تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسة: التفاسير القرآنية المعاصرة (قراءة في كتاب احميده النيفر)]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Dec 2008, 08:40 ص]ـ

التفاسير القرآنية المعاصرة

الكاتب: غير معرّف

المصدر: موقع جامعة أهل البيت العالمية ( http://www.ahlulbaitonline.com/Public/bohoth/003/003.html)

1- المقدمة

لا يسع المتتبع لكتابات الدكتور أحميدة النيفر إلا أن ينشد إليها، حتى لو اختلف معه، في هذه الفكرة أو تلك، ويعود هذا الاهتمام ـ أو جزء مهم منه ـ الى طبيعة الطروحات التي تتسم بالجدية والإثارة، فضلا عما تنطوي عليه من جاذبية، يضفي عليها أسلوبه المشرق رونقا ومتعة.

ويأتي كتيبه [الإنسان والقرآن] (1) محاولة أخرى يضع فيها أفكاره المنثورة في مقالاته التي تهتم، في الأغلب الأعم، بالكتابات الإسلامية الحديثية، وبخاصة قراءاته التي تنصب على العناية بـ ((المنهج)) وتطبيقاته لدى الإسلاميين المعاصرين.

وقد سبق للدكتور النيفر أن ألقى بحثه هذا على طلابه في جامعة الزيتونة بتونس، تحت عنوان ((التفاسير القرآنية المعاصرة: قراءة في المنهج))، دون أن يجري على البحث أية لمسة تغيير، من إضافة، أو حذف، أو حتى تشذيب، اللهم إلا في موارد نادرة جدا.

بادئ ذي بدئ، يثير المؤلف ثلاث ملاحظات تتعلق بالتفاسير القرآنية، وهي:

أولا: مما يميز الفكر العربي الحديث، في مجالي التأليف والمنشر،، وفرة الإنتاج التفسيري للنص القرآني أو المعتمد عليه، لمعالجة بعض القضايا النظرية، أو المسائل الاجتماعية، ففي ظرف قرن ونصف ظهر في البلاد العربية ما يزيد عن مائة مؤلف فضلا عن المقالات التحليلية والدراسات الموضوعية.

ثانيا: الى جانب هذه الوفرة العددية نلاحظ أن العناية بالتفسير، وأن لم تفتر طيلة العصر الحديث، إلا أن وتيرة صدورها تظل أمرا لافتا للنظر، السمة الأساسية لهذه الوتيرة هي أنها مع استقرار نسي نعرف فترات تسارع كبير وغزارة غير معهودة، فترات الذروة هذه تبدو متزامنة أو تالية لازمات مجتمعية، ومؤسساتية بالغة الحدة، أثر ذلك تعود الوتيرة الى وضع الاستقرار في انتظار طور تصاعد جديد، هذه الخصوصية تجعل اشتداد الاهتمام بالقرآن، تفسيرا ودراسة مرتبطا بما يعتري المجتمعات العربية من اهتزازات، وتساؤلات كبرى.

ثالثا: الملاحظات تتصل بالمؤلفين الذين يقومون على إنتاج هذه الإعمال، فما يشد الانتباه هو أن نسبة عالية من هؤلاء ليسوا من خريجي المعاهد الشرعية، أو كليات أصول الدين، وليسوا من أصحاب الخطط الرسمية الدينية؛ إذ ظهر مختصون في الطب، والهندسة، وعلوم التربية، واللسانيات ممن لا يتردد في تأليف التفاسير أو الدراسات القرآنية (2).

يذكر الدكتور النيفير أشهر أمثلة للنوع الأخير، فيسمي تفسير الجواهر لطنطاوي، وفي ظلال القرآن لسيد قطب، ومفهوم النص لنصر حامد أبو زيد. وليس خافيا أن إقحام طنطاوي جوهري، ضمن الذين لم يتلقوا الدراسة في المعاهد الشرعية، كانت هفوة من الكاتب، ولعها غير مقصودة، بدليل أنه نعت المفسر طنطاوي لاحقا بـ ((بهذا الشيخ الأزهري)) (3)، وأزهرية الشيخ المفسر ليست موضع نقاش (4)، وثمة هفوة أخرى وقع فيها الأستاذ النيفر ـ حيث ثبت تاريخ ميلاده (1859م) والصحيح هو (1870م).

من خلال الملاحظات الثلاث، التي أشار إليها المؤلف، يخلص إلى القول بأنها في جملتها تؤكد أن النص القرآني احتفظ بمكانة مرجعية في المنظومة الثقافية العربية، رغم طبيعة التحولات التي عرفتها المجتمعات في علاقتها بالمقدس طيلة الفترة الحديثة.

من جهة أخرى، فإن تحليل حركة الإنتاج التفسيري، وما تعرفه من فترات أوج وأخرى للتراجع، يطرح تساؤلات عن مدى تطور الفكر العربي في هذا المجال، ومدى حسمه في القضايا الموصولة بعلاقة المسلم بالنص المؤسس لحضارته وفكره (5).

لمواجهة هذه التساؤلات، مع الأخذ بنظر الاعتبار الملاحظات السابقة، ينبري النيفر بلا إجابة مستعرضا أهم ما ينبغي أن نعرفه عن المفسرين في العصر الحديث، وعن إنتاجه وخصوصياته المعرفية والمنهجية .. والاهم من ذلك هو السعي إلى معرفة مدى التغيير مكانة الإنسان وطبيعة الوعي الذي يراد منه .. ليخلص إلى أن ((عنايتنا بهذه ا لتفاسير ـ في كلمة ـ ترجع إلى الحرص في أن نعرف ماذا فعلت الحداثة بالوعي العربي في علاقته بالمقدس والنص المؤسس؟)) (6).

2 - النص .. والأسئلة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير