[عرض كتاب (ثراء المعنى في القرآن الكريم) للدكتورمحمد خليل جيجك]
ـ[جعفر الذوادي]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاشك فيه،ولا ريب يعتريه، أن أفضل ما شغلت فيه الأوقات، وصرفت فيه الطاقات، تلكم الجهود المباركة لخدمة كتاب الله تعالى وإن مما بذلت فيه الجهود أكثر، واعتني به بقدر أوفر مجال دلالة اللفظ على المعنى _أي تفسير مدلولات الألفاظ_حيث انتهج علماء السلف هذاالمنهج في تفسيراتهم، إلا أن هناك من عكس الآية،وحول القصد،وأتى الدار من غير بابها، وذلك أن لكثرة المعاني للفظ الواحدأسبابا وطرقا وفوائد، وهذا ماعمد إليه مؤلف الرسالة الموسومة بـ:
ثراء المعنى في القرآن الكريم
لصاحبه الدكتورمحمد خليل جيجك.
أجزل الله له المثوبة،فقد صال وجال، وبيَّن أسباب ثراء المعنى من الحروف المقطعة، والمتشابه، وتراكيب القرآن، وتنوع الموضوعات إلى غير ذلك من الأسباب مما تجده مدونا في بابه، وقبل ذلك جعل مدخلا للكتاب بين فيه معنى ثراء المعنى وأن المقصود به: كثرة المعاني للفظ، بأن يكون صالحا لأن يدل في الإطلاق الواحد على أكثر من معنى ومغزى على سبيل البدل، ولا يكون إلا بأمورمنها:
- اختيار حكيم للألفاظ.
- وسياسة رشيدة في التراكيب.
-وتنسيق متقن بين الجمل.
-وتنظيم كامل في تسلسل المعاني وترابط المفاهيم.
ثم أردفه بتمهيد بين فيه خصائص اللغة العربية.
فالكتاب نافع وماتع، فقد أجاد فيه مؤلفه وأفاد، ولما كان هذاالعمل من فعل البشر فقد يعتريه ما يعتريه من النقص والخلل لذاأردت التنبيه على بعض الأمور التي لاتنقص من قيمة الكتاب،وإنما هي إشارات ولفتات من قارئ الكتاب يريد بها النصح والثواب.
قال المؤلف _حفظه الله_في وصفه لأسلوب القرآن: تبنى أسلوبا بديعا في حسنه وجماله، وتركيبا فائقا في غنجه ودلاله" والأولى عدم وصف ذلك بالغنج والدلال لما يحمله هذا اللفظ من معاني غير لائقة.
- الإكثار من السجع في أغلب الكتاب وربما أثر على المعنى والانسياق وراء اللفظة،كقوله: (له أسلوب يأخذ الألباب ويسخر من الأرباب) وقوله: (عباراته خميصة من الألفاظ بطينة من المعاني حوى على جميع وجوه المحاسن ونظف أذياله المقدسة عن جميع الأدناس (انظر ص:15.
- قوله بالمجاز في القرآن وجعله من بين أسباب ثراء المعنى: والذي قرره شيخ الإسلام وذهب إليه صاحب أضواء البيان وغيرهما من أئمة الإسلام نفي المجاز عن القرآن.
- استدلاله على ثراء المعنى باستدلال الفرق الكلامية على باطلها ص21 لكن الذي ينبغي التنبيه عليه أن تلك الفرق إنما تستدل بالمتشابه وتدع المحكم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أي مستدل يستدل بباطله من القرآن إلا كان في استدلاله ماهو حجة عليه كما أن ذكرهم لتلك المعاني إنما هو من باب التكلف والتعنت ولا شيئ يشهد له من نصوص الشرع ولا قواعده، ولا من اللغة ومناحيها ...
- قوله في عدة مواطن "الغيرالمألوفة" ولعله من الطابع والصحيح غير المألوفة بدون "ال".
- قوله في وصف الله جل وعز"لا يلابس بزمان ولا يتحيز في مكان" ص44 وطريقة السلف في باب الأسماء والصفات تجنب الألفاظ المجملة والمحدثة وكذا الألفاظ المحتملة وإلا فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله فوق سماواته مستو على عرشه ...
- جعله آيات الصفات من المتشابه في القرآن الذي لا يفهم معناه إلا بتأويل وقد يدل لفظه على أكثر من معنى.
والصحيح أنها ليست كذلك،بل هي معلومة المعنى من كلام العرب مجهولة الكنه من حيث الكيف.
- تفسيره للاستواء بالاستيلاء دون التنبيه على ضعفه من حيث المعنى؛لأنه لا يكون إلا عن مغالبة والله منزه عن ذلك، ثم إن استدل ببيت منسوب للأخطل النصراني،فكان عليه الاقتصار على ماورد عن السلف في معنى الاستواء.
- قوله "إن تلك الملابسة الربانية بالعرش المنزهة عن الجهة والتحيز والمماسة ... "ص46وهذه أيضا من العبارات المجملة المحتملة.
_ خطأ _لعله مطبعي_حيث قال في تفسيره للاستواء"أو أقبل على خالق العرش وعمد إلى خلقه"ص46
_تأويله للنفس وعدم ذكره للمعنى الصحيح لهاص46_47.
_قوله:"علمنا جزما أن سبب تلاوة القرآن _أو قل نزول القرآن_ بالأحرف الكثيرة التي تنيف على السبعة إنما هو تيسير للأمة"وفرق بين الأحرف فهي لاتزيد على سبعة وبين أوجه التلاوة والقراءة.
¥