكان جريان السيل واستنانه

- الاستنان سرعة الانصباب -وهذا لفظ لا يزال ينطق به هنا في قطر:) - ..

وأخرسِ الجودِ تلقى الدهرَ سائلهَ= كأنَّهُ واقفٌ منه على طللِ!

الوقوف على الأطلال صفة يحبها العشاق ويمقتها المستجدون:) ..

هذا جانب من الفن الشعري البارق الراعد صادق الشيم والهطل ..

أما الجانب الآخر فهو فنّه الذي اشتهر به شاعرنا الحكيم

ألا وهو الفصل في ضرب الأمثال وتقليد النص بالحِكَم ..

فكم في الأبيات من جواهر ودرر تتحلى بها الألسن في حفلات الإستشهاد

كمقدمته:

مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ =لَمْ يَثْنِ كَيْدَ النَّوَى كَيدِي ولاحِيَلي

لا شيءَ إلا أباتتُهُ على وجلٍ =ولم تبتْ قطُّ من شيءٍ على وجلِ

قَدْ قَلْقَلَ الدَّمْعَ دَهْرٌ مِنْ خَلائِقِه =طولُ الفراقِ ولا طولٌ من الأجلِ

وكقوله:

نأيُ الندى لا تنائي خلة ٍ وهوى ً .. والفجْعُ بالمجدِ غيرُ الفجع بالغزلِ!!

وهنا نقف ألف وقفةٍ في خضمّ أعداد الوقفات السالفة ..

فلله دره يوم فصَّل ما تشتّت في ألسن غيره ...

نعم الفجع ليس فجع الهوى بالجوى والعشق بالوجد والوصل بالهجر ...

-وإن كان كل هذا خطباً مبرِّحاً:) .. -

إنما الفجع حَقُّ الفجع بالمجد ولا غير المجد وهل كفقد المجد فقد؟!!

أما الجانب الشعريّ الأجلى والأوضح

والذي أراه إنسان عين القصيدة ومنبر محرابها ..

فهو في المقابلة البديعة بين الحج والجهاد في سبيل الله ...

إلى جانب مقابلة مناسك الحج بأعمال الممدوح ... وهذا من أبدع ما في النص من فنِّ وحبك شاعريِّ تماميِّ ..

للَّهِ وَخْدُ المَهَارِي أيَّ مُكْرُمَة ٍ= هَزَّت وأيَّ غَمامٍ قَلقَلَتْ خَضِلِ!

خَيْرُ الأخِلاَّءِ خَيرُ الأرْضِ هِمَّتُهُ= وأفضلُ الركبِ يقرو أفضلَ السبُلِ

زخرفة ذهنية وهندسة شاعرية ...

حُطَّتْ إلى عُمْدَة ِ الإِسلامِ أرْحُلُه= والشمسُ قدْ نفضتْ ورساً على الأصلِ

مُلَبياً طالَما لَبَّى مُنادِيَهُ= إلى الوَغَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولاوَكَلِ

الله أكبر!!

اعمقوا وأعمقوا فيها ..

حتى تحمرّ وجنات الصفحة خجلاً:) ..

أتجدون ما أجد؟!!

ومحدقين أطالوا في اطلاعهم .. "يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجِدُ"

أما الناحية التالية والتي اختلطت اختلاط الأمشاج بالأمشاج في النص

فهي الناحية الفكرية ..

فيظهر فيه أبوتمام بعلمه ومعرفته فالذي يقف عند قوله:

وبيَّنَ اللهُ هذا من بريته ... في قوله "خُلقَ الإنسانُ من عجلِ "

يعلم مدى تأثر أبي تمام بخزينته العلمية الجمّة ...

فهذا البيت أشبه بأبيات العلماء التعليمة

التي تدوّن في المنظومات وتُسمَع من على كراسي الإلقاء في صدور حلق العلم ..

منْ كلِّ أبيضَ يجلو منهُ سائلهُ= خداً أسيلاً بهِ خذُّ منَ الأسلِ

خدّاً أسيلاً به خدٌّ أي شقٌّ من الطعن بالأسل -الرماح-

الله الله ..

ما أجمل هذا الوجه ..

البطوليَّ الملامح والصفات ...

الرجوليَّ الملاحة والسمات ...

الطائي المنائح والهبات ...

.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قرأت ُ القصيدة على ضوئي الخافت؛ فما رأيت ُ فيها ما رأيت هنا على إضاءتكم الساطعة ..

وقفْت َ فاستوقفْتَنا ..

تذوقْت َ فأطعمْتَنا ..

وجدْت َ فأمتعْتَنا ..

فجزاكم الله خيرا .. وأتم فضله عليكم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير