[لهو الحديث]
ـ[أبوحسام الدين]ــــــــ[04 Feb 2009, 01:20 م]ـ
آية وإشكالات حولها
أبوحسام الدين
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
وبعد:
فلقد اختلف العلماء قديما حول تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6]
ولقد حصر الكثير المعنى في معنى واحد، وهو الغناء الفاحش، أو الغناء بصورة عامة، حتى أن ذكر كلمة غناء معناها الفسق والمجون، مع العلم أنها كلمة في حد ذاتها تحوي ما هو مباح وما هو مستحب وما هو محرم ومكروه. لذا أردت إلقاء الضوء على هذه الآية من خلال ما جاء في تفسيرها من أحاديث وآثار، ووضعها تحت البحث الحديثي العلمي بعيدا عن الانحياز لقول فلان أو فلان.
• ما ذكر من الآثار في تفسير الآية
وقد ورد في تفسير الآية أقوال:
القول الأول: أن لهو الحديث هو الغناء
وقد ورد في ذلك أدلة مرفوعة وموقوفة
أولا: الأدلة المرفوعة
الأول:
أخرج الترمذي (1282):
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ، وَلا تَشْتَرُوهُنَّ، وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَ: وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَضَعَّفَهُ وَهُوَ شَامِيٌّ.
قلت: حديث موضوع
1 ـ عبيد الله بن زحر: منكر الحديث
قال عنه ابن الجوزي في (الضعفاء: 2/ 162):
يروي عن علي بن يزيد نسخة باطلة
ضعفه أحمد
وقال ابن المديني: منكر الحديث يروي الموضوعات
وقال يحيى: ليس بشيء كل حديثه عندي ضعيف
وقال الدارقطني: عبيد الله ليس بالقوي، وعلي متروك
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن؛ لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديدهم.أ ـ هـ
وذكر الترمذي في علله (ص190) عن البخاري قال: ثقة
2 ـ وعلي بن يزيد: منكر الحديث،
ـ وقد أخرجه الطبراني في (مسند الشامين: 231،893)، والمعجم الكبير (7749) من طريق بن ثوبان، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة به.
منكر:
1 ـ بن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
قال أحمد: لم يكن بالقوي وأحاديثه مناكير، ويكتب حديثه
وقال النسائي: ليس بالقوي
وقال يحيى: ضعيف
وقال مرة: ليس به بأس
ووثقه دحيم، وأبو حاتم
2 ـ يحيى بن الحارث الزماري: ثقة
3 ـ القاسم بن عبد الرحمن الشامي
قال أحمد بن حنبل: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم
وقال ابن حبان: يروي عن أصحاب رسول الله المعضلات.
ووثقه ابن معين والجوزجاني والترمذي.
ـ وقد أخرجه ابن ماجة (2168) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا هاشم بن القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم عن أبي المهلب عن عبيد الله الإفريقي عن أبي أمامة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات، وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن.
وهذا إسناد ساقط
عبيد الله الأفريقي: هو بن زحر وهو منكر الحديث ولم يلقى أبي أمامة.
ـ وأبو المهلب: هو مطرح بن يزيد
قال عنه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي، والنسائي، والدراقطني: ضعيف
وقال يحيى مرة: ليس بشيء ليس بثقة
¥