ـ[آية العلي]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 10:29 ص]ـ
:::
ما تركت له صعقة موت أبي المغوار إلا حريق الأسئلة , واشتعال الإجابات .. فكان الحد الفاصل بين الحياة قبله والحياة بعده .. فالراحل يبدو باسقا في ذاكرته بلا خطايا بلا عيوب ,- وكثيرا ما نرى الراحلين أجمل .. ونسمع أصواتهم أندى وأعذب- .. تمتليء ببهاء صورته السماء , ويتضمخ بعطر ذكراه المساء,, فيتواصل الليل بالنهار , وتلتحم الصورة بالذكرى .. ويمتد المساء ليشمل جوانب الحياة كلها .. كل ما بعده " ليل "
انهار النهار بغروب أبي المغوار ..
ويستمر الغيث الباكي بالهطول .. فيرتفع منسوب الصدق .. و يفيض,, ليغمر َ قلوبا منكوبة , ويعمرَ صدورا مسلوبة:
وإني لباكيه , وإني لصادق ٌ ** عليه وبعض القائلين كذوب ُ
رحم الله موتانا وموتى المسلمين .. ومتَّعَنَا وإياهم بلذة النظر إلى وجهه الكريم ..
كتبت ما اثار احزاني ونكأ جراحي. جزاك الله خيرا معلمتي القديرة وجمعنا باحبابنا في جنات النعيم.
ـ[آية العلي]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 10:33 ص]ـ
أَوَ مثل هذا إن مات لا يُبكى عليه؟!!
/////
فنعمّا -والله - هذا الفتى الشاحب بألقِ غيره والكئيب بفرحة من حوله ...
الذي لا يبالي بما يصيبه إن أصاب ما تقرّ به عين مروءته ...
اللهم اجعلنا كذلك ...
ترى عرصات الحي تمسي كأنها ** إذا غاب!!!! لم يحلُل ْ بهن عريب ُ
الله أكبر!!!
وجوده الوجود وعدمه اللا وجود!! ..
ما أوحش عرصات الحيّ بعدك أبا المغوار ...
لعمر الله أجد فقده الساعة وإن كانت بيننا
غابات الأنساب وأقطار الأسباب ..
وصحاريّ العصور وبحار الدهور ...
وداع ٍ دعا هل من يجيب إلى الندى ** فلم يستجبْه ُ عند ذاك مجيب ُ!!
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة ** لعل َّ أبا المغوار منك قريب ُ!
يجبْك , كما قد كان يفعل إنه ** لأمثالها رحب الذراع ِ أريب ُ
أتاك سريعا واستجاب إلى الندا ** كذلك قبل اليوم كان يجيب ُ!
هذه القطعة تتردد في ذهني منذ 6سنين!!
وكلما رددتها استشعرت بالحزن الذي جرّضه كعب بأخيه .. الفقيد رحمهما الله ..
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة ** لعل َّ أبا المغوار منك قريب ُ!
كم وقف الشاعر عند هذا البيت باكياً لا يستطيع إكمال قافيته؟!!
وأظن العبرة تخنقه هنا ..
لعلّ أبا المغوار ... فيسكت برهةً مشترقاً بالدمع
ثم يكرر ..
لعلّ أبا المغوار ... فيسكت ... مرةً أخرى
حتى يكملها بنحيبٍ .. لعلّ أبا المغوار منك قريب .. !!
وبين قوله (قريب) وبداية الثاني (يجبك)
مفاوزٍ من نشيجٍ وسحُبٌ من دمعٍ وأقطارٌ من ذهول ...
ألا تسمعون معي بكاءه؟!!!
بل الا تسمع بكاءنا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أحاول أن]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 10:37 م]ـ
حيَّاك ِ الله يا آية , قد افتقدناك ِ وأمثالك ِ .. سرَّتني فجاءة اسمك على أنك لم تجدي ما يسرّك .. ولكن أمِنْتُ مرورك هنا؛ لطول غيابك , وما أود أن تقع عينُك إلا على ما تحبين ..
غفر الله لفقيدكم , وألبسه الحُلل , وأسكنه الظُلل , وأتم َّ زواجه بالحور العين .. وجمعكم وإياه وأمواتنا والمسلمين في الفردوس الأعلى من الجنة ..
, , , , ,
هذا الشجن لا يشفع لك ِ فأمرِّر همزاتك التي لا تزال معطلة عن العمل:)
دمت ِ بخير ..
ـ[أم أسامة]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 04:35 م]ـ
أستاذتي الكريمة أحاول أن ........
ما أروع قراءتك ...
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 11:00 م]ـ
قراءة رائعة أستاذتي ...
وقد توقف الأخوة عند بيت الشاعر"ارفع الصوت جهرة "والحقيقة أن كل دارس للعربية مر عليه هذا البيت
فهو من شواهد النحويين .. ورواية البيت هي على جر أبي لأن لعل في لهجة هذيل حرف جر والبيت كما درسته في النحو:
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة **لعل أبي المغوار منك قريب
ولا شك أن القصيدة تحمل الكثير من المعاني والأحاسيس الصادقة لأنها تتناول علاقة سامية ورباط مقدس كما أسميتِه .. كيف لا والبدوي في صحرائه ليس له إلا عترته وعشيرته ..
وما يعجبني في شعر الرثاء وأشعار العذريين هو صدق الشعور
وكما أسلف الاخ رؤبة وقد أجاد في وصفه -كعادته-
تالله وكأنني شعرت بدموع الشاعر تنهمر في طيات كلماته وقد انتقل إحساسه بالاغتراب والحزن إلى نفسي وكما تعلمين فإن نقل الأحاسيس -بحسب النقد الحديث- هو مفتاح الأدب فقد انتقل الأدب من المحاكاة ونقل الأفكار إلى نقل الشعور والإحساس ..
ويالجمال القول حين يقول:
وداع دعا هل من يجيب إلى الندى **فلم يستجبه عند ذاك مجيب
فقلت ادفع أخرى وارفع الصوت دعوة **لعل أبا المغوار منك قريب
ـ[عازف]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 04:18 ص]ـ
ترى مالسبب الذي جعل الشاعر في مطلع قصيدته يحاور ابنة العبسي ويفسر لها دواعي الشيب ثم يحاور سليمى الذي سآلته عن سر شحوبه؟
نمطين من الحوار اختلف بنائهما واختلف الطرف الآخر المحاور له وإن كان اختلاف في التسمية فقط؟!
¥