واذا كان لا انكار في المسائل الخلافية التي اختلف فيها العلماء المعتبرون، فأنا لا ادري لماذا الانكار في مسائل مسكوت عنها لم يجزم بها ولم يختلف فيها اهل التفسير؟؟!! الا اذا كان الانكار ضمن خلفية مسبقة ضد منهجية ما أو من ينتهجها!!
فاذا كان الاعتراض والانكار على المنهجية فانني اذكر هنا بالقاعدة الأصولية المشهورة: (إنّ الحكم على الشيء فرع عن تصوره) والعلماء يعرفون التصور بأنه استيعاب كل جوانب الموضوع المتصور في جزئياته وكلياته.
يقول الاستاذ بسام في مقدمة كتابه (زوال اسرائيل نبوءة أم صدف رقمية؟):
ومن الطبيعي أن يأخذ الناس حِذرهم من كلّ جديد، حتى يطمئنوا إلى سلامة الموقف. ونرى أنّ ذلك من واجبنا، ولا نلوم الغير على مواقفهم، ولكن لنا أن نتمنّى على المخلصين منهم أن يدرسوا المسألة، حتى تكون مواقفهم قائمة على أسس سليمة ومنهجيّة. ولهم علينا أن نكون أوّل الراجعين إلى الحقّ بإذن الله تعالى.
سُئل عالم ذائعُ الصِّيت، ولديه منهجيّة سويّة في التفكير والبحث، وكتبه تملأ الأسواق، وننصح الناس باقتنائها، عن رأيه في مسألة الإعجاز العددي، وعلى وجه الخصوص قضيّة العدد 19. فسارع إلى رفض الفكرة، وقدّم دليلاً يؤيّد موقفه فقال: إنّهم يقولون إنّ "بسم الله الرحمن الرحيم" تسعة عشر حرفاً. وأضاف: وهذا غير صحيح. ثمّ بين موضع الخطأ في القول. فقلت في نفسي نعم، حتى يعلم الناس ألا عصمة لبشر، بل إنّ عصمة الرسل كانت من أجل الرسالات – يقصد الشيخ بأن هذا العالم ذائع الصيت لم ينتبه الى انه بسبب نظرة مسبقة اخطأ في ابسط الامور التي يمكن للطفل ان يراجعها فيعرف هفوة هذا العالم .. !!
ويقول:
وحدث أنْ كان لنا مشاركة في فضائيّة عربيّة، تناقش كتابنا هذا، وتصدّى لنا عالمان جليلان، ما لبثا أن لانا. ولاحظتُ أنّ الرفض لا يقوم على دليل، فسألت المتشدد منهما: هل قرأتَ الكتاب؟ فقال لا!! فشعرتُ بالحرج، لأنني أَحرجتُ أخاً يظهر عليه الصّدق، ولكنّه ضحيّة الملابسات.
واقول، ان قول الأخ أبو بيان تنبه أخي إلى أن هذا ليس بتفسير ولا علاقة له بمعنى الآية
لم يقل احد من اهل العلم بان شيئا من المسائل التي خاض فيها المفسرون لا يندرج تحت مسمى التفسير حتى لو كان الامر فيه من الشطط في الرأي ما فيه، وما فيه من التشنيع المتبادل والخلاف الشديد، ولو أردنا ان نعدد المسائل التي لا علاقة لها بمعنى الاية - كما تقول- على اعتبار ان لا علاقة له بالتفسير لوجدنا الكثير الكثير مثل ما يتعلق بمواقع بعض الامكنة في القرآن او تحديد اسماء لشخصيات ذكرها القرآن الكريم او غير ذلك فمن اين الزعم بان هذا ليس من التفسير اذا لم تكن له علاقة مباشرة بالمعتى المراد من الاية .. مع التأكيد على ان الاستاذ تناول الموضوع بعيدا عن ادعاء التفسير بل اراد لنفسه اكتشاف اسرار الأسماء بما لا يتعارض مع ثوابت هذا العلم وضوابطه ..
ثمّ إن اقحام الأخ مرهف مسائل العدد فيما لا علاقة له بموضوع المقال يدل على أن الأخ وغيره ممن لديهم رأي مسبق عن منهجية الشيخ التي (لا يعرفونها لأنهم لم يتصوروها حق التصور) خلافا للقاعدة التي أشرنا اليها – الحكم على الشيء فرع على تصوّره.
فالمناقشه هنا على موضوع المقال وليس على مسألة ال (19) والتي لا ينبغي النقاش فيها بسبب كونها مسألة استقرائية أي (واقعة في كتاب الله) وليست محلا للاجتهاد أصلا، وهو وجه جديد ونمط جديد أظهره الله تعالى لمن يشاء من عباده لحكمة يعلمها.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 May 2008, 11:32 ص]ـ
الأخ الكريم مرهف
بعد الاطلاع على موقع نون أحب أن أوضح ما يلي:
أولاً: يعتقد الشيخ بسام أن الإعجاز القرآني لا يقتصر على الكلام المقروء بل المكتوب أيضا. فالقرآن من جهة القراءة والكتاب من جهة الكتابة انظر قوله تعالى: "تلك آيات الكتاب وقرآن مبين".
ثانياً: الرسم العثماني للمصحف والذي هو توقيفي في رأي الجمهور لا يرسم الألف الصغيرة وإنما هي مضافة على النص وجعلت صغيرة لنعرف أنها لا تدخل في الرسم العثماني، فأرجو معرفة ذلك حتى لا تحمل على الشيخ بسام جرار.
ثالثاً: اختلف أهل التفسير في اسم الصابئة والشيخ وضح ما ترتاح إليه النفس لأن الإسم يخص لغتهم لأنه اسمهم.
¥