[إقتباس الفوائد من سورة الفرقان]
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[26 Nov 2008, 11:00 م]ـ
[إقتباس الفوائد من سورة الفرقان]
الفرقان وسميت بذلك " للتفريق بين الحق والباطل بأحكامه أو بين المحق والمبطل.
وأول كلمة بدأ به سبحانه"تبارك " وأصل هذه الكلمة مأخوذة من البركة وهي النماء والزيادة حسية كانت أو عقلية. قال الزجاج: ((تبارك)) تفاعل من البركة قال: ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير. وقال الفراء: إن تبارك وتقدس في العربية واحد ومعناهما العظمة.
وفي قوله "" فقد جاءوظلما وزورا ": وانتصاب ظلما بجاءوا , فإن جاء قد يستعمل إستعمال أتى ويعدي تعديته وقال الزجاج: إنه منصوب بنزع الخافض , والأصل: جاءوا بظلم.
قوله تعالى " إذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ": ومعنى من مكان بعيد أي رأتهم وهي بعيدة عنهم قيل: بينها وبينهم مسيرة خمسمائة عام. والتغيظ: أن لها صوتا يدل على التغيظ على الكفار , أو لغيلانها صوتا يشبه صوت المغتاظ.والزفير: هو الصوت الذي يسمع من الجوف.
وقوله تعالى " مكانا ضيقا ": لماذا وصف سبحانه المكان بالضيق؟ للدلالة على زيادة الشدة وتناهي البلاء عليهم
وقوله تعالى " أم جنة الخلد ": فائدة: لماذا عبر سبحانه الجنة بالخلد؟ الجواب: لآشعار عباده بدوام نعيمها وعدم الإنقطاع وأيضا في نفس الأية يقول " أذلك خير أم
جنة الخلد ": كيف يقول خير أي يقصد السعير مع أنه لاخير فيها؟ الجواب: لآن العرب قد تقول ذلك ومنه ماحكاه سيبويه عنهم أنهم يقولون: السعادة أحب إليك أم الشقاوة؟ وقيل: ليس هذا من باب التفضيل وإنما هو كقولك: عنده خير ,قال النحاس: وهذا قول حسن كما قال:
أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء
قوله تعالى " وعتوا عتواً كبيرا ": العتو: مجاوزة الحد في الطغيان والبلوغ إلى أقصى غاياته
قوله تعالى " ثم استوى على العرش فسئل به خبيرا ": قال بعض النحويين: الباء في قوله " فسئل به " بمعنى (عن) والمعنى: فأسال عنه خبيرا والباء تبدل من (عن) مع (سل) وسألت.
الخبير هاهنا: الله تعالى ,هذا قول ابن جريج.
وقال بعضهم: الباء على أصلها. والمعنى: (فاسأل) بسؤالك ((خبيرا)) أيها الإنسان يخبرك بالحق في صفته , ودل
فاسأل على السؤال , كما قالت العرب: " من كذب كان شرا له " ودل عليه (كذب).
قوله تعالى " اذهب إلى فرعون إنه طغى ": كيف يقول اذهب إلى فرعون مع أن أخاه هارون معهُ؟ الجواب: لاينافي كونهما مأمورين: فكل واحد مأمور , ويمكن أن يقال: إن تخصيص موسى بالخطاب في بعض المواطن لكونه الأصل في الرسالة والجمع بينهما في الخطاب لكونهما مرسلين جميعا.