تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في ظلال قوله تعالى " {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} {القمر45}

ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jan 2009, 02:42 ص]ـ

{قُلْ صَدَقَ اللّهُ .... } {آل عمران95}

{ .... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} {النساء87}

{ ...... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} {النساء122}

ليلة الأحد جمعت أخبار يهود علينا ما جمعت حيث الهجوم على غزة العزة، الهجوم البري بأحدث الأسلحة البشرة على قوم سلاحهم لا إله إلا الله ـ وأنعم به من سلاح بتار، إذ هو مستطاع القوم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

في هذه الأثناء حدثني قلبي بقوله تعالى " سيهزم الجمع ويولون الدبر"، فشرعت باحثا ومنقبا وكاتباً في ظلال هذه الآية الكريمة كلون من الوان التضامن ولو بالوقت مع أهلنا في غزة الصابرة.

أقول وبالله التوفيق:

قال تعالى: " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" {القمر 45}

لما بين الله تعالى عاقبة المكذبين ومنهم فرعون وزبانيته الذين أبادهم ولم يُبق منهم مخبرًا ولا عينًا ولا أثرًا حيث قال تعالى {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)

عقب ذلك سبحانه باستفهام إنكاري توبيخي موجه إلى أهل مكة فقال تعالى:" أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) أي: أَكُفَّارُكُمْ أيها المشركون من كفار قريش {خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} الذين تقدم ذكرهم كفرعون ومن قبله ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل، وكفرهم بالكتب: أأنتم خير أم أولئك؟

{أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} أي: أم معكم من الله براءة ألا ينالكم عذاب ولا نكال؟!!!.

أم تعتقدون يا معشر الكفار في كل زمان ومكان أن أمركم منتصر من الأعداء وأن جمعكم يصد عنكم من أراد إذلالكم بما قدمت أيديكم؟!! أتقولون ذلك على سبيل الإعجاب بأنفسكم؟!!!!

ثم عقب ذلك بنتيجة تحكي ما نظنه ـ بل ما نتيقنه ـ من نصر الله لجنده ـ إن شاء سبحانه ـ في غزة وفي كل أرض للإسلام تحارب قوى الكفر والطغيان ـ وهو هو رد على المعجبين بأنفسهم وبأمريكا وقوى الكفر {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} بأيسر أمر من أي هازم {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} سيتفرق شملهم ويغلبون.

قال ابن عاشور: {سيهزم الجمع} جواب عن قولهم: {نحن جميع منتصر} فلذلك لم تعطف الجملة على التي قبلها. وهذا بشارة لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم بالنصر ـ وهو يعلم أن الله منجز وعده ولا يَزيد ذلك الكافرين إلا غروراً فلا يعيروه جانب اهتمامهم وأخذ العدة لمقاومته كما قال تعالى في نحو ذلك: {ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً} [الأنفال: 44]. وهي بشارة لأهل غزة ولكل مجاهد في سبييل الله

وقد ثبت في «الصحيح» أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما خرج لصف القتال يوم بدر تلا هذه الآية قبل القتال، إيماء إلى تحقيق وعد الله بعذابهم في الدنيا.

وقد قضت سنة الله ـ تعالى ـ بنصر الموحدين الصادقين ـ مهما تنكّر الناس للحق ـ وخذلان المشركين والملحدين والمعتدين: ولنقرأ ما تيسر من كتاب ربنا تأييدا لذلك:

قال تعالى:

{قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} {آل عمران12}

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} {الأنفال36}

{ ...... كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} {البقرة249}

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} {النساء74}

{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ} {الأعراف119}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير