تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

َيوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً [المزّمِّل: 14] "

والرجف يأتي مع البشر والشجر والأرض ويأتي بمعنى الزلزلة , وكل اضطراب هو رجف , وهنا لم يحدد الله تعالى الراجف وإنما قال: ترجف الراجفة وهنا نسأل القارئ اللبيب: ما هو الذي يرجف ساعة نزول العذاب , فالسورة من أولها حتى الآن تدور حول هذه اللحظات؟ هل الأرض أم الريح أم الشجر أم البشر؟ بداهة الذي يرجف في هذه اللحظة هو كل ما ذكر (ويمكن إدخال البشر من باب التجوز) , فعند نزول العذاب بالبشر والذي يظهر في شكل زلازل أو صيحة أو براكين أو ريح تضطرب الأرض ويضطرب كل ما حول الإنسان بل إن النفوس عينها تضطرب اضطرابا عظيما وتبدأ في الرجف! إذا فالمراد من قوله تعالى يوم ترجف الراجفة أي يوم ترجف الأرض والجبال والشجر -والنفس التي ينزل بها العذاب عند بدأه تباعا - , " تتبعها الرادفة " قال المفسرون في الرادفة أنها النفخة الثانية , وكما قلنا فإن هذا لا يتناسب مع سياق السورة من أولها , إذا الراجفة في الدنيا وهي عامة وهي بدأ الاختلال وبدأ نزول العذاب , والردف معروف بالنسبة للقارئ ولكنه قد يغيب عن ذهنه , وهو قد جاء في كتاب الله تعالى كما جاء في قوله سبحانه " ُقلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ [النمل: 72] "

فإذا نحن نظرنا في المعاجم سيتذكر القارئ أنه عارف باللفظ , والردف كما جاء في اللسان: " الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشيءَ. وكل شيء تَبِع شيئاً، فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى؛ قال لبيد: عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى، تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي ويقال: جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً. ....... وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ أَي ليس له تَبِعةٌ. " اهـ

يتبع ...................

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 May 2008, 10:01 ص]ـ

إذا في يوم قبض الأنفس ويوم نزول العذاب ترجف الأرض أو الجبال أو الأشجار وكذلك النفس الكافرة العاصية و تتبعها في الرجف الرادفة أي الموجة الثانية والتالية من العذاب والتي تقضي على من ينزل بهم العذاب! فيرتجف هؤلاء العصاة خوفا من الموت ومن الرحيل عن الدنيا ويحصل لهم اضطراب عظيم , ففي هذا اليوم " قلوب يومئذ واجفة " , - ونلاحظ أن هذه الآيات الثلاث انتهت بكلمات متقاربات المبنى وهي " راجفة , رادفة , واجفة " - هنا في هذه الآية تقابلنا أول كلمة يغيب معناها عن القارئ متوسط الثقافة وهي الوجف , فما هو الوجف؟

الوجف كما جاء في اللسان:

" الوَجْفُ: سُرْعة السير. وجَفَ البعيرُ والفرس يَجِف وجْفاً ووجِيفاً: أَسْرعَ.

والوجِيف: دون التقريب من السير. الجوهري: الوجِيفُ ضرب من سير الإبل والخيل، وقد وجف البعير يجف وجفاً ووجيفاً. وأَوجف دابته إذا حثَّها، وأَوجفْته أَنا. وفي الحديث: ليس البِرُّ بالإيجاف. وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه: وأَوجَفَ الذِّكْرَ بلسانه أَي حرَّكه، وأَوجفَه راكبُه. وحديث علي، عليه السلام: أَهونُ سيرِها فيه الوَجِيف؛ هو ضرب من السير سريع. و ناقة مِيجاف: كثيرة الوجيف. وراكب البعير يُوضِع وراكب الفرس يُوجِف. قال الأَزهري: الوجيف يصلح للبعير والفرس. ووَجَف الشيءُ إذا اضطرب. ووجَف القلب وجِيفاً: خَفَق، وقلب واجِف. وفي التنزيل العزيز: قلوبٌ يومئذ واجفة؛ قال الزجاج: شديدة الاضطراب؛ قال قتادة: وجفَت عما عاينت، وقال ابن الكلبي: خائفة. " اهـ

ومعنى الوجف وإن كان مجهولا بالنسبة للكثيرين ولكنه يستنتج من خلال السياق و يأتي الاستنتاج متفقا مع المعنى المعجمي , ففي هذا اليوم القلب يكون القلب مضطربا (لاحظ الشبه بين الوجف والرجف) خافقا خفقانا شديدا! , ثم يواصل الله توصيف قلوب الأنفس الكافرة العاصية في هذه الساعة فيقول " أبصارها خاشعة " , وأنا أعرف أن القارئ سيقول أن المراد من " أبصارها خاشعة " هو أبصار الأنفس الكافرة وليس أبصار القلوب لأنه من المستغرب أن يكون للقلوب أبصار. فنقول: لما نظرنا في كتاب الله تعالى وجدناه يقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير