تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصغ إلى حكم الردى، فإذا مضى ... لم يلتفت، وإذا قضى لم يعدل

متوقدٌ يبري بأول ضربةٍ ... ما أدركت ولو أنها في يذبل

وإذا أصاب فكل شيء مقتلٌ ... وإذا أصيب فما له من مقتل

وقال أبو الهول:

حسامٌ غداة الروع ماضٍ كأنه ... من الله في قبض النفوس رسول

كأن جنود الذر كسرن فوقه ... عيون جرادٍ بينهن ذحول

كأن على إفرنده موج لجّةٍ ... تقاصر في صحصاحه وتطول

إذا ما تمطى الموت في يقظاته ... فلابد من نفسٍ هناك تسيل

وإن لاحظ الأبطال أو صافح الطلى ... تشحط يوماً بينهن قتيل

وقال عبد الله بن المعتز:

ولي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ... فما ينتضى إلا لسفك الدماء

ترى فوق متنيه الفرند كأنه ... بقية غيم رق دون سماء

وقال أيضاً:

وسط الخميس بكفه ذكرٌ ... عضبٌ كأن بمتنه نمشا

ضافي الحديد كأن صيقله ... كتب الفرند عليه أو نقشا

وقال ابن الرومي:

خير ما استعصمت به الكف عضبٌ ... ذكرٌ هزه أنيث المهز

ما تأملته بعينك إلا ... أرعدت صفحتاه من غير هز

مثله أفزع الشجاع إلى الدر ... ع فغالى بها على كل بز

ما يبالي أصممت شفرتاه ... في محزٍ أم حادتا عن محز

وقال ابن المعتز:

ولقد هززت مهنداً ... عضب المضارب مرهفا

وإذا تولج هامة ال ... جبار سار فأوجفا

عضب المضارب كالغدي ... ر نفى القذى حتى صفا

وقال أيضاً:

في كفه عضبٌ إذا هزه ... حسبته من خوفه يرتعد

وقال آخر:

جردوها فألبسوها المنايا ... عوضاً عوضت من الأغماد

وكأن الآجال ممن أرادوا ... وظباها كانت على ميعاد

وقال أحمد بن محمد بن عبد ربه:

وذي شطب تقضي المنايا بحكمه ... وليس لما تقضي المنية بدافع

فرندٌ إذا ما اعتن للعين راكدٌ ... وبرقٌ إذا ما اهتز بالكف لامع

يسلل أرواح الكماة انسلاله ... ويرتاع منه الموت والموت رائع

إذا ما التفت أمثاله في وقيعةٍ ... هنالك ظن النفس بالنفس واقع

وقال أيضاً:

بكلّ مأثورٍ على متنه ... مثل مدب النمل في القاع

يرتد طرف العين عن حده ... عن كوكبٍ للموت لماع

وقال أبو مروان بن أبي الخصال:

وصقيلٍ مدارج النمل فيه ... وهو مذ كان ما درجن عليه

أخلص القين صقله فهو ماءٌ ... يتلظى السعير في صفحتيه

وقال أحمد بن الأعمى الأندلسي:

موتى فإن خلعت أكفانها علمت ... أن الدروع على الأبطال أكفان

نفسي فداؤك لا كفئاً ولا ثمناً ... ولو غدا المشتري منها وكيوان

والتبر قد وزنوه بالحديد فما ... ساوى، ولكن مقاديرٌ وأوزان

وقال عبد العزيز بن يوسف شاعر اليتيمة:

بيضٌ تصافح بالأيدي مقابضها ... وحدها صافح الأعناق والقما

ضحكن من خلل الأغماد مصلتةً ... حتى إذا اختلفت ضرباً بكين دما

وقال الشريف الموسوي شاعرها:

ونصل السيف تسلم شفرتاه ... ويخلق كل أيام قرابا

وقال مؤيد الدين الطغرائي:

وأبيض طاغي الحدّ يرعد متنه ... مخافة عزم منك أمضى من النصل

عليمٌ بأسرار المنون كأنما ... على مضربيه أنزلت آية القتل

تفيض نفوس الصيد دون غراره ... وتطفح عن متنيه في مدرج النمل

خلعت عليه نور وجهك فارتدى ... بنورٍ كفاه أن يحادث بالصقل

وقد أكثر الشعراء تشبيه الفرند بالنمل، وأصل ذلك من قول امرئ القيس:

متوسداً عضباً مضاربه ... في متنه كمدبة النمل

وقال الطغرائي:

وأبيض لولا الماء في جنباته ... تلسن من حديه نار الحباحب

أضر به حب الجماجم والطلى ... فغادره نضواً نحيل المضارب

وقال إسحاق بن خلف:

ألقى بجانب خصره ... أمضى من الأجل المتاح

وكأنما ذر الهبا ... ء عليه أنفاس الرياح

وقال ابن المعتز:

وجرد من أغماده كل مرهفٍ ... إذا ما انتضته الكف كاد يسيل

ترى فوق متنيه الفرند كأنما ... تنفس فيه القين وهو صقيل

وقال منصور النمري يصف سيفاً:

ذكرٌ برونقه الفرند كأنما ... يعلو الرجال بأرجوانٍ ناقع

وترى مضارب شفرتيه كأنها ... ملحٌ تناثر من وراء الدارع

ولما صار الصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب إلى موسى الهادي أذن للشعراء أن يصفوه، فبدأهم ابن يامين فقال:

حاز صمصامة الزبيدي من دو ... ن جميع الأنام موسى الأمين

سيف عمرو وكان فيما سمعنا ... خير ما أغمدت عليه الجفون

أخضر المتن بين حديه نورٌ ... من فرندٍ تمتد فيه العيون

أوقدت فوقه الصواعق ناراً ... ثم شابت به الذعاف القيون

فإذا ما سللته بهر الشم ... س ضياءً فلم تكاد تستبين

وكأن الفرند والرونق الجا ... ري في صفحتيه ماءٌ معين

وكأن المنون ناطت إليه ... فهو من كل جانبيه منون

ما يبالي من انتصاه لضربٍ ... أ شمالٌ سطت به أم يمين

فأمر له ببردة، وأخرج الشعراء.

ومن الإفراط في وصف السيف قول النابغة:

يقد السلوقي المضاعف نسجه ... ويوقد بالصفاح نار الحباحب

فذكر أنه يقد الدرع المضاعف والفارس والفرس ويصل إلى الأرض فيقدح النار.

وقال النمر بن تولب:

تظل تحفر عنه إن ضربت به ... بعد الذراعين والقيدين والهادي

ومن رسالة لأبي محمد بن مالك القرطبي جاء منها في وصف السيوف، قال: وكأنما باضت على رءوسهم نعائم الدر، وبرقت في أكفهم بوارق الجو، ولكنها إذا ما هزت فبوارق، وإذا صبت فصواعق؛ من كل ذي شطبٍ كأنما قرى نمل، علون منه قرى نصل؛ فإذا أصاب فكل شيء مقتل، وإذا حز فكل عضو مفصل؛ أمضى في الأشباح، من الأجل المتاح؛ عصب المتن ثقيل، يكاد إذا انتضي يسيل؛ ويكاد مبصره يغنى عن الورد، إذا أجتر من الغمد؛ ما لم يخله ريعان سراب، في تصحصحان يباب، لاشتباه فرند بأحباب في شراب، أو أحباب في سراب؛ فلما رأيت جفنه قد انطوى على جمر الغضى، وماء الأضى؛ وانتظم على خصره الجنح، ورونق الصبح؛ قلت سبحان مكور الليل على النهار، والجامع بين الماء والنار.

أتمنى ألا أكون قد أثقلتُ

كأني بكم تقولون ..... جدا جدا جدا:):):)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير