فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي [الأنعام:76]
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[12 Dec 2008, 08:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين.
لا شك في أن القاري والتالي للقرآن العظيم والمتدبر لمعانيه النفيسة العزيزة قد تستوقفه في بعض الأحيان آيات فيقف على تفسير العلماء لها واختلاف وتنوع آرائهم فيها، ولا شك أنه فيها الغث والسمين والقريب والبعيد والصواب والخطأ، لكن في غالب الأحيان يحصل لهم الإجماع على معنى معين وإن اختلفوا في التعبير عن تفاصيله. ومن تلك الآيات الكريمات التي استوقفتني قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79).
فقد حوت هذه الآيات الباهرات جملة من المعاني الدقيقة التي بينها العلماء، لكنها مبثوثة متفرقة في زبر التفاسير المعتبرة، وبجمعها يقف المتدبر على غزارة معانيها وأهمية إشاراتها.
والذي يقرأ الايات في بادئ الأمر تعترضه جملة من الأسئلة:
1 ـ هل يخل ظاهر هذا الكلام بعصمة الأنبياء سيما في حق من جاء ربه بقلب سليم؟
2 ـ هل استدلاله ـ عليه السلام ـ كان لطلب اليقين لنفسه أم لزيادته أم لغير ذلك؟
3 ـ هل كان استدلاله ـ عليه السلام ـ قبل بلوغه ولزوم التكاليف له أم بعده، وما الفرق؟
4 ـ هل كان ـ عليه السلام ـ مستدلا لنفسه أم مناظرا لقومه ومستدرجا لهم للإذعان؟
5 ـ هل قوله ـ عليه السلام ـ (هذا ربي) على ظاهره أم في محذوفات مقدّرة وما هي؟
6 ـ ما المقصود بالأفول في الآية الكريمة هل هو كناية عن دلالة معينة أم ماذا؟
7 ـ هل قوله ـ عليه السلام ـ (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي) كان لنفسه أم لقومه؟
8 ـ ما وجه دلالة الأفول على عدم استحقاق الإلهية؟
هذه بعض الأسئلة المعترضة لمتدبر هذه الآيات الكريمات، فليت بعض الإخوة الذين لهم اهتمام بالغوص في معاني ودقائق وحقائق القرآن العظيم أن يدلوا بدلوهم في الكشف عن أجوبة هذه التساؤلات وغيرها، راجين الله تعالى أن ينفعنا بالذكر الحكيم، وأن يهدينا إلى سلوك صراط الفهم المستقيم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Dec 2008, 01:01 ص]ـ
هي أسئلة تحتاج لساعات للاجابة عليها
وسأحاول أن ألخص مافهمت من تفسير للآيات مع شيء من الاجتهاد وأسأل الله السداد -
كان ابراهيم فتي في بيئة كافرة ولما بلغ الحلم أنكر علي أبيه وقومه اتخادهم الأصنام آلهة
والسؤال المتبادر مباشرة بعد انكار ألوهية الأصنام هو عمن يكون الاله الحق؛
والبيئة ليس فيها علم ليستدل به وليس فيها هدي وليس فيها كتاب منير؛
فليستدل بالكون والمخلوقات والآيات الكونية
وبالتالي فإن استدلاله كان لطلب اليقين لنفسه
وربما يقول قائل كيف يكون الأمر كما تقول والآية تقول "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)
أي أن الله أراه ملكوت السموات والأرض ما يعني النبوة أو جزء منها!!
فأقول له هو أنكر الباطل الذي عليه قومه؛فهذه أولي الخطوات في طريق الهداية ويقابلها أن ينير الله بصيرته ليريه ملكوت السموات والأرض ليستدل بها علي أنهن مفطورات؛ ويوجه وجهه للذي فطرهن ولا يشرك به شيئا؛ وابراهيم لم يعلم بعد من هو ولم يعلم اسمه بعد " ... لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ ... " ولو كانت النبوة لكان هناك دلالة كما قال سبحانه للكليم " إنني أنا الله "
وهل اراءة ملكوت السموات والأرض كانت به خاصة؛أم هي متاحة لكل من أنكر الباطل وإن لم يعلم الحق بعد؟
بل هي متاحة
" .... وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) أنه علي صواب في انكاره علي قومه ثم فيما يترتب علي رؤيته عالم الملكوت
إن جاءه خبر عن الاله الحق قبل أن يري ملكوت السموات والأرض فربما ظن أنها وساوس أو أوهام؛فهو لن يوقن بالخبر إلا بعد أن يري ملكوت السموات والأرض؛
فالله أراه فرأي واستدل
والله أعلم