مُلَبياً طالَما لَبَّى مُنادِيَهُ= إلى الوَغَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولاوَكَلِ
الله أكبر!!
اعمقوا وأعمقوا فيها ..
حتى تحمرّ وجنات الصفحة خجلاً:) ..
أتجدون ما أجد؟!!
ومحدقين أطالوا في اطلاعهم .. "يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجِدُ"
وانظروا إلى هذه الكواكب الدرّيه ..
وَمُحْرِماً أحْرمَت أرْضُ العِرَاق لَهُ= مِنَ النَّدَى واكتَسَتْ ثَوْباً مِنَ البَخَلِ
وسافِكاً لِدماء البُدْنِ قدْ سُفِكَتْ= بهِ دماءُ ذَوِي الإلْحَادِ والنحَلِ
ورامياً جمراتِ الحجِّ في سنةٍ= رمى بها جمراتِ اليومِ ذي الشعلِ
يرْدِي ويُرْقِلُ نَحوَ المَرْوَتَيْن كَما= يَرْدِي ويُرقِلُ نحوَ الفَارسِ البَطلِ
تُقَبلُ الرُّكْنَ رُكْنُ البْيت نافِلَة ً= وظهرُ كفكَ معمورٌ من القبلِ
أظنّ الممدوح ذهل عن نفسه بهذه الأبيات وغاب في عوالم النشوات
لَمّا تَرَكْتَ بُيوت الكُفْر خاوية ً= بالغزو آثرتَ بيت اللهِ بالقفلِ
اللهم املأ بيوتهم أشباحا وصدروهم نياحا وأفئدتهم جراحا ..
والحَجُّ والغَزوُ مَقْرونانِ في قَرَنٍ =فاذهبْ فأنتَ زعافُ الخيلِ والإبلِ
نعم فاذهب! ..
فقد سطرت في صحائف الذكر أبا سعيد ..
أما الناحية التالية والتي اختلطت اختلاط الأمشاج بالأمشاج في النص
فهي الناحية الفكرية ..
فيظهر فيه أبوتمام بعلمه ومعرفته فالذي يقف عند قوله:
وبيَّنَ اللهُ هذا من بريته ... في قوله "خُلقَ الإنسانُ من عجلِ "
يعلم مدى تأثر أبي تمام بخزينته العلمية الجمّة ...
فهذا البيت أشبه بأبيات العلماء التعليمة
التي تدوّن في المنظومات وتُسمَع من على كراسي الإلقاء في صدور حلق العلم ..
إلى جانب الروح الدينية التي ذُكرت سلفا في أبياته المقابلة بين أداء الممدوح مناسك الحج وأدائه من قبل شعائر الجهاد في سبيل الله تعالى
وللشاعر قصيدة أخرى يصف فيها رحلة حجّه الذاتية
إلى بيت الله الحرام سنوردها بإذن الله في وقتها المناسب ..
أما الناحية الإنسانية فهي وفاء الشاعر للممدوح وقبيلته
- التي هي قبيلة أبي تمام نفسه - ..
- وقد كان أبو تمام من أمدح الشعراء لأمراء قبيلته (طيئ)
وقد حظيَ أبناؤها منه بفخرية رائعة لم يقل مثلها من قبله الطرمّاح بن حكيم شاعر طيئ المجيد في العصر الأموي
ويمرثية خالدة في محمد بن حميد الطائي الطوسي-
نفسي فداؤكَ إنْ كانت فداءَكَ منْ =صَرْفِ الحَوَادِثِ والأيَّامِ والدوَلِ
لامُلْبِسٌ مالَهُ مِنْ دُون سَائِلِه= ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ
لاشَمْسُهُ جَمْرة ٌ تُشْوَى الوُجُوهُ بِها =يوماً ولا ظله عنا بمنتقلِ
تحولُ أمواله عن عهدها أبداً =ولمْ يَزُلْ قَطُّ عن عَهْدٍ ولَمْ يَحُلِ
نقشة تمامية باهرة ..
سَارِي الهُمُومِ طَمُوحُ العَزْمِ صَادِقُه= كأنَّ آراءهُ تنحطُّ منْ جبلِ
أبقى على جولة ِ الأيامِ من كتدَيْ =رَضْوَى وأسْيَرُ في الآفاقِ مِنْ مَثَلِ
صورة جميلة بديعة ..
في الجمع بين رسوخ القوة وسيرورة صيت الحمد ..
فهو أرسخ من جبل رضوى وأسير من مثَل!! ..
نَبَّهْتَ نَبْهَانَ بَعْدَ النَّوْم وانسكَبتْ= بك الحياة ُ على الأحياءِ من ثُعلِ
نبهان وثُعَل بطنان شهيران من طيئ وهما اليوم في شمِّر ..
كَمْ قَدْ دَعَتْ لكَ بالإخلاص مِنْ مَرَة ٍ= فيهمْ وفَدَّاكَ بالآباءِ مِنْ رَجُلِ
إنْ حنَّ نجدٌ وأهلوهُ إليكَ فقدْ =مَررْتَ فيهِ مُرُورَ العَارِض الهَطِلِ
وأيُّ أرضٍ بهِ لم تكسَ زهرتَها= وأَيُّ وَادٍ بهِ ظَمْآنُ لَمْ يَسِلِ!
ما زال للصارخِ المعلي عقيرته= غوثٌ من الغوثِ تحتَ الحادثِ الجللِالغوث أيضاً قبيلة من طيئ ..
منْ كلِّ أبيضَ يجلو منهُ سائلهُ= خداً أسيلاً بهِ خذُّ منَ الأسلِ
خدّاً أسيلاً به خدٌّ أي شقٌّ من الطعن بالأسل -الرماح-
الله الله ..
ما أجمل هذا الوجه ..
البطوليَّ الملامح والصفات ...
الرجوليَّ الملاحة والسمات ...
الطائي المنائح والهبات ...
.
.
ختاماً ...
أعتذر إليكم عن القصور والزلل والنقص والخلل ..
وما سلف مما قدّمت لم تكن غير اجتهادات تذوقية ..
من أخيكم في الله أولاً
ثم في العربية ثانياُ ..
.
والأدب ثالثاً ..
.
ورابعاً ..
.
.
وأخيراً ..
.
.
أبي الهذيل:) ..
.
.
والسلام,,,
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 03:18 م]ـ
قم للمعلم وفه التبجيلا
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 03:21 م]ـ
قم للمعلم وفه التبجيلا
هذا القدير المعجل أما صفيف الشواء فله وقت آحر إن شاء الله
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 05:27 م]ـ
جزاك الله رؤبة ُ من لدنه ...... وحيّى بالمثوبة منك جهدا
فمثلك من تلاحقه الاماني ....... وتطوي نحوه الأشواق بُعدا
ومثلك فوق هام النجم ارسى ....... اساسا من أثيل الفكر صلدا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 08:47 م]ـ
هذا القدير المعجل أما صفيف الشواء فله وقت آحر إن شاء الله
حيا الله الرحالة الأديب أبا محمد:) ...
والله لقد أعجبني قبل حضورك تنقلك في بلدان الجزيرة وأقطارها ..
حفظك الله ورعاك ونحن في انتظار تعليلك بالزيارة ..
والسلام,,,
¥