[المجاز ينفى ويكون نافيه صادقا]
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[23 Dec 2008, 05:41 م]ـ
رغم كل ما استهلكه موضوع " نفي المجاز " من الأخذ والرد، تظل عبارة ابن قدامة في روضة الناظر ترن في أذني " أن نفي المجاز لا يمكن أن يكون إلا مكابرة "،
ومن أعجب ما يردده نفاة المجاز عبارة " إن المجاز يُنفى ويكون نافيه صادقا "، والقرآن لا يجوز أن يصدُق من ينفي منه شيئا،
وعليها اعتمد الشيخ الشنقيطي رحمه الله كثيرا في " دفع جواز المجاز عن المنزل للتعبد والإعجاز "
بينما المقولة لا تحتاج إلا لقدر يسير من التأمل لينكشف معناها الصحيح:
فالمجاز يكون نافيه صادقا إذا نفاه بمعنى الحقيقة
ولكنه لا يكون صادقا إذا نفاه بمعنى المجاز
فلو قلتَ عن سيدنا حمزة رضي الله عنه إنه أسد الله، يمكن لنا أن ننفي ذلك بمعنى الحقيقة فننفي أن يكون سيدنا حمزة سبعا مفترسا، ولكن لا ننفي المراد مجازاً وهو أن سيدنا حمزة رضي الله عنه رجل شجاع
وفي قول الله تعالى: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " لا يمكن الادعاء بناء عليه بحرمة بسط اليد كل البسط، وعليه فنفي حرمة هذا الفعل ليس تكذيبا للقرآن لأنه نفي للحقيقة، وأما نفي حرمة الإسراف فيعتبر تكذيبا لأنه هو المراد هنا مجازا
والله أعلم
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[23 Dec 2008, 07:07 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
بارك الله في أستاذنا الجليل على هذه الأمثلة المفيدة و المعينة علىفهم هذه المسألة التي كثر الكلام عنها و فيها هذه الأيام في ملتقانا المبارك هذا.
و رحم الله الشيخ الشنقيطي و أسكنه فسيح جناته.
آمين آمين يا رب العالمين.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[23 Dec 2008, 07:13 م]ـ
جزاكما الله خيرا ..
وفي بعض آيات القرآن ما يفيد العلم الضروري بثبوت المجاز والرد على منكره.
وليتنا نخصص هذه المشاركة لبيان الآيات التي يستحيل حملها على الحقيقة، بحيث يتعين حملها على المجاز، وفي ذلك فائدة مهمة نافعة بالدرجة الأولى لمنكري ما هو سبب قوي من أسباب إعجاز القرآن ألا وهو بلاغته التي ما كنت لتتحقق لولا أساليب المجاز وأنواعه التي حواها النص القرآني.
قال تعالى في سورة الأعراف مخبرا عن موسى: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ (151)
هل تحمل هذه الآية على الحقيقة؟؟ أي على الدخول الحقيقي، والرحمة الحقيقية التي هي صفة قائمة بذات الله تعالى.
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:04 م]ـ
إذا كان القرآن عربيا ونزل بلسان عربي ومتحديا العرب في أساليب بيانهم وكان منها المجاز والتشبيه والإسناد وغير ذلك فكيف ينفى المجاز في القرآن، ولعل نفاة المجاز حملهم على ذلك أسلوب بعضهم في تأويل الصفات وحملها على المجاز النافي للصفة كالمعتزلة ولم يميزوا بين استخدام المجاز أسلوبا من أساليب الكلام والبيان وبين استخدامه في العقيدة بأسلوب ينفي الصفة والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:13 م]ـ
ليس في كلام العرب مجاز أصلاً يا دكتور مرهف حتى يلزم وجوده في القرآن ...
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:25 م]ـ
إذن فليس في كلام العرب مجاز يا أخي أبا فهر وفقك الله وهذه دعوى لا بينة عليها، هل يمكن أن تقول لي كيف تفسر قوله تعالى (جدارا يريد أن ينقض) وقوله تعالى (وضربنا على آذانهم)، وقوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) وحبذا لو تقرأ تفسيرها في التحرير والتنوير لابن عاشور، وقوله تعالى في وصف شجرة الزقوم: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) وغير ذلك.
والكلام في هذه المسألة يحتاج لاتفاق على المراد بالمجاز أولا وما المراد منه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:42 م]ـ
كل ما طلبتَ هين ..
أما دليل الدعوى فيطالب به مثبت القسمة ذات القوانين أما نافيها فلا يُطالب بدليل لأنه يصف الظاهرة بما هي عليه فلم يدع شيئاً أصلاً .. وراجع الرد على العسكر وباقي المقالات التي كتبتُها؛ ليتضح لك مرادي ..
أما تفسير ما ذكرت من غير إخضاع الوحي لهذه القسمة اليونانية فسهل ميسور لمن رزقه الله عروبة القلب واللسان ..
وقد ذكرنا تفسير واحدة من هذه النصوص التي يتعلق به من يظن عجزنا عن تفسيرها بغير قسمته اليونانية في مقال لي هنا فليُراجع ...
¥