تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عبدالرحمن: أما في أمور الدنيا فهم كثر على رأسهم بترتيب الأسماء على حروف الهجاء سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله، ومعالي الأستاذ إبراهيم العنقري، ومعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، ومعالي الدكتور عبدالعزيز السالم، ومعالي الدكتور غازي القصيبي، ومعالي الأستاذ محمد أبا الخيل، ومعالي الشيخ محمد النويصر، وسعادة الأستاذ محمد الشدي

وأما في أمور العلم فسماحة الشيخ صالح بن غصون مرتين، والشيخ محمد بن عبدالرحمن بن داود على مدى خمسة عشر عاماً من آخر عمره المبارك، وهو أبي الروحي رحمه الله بلا استثناء، ويبقى لكل أساتذتي حقهم وواجبهم، وفي طليعتهم الشيخ صادق صديق، فعلاقاتي به في البيت أبوية أكثر من العلاقة في الفصل

ولا أعلم لأستاذ عليَّ أثرا في الأدب وإنما كنت تلميذ كتاب ودورية، وأسير حس جمالي وإحساسي الأدبي الجمالي غمسني في رحيق الفن والعذرية ردحاً من الزمن، ومن وراء ذلك كله طوق الحمامة!!

ويقول الزيادي: ·ماهي العوائق التي صادفتك، وكيف تغلبت عليها؟

قال أبو عبدالرحمن: هي عوائق مادية أسرية عنيفة أذلتني بالسؤال من اليفاع إلى الكهولة، والآن بحمد الله خرجت من المأزق، وعشت في بحبوحة متع الله بالصحة والتوفيق وسعادة الدارين من كان سبب ذلك إلا أن هذه العوائق ببؤسها نعمة؛ لأن فيها أجر الصابرين الشاكرين، وفيها مراس حياة لمن هو مثلي عشبة غار وفيها كثير من الرضى لغير عظامي أصبح عصامياً!!

ومن أسئلة الجزيرة) الجريدة (ما وجهه اليّ الأخ الكريم عبدالحفيظ الشمري يقول حفظه الله: ·ترى هل أنت يا شيخنا ممن يبشرون بتداخل الأجناس الأدبية، ويهتمون بها

قال أبو عبدالرحمن: بل أعيش مابعد البشارة، وهو ممارستي لها، وأنها واقع حتمي لثلاثة أسباب:

أولها: أن بعضاًمن الأجناس الأدبية ضرورة في حياة طالب العلم كأدب المقالة والقصة والمسرحية والرواية والأقصوصة والحدوتة والمثل والحكمة؛ لأن طالب العلم بعد مرحلة الحضانة العلمية يدوّن علماً، وخير أداته الأسلوب المؤدي المؤثر، وكل ذلك تستقطر جمالياته وضروراته من الأجناس المذكورة آنفاً

وثانيها: أن قدري أن كنت ذا ثقافات وبعض تخصصات؛ فكان الشعر الذي هو أحد الأجناس الأدبية ضرورة في وسائلي الثقافية؛ لاستحضار المفردة اللغوية بجرسها الأدبي، وللتصفيق مع المغرِّد إذا كانت كلمته ولحنه من الذوق الرفيع

وثالثها: أنني ذو عناية بالجمالية إحساساً وعلماً وتنظيراً وكل الأجناس الأدبية من الفنون الجميلة إلا أن جامعها القول مجرداً؛ فما دمتُ أعيش بواقع النظرية الجمالية فمن البدهي أن أعيش واقع الأجناس الأدبية

ويقول عبدالحفيظ: ·هل تأثرت بمايشاع الآن من إهمال للمشروع الأدبي الخاص؟

قال أبو عبدالرحمن: كلا، فقد كتبت الأسفار التالية: الالتزام والشرط الجمالي، والقصيدة الحديثة وأعباء التجاوز، والعقل الأدبي، وجدلية العقل الأدبي، وفي نظرية الشعر والجمال وكلها كتب مطبوعة، والأخير سفر ضخم فوق خمسمائة وخمسين صفحة

والمشروع الأدبي ضرورة في حياتي الثقافية، وهو الحقل المعرفي الثالث في تخصصي، وبيان ذلك: أن المعايير في الوجود إما تصورات وأحكام عقلية في الذات والموضوع، وذلك هو الحق والباطل وإما سلوك نافع أو ضار، وذلك هو الخير والشر والقيمة في كل ذينك الحق والخير وإما بهجة أو برودة أو تقزز في الذات إزاء الموضوع، وذلك هو الجمال والقبح والقيمة للجمال

أما قيمة الخير فلم أعن بها اكتفاء بالأدب والأحكام التكليفية من ديننا المطهر، وإنما كانت ثقافاتي وتخصصي فيما يتعلق بقيمتي الحق والجمال تنظيراً، وبقيمة الخير توظيفاً

وأكثر عنايتي بالدراسات الشرعية تفسيراً وحديثاً وفقهاً وأصولاً، والدراسات اللغوية والتاريخية وكل ثقافة جانبية فهي خدمة لكل ذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير