قال الأستاذ الدكتور عبد العزيز العيادي العروسي، و هو من كبار المتخصصين في علوم القرآن عندنا في المغرب، و هو قول جميع علمائنا:
{كانت الكتابة الأولى التي كتب بها القرآن الكريم بحضرة الرسول صلى الله عليه و سلم في الرقاع و العظام و الجلود و غير ذلك من الوسائل المتوفرة في ذلك العصر، كل ذلك من أجل الحفاظ على نص الوحي المنزل أن يضيع بالزيادة أو النقصان، حتى إذا ما لقي الرسول ربه، كان القرآن محفوظا في الصدور على هيئته و ترتيبه الذي نعرفه اليوم.
القرآن محفوظ، نعم. مسألة مسلم فيها. وليست موضع تساؤل أو شك أو اختلاف.
السؤال: كيف يكون القرآن محفوظا على هيئته وترتيبه، والترتيب مختلف فيه؟ مختلف في عدد آياته، وأعداد الايات في سبعين سورة من سوره ..
و كان الجمع الرسمي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان المصحف العثماني المنسوب إليه هو المصحف الأم المُعَوّلُ عليه في جميع البلاد الإسلامية منذ ذلك العصر إلى يومنا هذا}.
السؤال نفسه: إذا كان المصحف العثماني هو المعول عليه، فلماذا الاختلاف، ومن أين جاء؟ لو سألنا الخليفة عثمان عن عدد آيات القرآن فماذا كان سيقول لنا؟ هل سيخيرنا بين ستة اعداد؟
.
فالحمد لله الذي تكفل بحفظ القرآن بنفسه و لم يترك حفظه لغيره .. .أولا و أخيرا
نعم، لقد تكفل الله بحفظ القرآن ولم يترك ذلك لأحد، كما تعهد بجمعه وترتيبه ولم يترك ذلك لأحد.
ما أفهمه في هذه المسألة، إن تحديد مطلع الآية ونهايتها قد تم بالوحي. وبذلك فترتيب الآيات توقيفي وترتيب السور توقيفي .. كيف نوفق بين القول أن ترتيب الايات توقيفي، والآية الأولى في سورة البقرة مثلا في مصحف المدينة النبوية، ليست هي الآية الأولى في مصحف ورش؟ إن تغيير موقع آية واحدة كفيل بتغيير مواقع الآيات في جميع السورة.
لقد قدمت ما يكفي من الأمثلة على الإعجاز في ترتيب الآية، وآخرها إعجاز الترتيب في الاية 31 المدثر، وإعجاز الترتيب في الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " ومثال على إعجاز الترتيب على مستوى السورة، ومثاله: إعجاز الترتيب في سورة الغاشية ....
لماذا نجد كل هذا الإحكام في ترتيب القرآن في مصحف المدينة النبوية ولا نجده في غيره؟
وأما مسألة الضوابط التي يكثر الحديث عنها:
فما الحاجة إليها إذا كان تحديد مطلع الآية ونهايتها قد تم بالوحي؟
إذا كان الأمر كذلك، فالضوابط - ضوابط العد - موجودة في القرآن أصلا، والذي حدث أن هناك من جاء واكتشف هذه الضوابط، أي لقد قام بالبحث، والمقابلة والمقارنة، حتى استنبطها .. فهو حقيقة لم يضع شيئا من عنده ..
نرى هنا أن الناس قد احتاجوا في وقت ما، إلى البحث عن ضوابط للفصل بين الآيات، ولو كانت هناك أرقام موجودة أو علامات فاصلة من قبل، لما حدث الاختلاف ..
الاختلاف جاء نتيجة الاختلاف في وضع الضوابط وبالأصح فهم الضوابط، الآيات نفسها في جميع النسخ، اختلاف الناس في تحديد الضوابط أدى الى اختلاف العد وتحديد مطالع الايات ونهاياتها .. ولو كانت الضوابط واحدة لدى الجميع لاتفق الجميع على عدد واحد
ولي عودة إن شاء الله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:09 م]ـ
نعم، لقد تكفل الله بحفظ القرآن ولم يترك ذلك لأحد، كما تعهد بجمعه وترتيبه ولم يترك ذلك لأحد.
إن كنت ترى أن تنوع الأعداد يعارض حفظ الله لكتابه، فيلزمك أن تحكم أيضاً بأن تنوع القراءات يعارض حفظ الله كتابه.
ما أفهمه في هذه المسألة، إن تحديد مطلع الآية ونهايتها قد تم بالوحي. وبذلك فترتيب الآيات توقيفي وترتيب السور توقيفي .. كيف نوفق بين القول أن ترتيب الايات توقيفي، والآية الأولى في سورة البقرة مثلا في مصحف المدينة النبوية، ليست هي الآية الأولى في مصحف ورش؟ إن تغيير موقع آية واحدة كفيل بتغيير مواقع الآيات في جميع السورة.
انظر إلى هذا الخلط:
فكون ترتيب الآيات توقيفياً أمر مجمع عليه كما حكاه الداني وغيره.
أما العد فهو أمر آخر، وقد تقدم النقل عن الداني أن كل الأعداد الصحيحة توقيفية.
فأين التعارض؟
لماذا نجد كل هذا الإحكام في ترتيب القرآن في مصحف المدينة النبوية ولا نجده في غيره؟
¥