تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول الدكتور العلواني في المقابلة التي يصوغها الصحفي:" فلماذا يرفعه الله؟ لا شيء يستوجب الرفع، وما الداعي إلى رفعه؟ لا شيء ". هذه المنهجية في الطرح رأيناها بشكل واضح عند الأحمديين أيضاً، فكثيراً ما تساءلوا: " لماذا كذا، ولماذا كذا "، ثم يعتبرون أنّ عدم قدرتهم على إيجاد الإجابة دليل على صحة ما يُقدّمونه من مقدمات ... عجيب!!! نعم من حق الدكتور العلواني أن يتساءل لعله يجد الجواب، فحكمة الخالق فوق كل حكمة وعلمه فوق كل علم. ولكن ليس من حقه أن يقول: "لا شيء يستوجب الرفع ... لا شيء". بذلك يؤسس الدكتور العلواني لمنهج يقول: إذا لم تَعرف الحكمة فلا حكمة، بل إذا لم أعرف أنا الحكمة فلا حكمة!! ونحن هنا نسأله: ألم تجد أيضاً غرابة في القول بأنّ المسيح، عليه السلام، قد وُلد على خلاف قانون التزاوج. هل هناك من داعٍ، هل هناك من شيء يستوجب؟! هذا السؤال يوجه له لأنه يؤمن بأنّ المسيح، عليه السلام، قد جاء على خلاف قانون التزاوج، إلا إذا فاجأنا الدكتور العلواني بتفسير جديد للنصوص القرآنية.

وهنا نسأل الدكتور العلواني: أليس التوحيد عقيدة رئيسة في الإسلام؟! أليس الشرك بظلم عظيم؟! إن كان الجواب: بلى، نقل: أليست النصرانية من أكبر وأهم فرق الشرك عبر التاريخ البشري؟! أليست عقيدة بنوة المسيح افتراءً على الله؟ كم مليارأً من البشر إلى يوم القيامة سيضل بهذه العقيدة؟ ألا ترى أنّ نزول المسيح ليكذّب بنفسه هذه العقيدة، وليقوم بنفسه بكسر الصليب، الذي قامت على أساسه العقيدة النصرانية، يصح في العقل أن يكون مسوغاً من مسوغات نزوله، عليه السلام، ليقيم الحجة قبل ختم الخلافة في الأرض؟!!

يقول الدكتور العلواني:" ... وإذا كان رفعاً فهذا يناقض (شُبه لهم). إذن هم أتوا به للصلب والله رفعه".

نعم هم حاولوا قتله، عليه السلام، واشتبه الأمر عليهم إلى درجة أنهم ظنوا أنهم قد قتلوه، بل صرّحوا بذلك فقالوا كما ينص القرآن الكريم: " إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله"، وإلا ما معنى قوله تعالى: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم"، وما معنى قوله تعالى:" وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه". فالمعنى المتبادر للآية الكريمة هكذا:" لم يقتلوه ولكن رفعه الله". فهم إذن ظنوا أنهم قتلوه، والقرآن يقول بل حصل الرفع دون قتل. ويمكن للعقل البشري أن يفترض وقائع مختلفة يمكن أن يحصل فيها الاشتباه دون حصول القتل. فأين التناقض الذي قام في ذهن الدكتور العلواني؟!

يقول الدكتور العلواني:" الدين كامل فما الذي سيفعله هذا المهدي، وما الذي سيفعله عيسى؟ ".

ما علاقة عقيدة المهدي بختم النبوة واكتمال الدين؟! لم يقل أحد بأنّ المهدي سيأتي بدين جديد، ولم يقل أحد بنبوته؟ فهو مجرد قائد مُلهَم يُقيم الحق في الأرض، ويكون ذلك في آخر الزمان، فيثبت أنّ الدين الإسلامي صالح في آخر الزمان كما هو في أوله، وما بينهما من الزمن من باب أولى. فلماذا إذن تمّ خلط مسألة المهدي بمسألة عيسى، عليه السلام؟!

ويقول الدكتور العلواني:" حينما تتبعت تاريخياً كم مهدي ظهر في هذه الأمّة، كان عندنا حوالي 150 مهدياً، وكلهم يدّعي بأنه المهدي المنتظر". ما علاقة هذا بصدقية فكرة المهدي؟! ولنفرض أنّ الذين سيدّعون المهدية هم ألف شخص إلى نهاية الدنيا، فهل يدل ذلك على أنّ فكرة المهدي باطلة؟! وماذا عن توظيف القيم السامية لصالح المنحرفين الذين لا يقيمون وزناً لهذه القيم، هل ننقَض على قيمنا لأنّ البعض يستغلها؟! وهناك أيضاً من ادّعى النبوة، وهناك من سيدّعيها، فهل يرى الدكتور العلواني أن نبادر إلى إنكار النبوات قبل أن يستغلها بعضهم، وهل نبادر إلى إنكار الألوهية قبل أن يأتي المسيح الدجال ويدّعيها؟! أليس هذا منهجاً عجيباً في التفكير والاستدلال ونقد متون النصوص؟!

يقول الدكتور العلواني:" لأنّ لديهم أحاديث تقول إنّه ينزل على المنارة البيضاء في دمشق، ويجد المهدي هو الذي يؤم الناس، فحينما يشعر المهدي – ولا أدري كيف يشعر وهذا يصلي إماماً، وهذا يأتي من الخلف- بأنّ السيد المسيح قادم يتأخر عن المحراب، ويقدم السيد المسيح، فيقول السيد المسيح له:" لا ... أئمتكم منكم، ويصلي خلف المهدي". انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير