تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال: حديث (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ... )]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Jan 2009, 07:05 ص]ـ

سؤال عن حديث واثلة بن الأسقع، الذي نقله البغوي في تفسيره:

(أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الإنجيل المئين، وأعطيت مكان الزبور المثاني، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي، وأعطاني ربي المفصل نافلة)

وصححه الألباني برواية:

(أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل)

هل هناك من شرحه من المفسرين؟ وهل اعتمده أحد المفسرين كتقسيم معتبر عند تفسير القرآن؟

وما وجه المقارنة بين القرآن وباقي الكتب؟ أهو في مواضيع السور، أو طولها، أو ماذا؟

جزاكم الله خيرا.

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Jan 2009, 08:45 م]ـ

الأخ الفاضل محمد:

مضى على طرحك هذا السؤال أسبوعان، ويبدو أنه في تسارع إلى النسيان .. اسمح لي أن أعيده إلى المقدمة ولكن بتعليق مختصر:

إذا صح هذا الحديث، فأول ما يعنيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قسّم سور القرآن على أساس عدديّ،وفي ذلك ايحاء للإعجاز العددي وأهميته في القرآن.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Jan 2009, 09:11 م]ـ

جزاك الله خيرا.

فقد نسيت السؤال في زحمة المشاغل.

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Jan 2009, 01:17 م]ـ

أقسام السور: قسم العلماء سور القرآن إلى أربعة أقسام، وهي: الطوال، والمئين، والمثاني، والمفصل. فالطوال سبع سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، فهذه ستة، واختلفوا في السابعة أهي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة أم سورة يونس؟

والمئون: هي السور التي تزيد آياتها على مائة أو تقاربها.

والمثاني: هي التي تلي المئين في عدد الآيات.

والمفصل: هو آخر القرآن، واختلفوا في تعيين أوله على اثني عشر قولا، وهو ثلاثة أقسام: طوال وأوساط وقصار ... (مناهل العرفان: الزرقاني 1/ 352).

ما هو الاعتبار الذي بني عليه هذا التقسيم (تحديد السور السبع الطوال) لسور القرآن الكريم؟ هل هو عدد الآيات في السورة؟ هل هو عدد الكلمات؟

ماذا يقول واقع المصحف الذي بين أيدينا؟

الاعتبار الأول: عدد الآيات

أطول سبع سور باعتبار عدد الآيات هي:

1 - سورة البقرة، وعدد آياتها 286.

2 - الشعراء: 227.

3 - الأعراف: 206.

4 - آل عمران: 200.

5 - الصافات: 182.

6 - النساء: 176.

7 - الأنعام: 165.

(ملاحظة: مجموع أعداد الآيات في السور السبع هو 1442. هذا العدد يساوي 7 × 206. اللافت للانتباه أن السورة رقم 7 في ترتيب المصحف هي سورة الأعراف، وعدد آياتها 206. وهذا يعني أن ناتج حاصل ضرب رقم ترتيب السورة السابعة في عدد آياتها، هو مجموع أعداد الآيات في السور السبع الأطول)

بالمقارنة بالقول: ((فالطوال: سبع سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف. فهذه ستة، واختلفوا في السابعة أهي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة أم هي سورة يونس؟.)

نلاحظ أن خمس سور تحتفظ بمراكزها، وتدخل اثنتان جديدتان هما: الشعراء والصافات، وتخرج سور المائدة والأنفال وبراءة ويونس.

الاعتبار الثاني: عدد الكلمات

أطول سبع سور في القرآن الكريم باعتبار عدد الكلمات (حسب المعجم الإحصائي لواضعه عبدالله جلغوم باعتماد مصحف المدينة النبوية) هي:

1 - سورة البقرة: عدد كلماتها 6117

2 - النساء: 3748

3 - آل عمران: 3481

4 - الأعراف: 3320

5 - الأنعام: 3050

6 - المائدة: 2804

7 - التوبة: 2498

(ملاحظة: مجموع أعداد الكلمات في السور السبع هو 25018. عدد من مضاعفات الرقم 7 فهو يساوي 7 ×3574).

بالمقارنة بالقول السابق، فالسابعة هي سورة التوبة، وعدد كلماتها هو: 2498، ولسنا بحاجة إلى إضافتها لسورة الأنفال ..

أما عدد كلمات سورة يونس فهو: 1833 .. ومن الواضح أنها لن تكون السورة السابعة بأي حال من الأحوال.

النتائج:

1 - إن المعلومة هنا المنقولة عن مناهل العرفان ليست صحيحة، ومع الأسف فإن أغلب الذين ألفوا في علوم القرآن من المتأخرين نقلوا مادة كتبهم عن الكتب القديمة دون أدنى نقد أو مراجعة ..

2 - ليس صحيحا ما يقال أن سورتي الأنفال والتوبة قد تكونان سورة واحدة، معنى ذلك – إذا فعلنا – أن يصبح عدد سور القرآن 113 سورة بدل 114 .. وهذا خطأ شنيع في حق القرآن قد لا يفهمه الكثيرون ..

3 - من السهل أن يستنتج القارئ أن أطول سور القرآن باعتبار أعداد الآيات، وباعتبار أعداد الكلمات، حسب الواقع الذي عليه المصحف، هي غير هذه السور.

4 - ومن السهل أن يستنتج القارئ المتدبر أن تحديد أقسام السور الباقية (المئون – المثاني – المفصل) هو تحديد غير واضح وليس له ضابط مقبول، مثلا: سورة الشعراء عدد آياتها 227 فما الضابط لضمها إلى إحدى المجموعات الثلاث باعتبار أنها ليست من بين السور السبع الطوال؟

5 - يمكن اعتبار ما قيل في تقسيم سور القرآن إلى الطوال والمئون والمثاني والمفصل ... محاولة أولى بسيطة وغير دقيقة. تمثل عصرا ما.

6 - القرآن الكريم هوكتاب الله المحفوظ، وهو المصدر الوحيد الذي يمكن أن نطمئن إليه، للتأكد من أي معلومة إحصائية، وليس الروايات.

.........

السؤال في النهاية:

هل هناك آلية – نظام – لتحديد أطول سور القرآن؟ متى نصف سورة بأنها طويلة؟ متى نصف سورة بأنها قصيرة؟ ما المعيار لتحديد السورة الطويلة والقصيرة ......... ؟

الجواب: نعم

سور القرآن باعتبار الطول والقصر مجموعتان عدد كل منهما 57 سورة، وكل مجموعة مؤلفة من ثلاث مجموعات عدد كل منها 19 سورة .. إضافة إلى معايير واعتبارات اخرى متداخلة.

(لمزيد من التفاصيل: انظر معجزة الترتيب القرآني: عبدالله جلغوم – جائزة دبي الدولية ص 71).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير