[الشهيد ..... والقتيل ... نظرة تأمل تحتاج إلى المزيد]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jan 2009, 08:54 م]ـ
مما لا شك فيه أن الاختلاف في الأمور العلمية يثري ويثمِّر ما لدينا من فكر لذا كان الاختلاف العلمي النزيه من أفضل أبواب مدارسة العلم ومسامرة العلماء.
أقول هذا بمناسبة ما يقع الآن في غزة إذ من الأفاضل من يصف شهداء غزة بالقتلى ـ هكذا بدون قيد ـ وله مستنده من خلال القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} {البقرة154} ففي الآية قال يقتل ولم يقل يستشهد.
وفي الآية الثانية {وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} {آل عمران157} ولم يقل استشهدتم.
وفي الثالثة {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} {آل عمران169} قتلوا لا استشهدوا.
وفي الرابعة: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} {النساء74} فيقتل لا فيستشهد.
وفي الخامسة: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} {التوبة111} ويُقتلون لا " ويستشهدون" ـ إن صح التعبيرـ
وفي السادسة: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} {الحج58} ولم يقل ثم نالوا الشهادة.
وفي السابعة: { ... وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} {محمد4} قال: قتلوا فحسب دون غيرها.
وفي الثامنة: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} {آل عمران195} وقتلوا .... دون غيرها.
قلت وبالله التوفيق:
ـ هل وُرود مادة " قتل" ـ كما نصت الآيات السالفة ـ ووقوعها في حق من قاتل في سبيل الله فقُتل يسوِّغ لنا أن نُطلق عليه وصف " قتيل " هكذا مجردة فنقول في أخبارنا وإخبارنا " قَتْل فلان ... " أو سقوط فلان ضمن القتلى" أو قُتِل .... ؟
سؤال يستحق التأمل، وبالتأمل بان لي الآتي:
أولا: كل الآيات التى سبق ذكرها قيدت القتل بأنه في سبيل الله وهذا يعني الشهادة.
ثانياً: القيد بكونه في سبيل الله قيد معتبر فلابد من مراعاته.
ثالثاً: إطلاق الشهيد على من قتل في سبيل الله إطلاق شرعي يظهر ذلك من خلال القرآن وما ثبت على لسان من اختصه ربه بالبيان ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ونص القرآن الكريم:
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} {النساء69}
وقال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} {الزمر69}
وقال سبحانه {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} {الحديد19}
¥