[المباحث (11 - 12) في سر حذف إحدى الياءين]
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:56 ص]ـ
المبحث الحادي عشر
بسم الله الرحمن الرحيم 3 - حكم ما تكررت فيه الياءان طرفًا وسكنت الثانية منهما
في القسمين السابقين جاءت الياء الثانية وسطًا، أي لا يصح الوقوف عليها، وما بعدها يكون متحركًا وجوبًا؛ لأنه لا يمكن نطق ساكنين متتاليين في وسط الكلمة، وعلى ذلك كان حذفها رسمًا، وبقاء لفظها نطقًا.
أما في هذا القسم؛ فقد جاءت الياء الثانية طرفًا، فيمكن الوقوف عليها بالسكون، وهي ساكنة سكونًا ميتًا، وما قبلها ياء مكسورة؛ لذلك تم حذفها رسمًا ولفظًا لإمكان الوقوف عليها، وكان الإجماع على حذف الياء الثانية، ولئلا تكون صورتان لتحولين يتعذر قيامهما معًا في آن واحد، وهذه الياء هي ياء أصلية من حروف الجذر (حيي)، وليست زائدة؛ كما في الآيات التالية:
قال تعالى: (وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ (*) الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ (49) آل عمران.
قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ (*) الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) يس.
قال تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ (*) اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ ءايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) البقرة.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (يْ) ـمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ (*) الْمَوْتَى (260) البقرة.
قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ (*) الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) الحج.
قال تعالى: (أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ (*) المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) الشورى.
قال تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ (*) الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الروم.
قال تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ (*) الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) يس.
قال تعالى: (فَانظُرْ إِلَى ءَاثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ (*) الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (50) الروم.
قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ (*) الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (17) الحديد.
قال تعالى: (فَانظُرْ إِلَى ءَاثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ (*) الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ (*) الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) الروم.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ (*) الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) فصلت.
وكان فعل الله تعالى في الآيات السابقة؛ هو إحياء أشياء معينة محددة بعينها؛ وهي: (الموتى، الأرض، العظام)، وجاء بعد الياء لام التعريف ساكنة، فالتقى ساكنين، فكان إسقاط الياء رسمًا ولفظًا، ووقفًا ووصلاً.
أما الأمثلة التالية فقد جاء فيها بعد الياء حرف متحرك؛ فحذفت الياء رسمًا، وثبتت لفظًا في الوصل لا الوقف، ووضعت ياء فارسية (ے) للدلالة على الياء المحذوفة، وتسمى هذه الياء في التجويد: ياء الصلة، وهي صلة صغرى في جميع الأمثلة؛
قال تعالى: (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (يْ) ـمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِ (ے) وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِ (ے) وَأُمِيتُ (258) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِ (ے) وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) الحجر.
وفي قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ (ے) وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) ق.
وفي قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِ (ے) هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا (259) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُحْيِ (ے) وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ (ے) وَيُمِيتُ (158) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَااتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِ (ے) وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116) التوبة.
وفي قوله تعالى: (هُوَ يُحْيِ (ے) وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56) يونس.
¥