تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا فالله تعالى استدل لخلقه على البعث بثلاث من الأدلة: الحدوث الجزئي الواقعي للإهلاك , ثم دليل منطقي وهو وأن القادر مرة قادر أبدا و أخيرا الحدوث الجزئي الواقعي للبعث والإحياء , فها هي أدلة واقعات أمام عينك أيها الإنسان , فماذا أنت قائل؟

[1] لمزيد من التوضيح في هذه المسألة يرجى مراجعة نظريتنا في خلق الإنسان المنشورة على موقعنا www.amrallah.com

يتبع ......................

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:06 ص]ـ

وبعد أن عرض الله تعالى الأدلة الواقعات على وقوع الموعود به , يبدأ في استكمال توجيهه للمكذبين في يوم الفصل , فبعدما أن قال لهم:

" فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ وُقِّتَتْ (11 (يقول لهم هنا " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون "

فيأمرهم بالانطلاق إلى النار, وعلى الرغم من أن النار ليس لها ذكر صريح في السورة إلا أن الإشارات والدلائل على أن المراد منها هو النار أكثر من واضحة , ففي غير السورة قال الله تعالى "هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [الطور: 14] " ويقول " .... وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [سبأ: 42] " , ثم إن هذا الذي كانوا به يكذبون " ترمي بشرر كالقصر " , فيفهم بداهة أن المراد من ذلك ليس عاما وإنما هو النار , فيقول الله تعالى لهم: انطلقوا إلى النار التي كنتم بها تكذبون! انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب , ما المراد من الظل ذي ثلاث شعب؟

اختلف المفسرون في المراد من هذا الظل , فقالوا كما جاء في مفاتيح الغيب:

" وقوله: {إلى ظِلّ} يعني دخان جهنم كقوله: {وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ} [الواقعة: 43] ثم إنه تعالى وصف هذا الظل بصفات:

الصفة الأولى: قوله: {ذِى ثلاث شُعَبٍ} وفيه وجوه أحدها: قال الحسن: ما أدري ما هذا الظل، ولا سمعت فيه شيئاً وثانيها: قال قوم المراد بقوله: إلى ظل ذي ثلاث شعب كون النار من فوقهم ومن تحت أرجلهم ومحيطة بهم، وتسمية النار بالظل مجاز من حيث إنها محيطة بهم من كل جانب كقوله: {لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} (ولكن هذا في الظلل وهي جمع ظلة وليست ظل) [الزمر: 16] وقال تعالى: {يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [العنكبوت: 55] وثالثها: قال قتادة: بل المراد الدخان وهو من قوله: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] وسرادق النار هو الدخان، ثم إن شعبة من ذلك الدخان على يمينه وشعبة أخرى على يساره، وشعبة ثالثة من فوقه. وأقول هذا غير مستبعد لأن الغضب عن يمينه والشهوة عن شماله، والقوة الشيطانية في دماغه، ومنبع جميع الآفاق الصادرة عن الإنسان في عقائده، وفي أعماله، ليس إلا هذه الثلاثة، فتولدت من هذه الينابيع الثلاثة أنواع من الظلمات، ويمكن أيضاً أن يقال: ههنا درجات ثلاثة، وهي الحس والخيال، والوهم، وهي مانعة للروح عن الاستنارة بأنوار عالم القدس والطهارة، ولكل واحد من تلك المراتب الثلاثة نوع خاص من الظلمة ورابعها: قال قوم: هذا كناية عن كون ذلك الدخان عظيماً، " اهـ

نقول: الملاحظ أن الآية قالت ظل وهم قالوا بشيء غير ذلك , وذلك لتحيرهم ولعدم رؤيتهم أو معرفتهم بوجود ظل متشعب , ولكن كيف يكون هذا الظل المتشعب؟ نقول الله أعلم ,فلا يستطيع أحد أن يجزم أن المراد من الظل ذي ثلاث شعب هذا هو شيء محدد , فالآية وإن كانت واضحة المعنى لألفاظها ولها تصورها الواضح في الذهن ولكن لا يستطيع المرء أن يجزم بأن هذا سيكون هو الحال في الآخرة , ولكنا نعرضه للقارئ من باب أن هذا التصور تنطبق عليه الآية:

بادئ ذي بدأ نعرف القارئ بمعنى الشعب , وهي وإن كانت معروفة المعنى ولكن نزيدها تحديدا , فنقول: الشعب جمع شعبة وأصلها شعب , وهي كما جاء في المقاييس:

" الشين والعين والباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ على الافتراق، والآخر على الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك، فقال قومٌ: هو من باب الأضداد. (أي أنها تأتي بالمعنى وضده) وقد نصَّ الخليلُ على ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير