انت المداد لكل ريشة شاعر
ولكل رمح قام انت كعاب
بغداد كانت من بنيك ومثلها
كانت بلاد في البلاد عجاب
فلئن رمتك سهام اعداء الهدى
فالاسد قد ترمى غداة تهاب
فتمسكي ببنيك انك حرة
لاتسلم الابناء حين تصاب
ما اسلمت ابناءها لعدوهم
الا التي فيها تعاب تعاب
عهدي بسيفك كل حين مصلتا
والاسد تزار والخيول عراب
ما اغمدت او دجنت او هجنت
فهي الاصيلة ما لها اضراب
لله ليثك حين صاح مجلجلا
لوكان يحيي الميتين خطاب
ياقوم قوموا وافهموا وتدبروا
سمعوا ولما تسمع الالباب
مابين متكئ واخر حالم
حضروا ولكن القلوب غياب
ليس الذي تغلي الهموم بصدره
حزنا اذا مس الشقيق مصاب
مثل الذي لم تسم همة نفسه
الا لشئ يشتهى فيصاب
ياشام انت كما عهدتك معقل
للمخلصين اذا دعوت اجابوا
وعرين كل غضفر متوثب
نذر عليه دم العدو خضاب
ترنوا اليك عيون اساد الشرى
من كل صوب والمنون رغاب
فامضي شام فلست وحدك في الوغى
فالله ثان ان صحابك غابوا
فلوائك المعقود قد عقدت به
امال شعب طار منه صواب
شعب يحاصره ذووه عن الفدا
يبكي لفرط بكائه المحراب
نادوا على الزعماء حتى لوحوا
بالسوط والقيد الثقيل فهابوا
اسد خوادر في وجوه شعوبهم
وامام اعداء الشعوب كلاب
ماضر لو تركوا الشعوب لنخوة
في كل قلب جمرها لهاب
لكنهم قبضوا لذلك اجرة
ياويلهم اما يقام حساب
لن يرحم الشعب الغضوب متاجرا
بمواقف عزت بها الاغراب
يبكون قدسا باعها اجدادهم
واليوم هم لجدودهم نواب
قبضوا فلحم المسلمين طعامهم
ودماء اطفال العراق شراب
لن يفلحوا والله ان لحومنا
داء لاكلها غدا وعذاب
من يستحب طول الحياة ومن يهن
سهل الهوان عليه فهو تراب
والشعب ليس له البراءة فهو
في صمت الهوان كانه عراب
من نام هذا اليوم عن بغداده
فغدا سيوقظه الغزى الغلاب
بقذائف حول السرير تهزه
ولكم تهان وتستذل رقاب
ان خربت بغداد كم من دولة
سينالها بعد العراق خراب
انا كجسم واحد ان اعطبوا
عضوا يكن من بعده اعطاب
فلترفعي شام اللواء فانهم
يتنابحون وان خلت اسباب
فالاعتداء بعرفهم شرعية
ودفاعنا عن حقنا ارهاب
ان الختام لنا فلا تتراجعي
سيشب منك لهيبه الوثاب
فدعي سواك فانما هي عصفة
تصفو وانت لمن اناب ماب
لا يفلح المرء الذليل بارضه
كي ترتجى منه الغداة صعاب
منقول مع أطيب الامنيات وانت سالم وغانم والسلام.