ليس إلا القرآنُ .. ذلكـ الكتابْ!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Dec 2008, 03:28 ص]ـ
هذا فتح لطاقة نور من رسائل النور لتشرف بنا على
عوالم القرآن الكريم .. كتاب الله العظيم ,
لتنطلق بنا بكل الطاقة!
و رسائل النور كما تعلمون تعتبر تفسيرا معاصرا من نوع جديد .. ؟ و هو يدور في فلك
تفسير المقاصد الأساسية للقرآن .. ؟!
و لهذا سحره الخاص في تسليح قارئها الدائر معها في أفلاكها بالإيمان التحقيقي؟!!
إنه القرآن لا غير ... إنه القرآن ليس إلا!!؟؟
إليكم البداية ... ؟
فهذه قصة بني آدم بإزاء القرآن ...
و هي تأتيكم مع هدير الحرب العالمية الأولى .. ! من الجبهة الروسية على لسان المجاهد الفذ البديع النورسي؟!
ثم يليها لمعات من تعريف شمولي وظيفي عجيب للقرآن!!؟
تفضّلوا يا سادتي:
لما كان بنو آدم كركبٍ وقافلةٍ متسلسلةٍ
راحلةٍ من أودية الماضي وبلاده،
سافرةٍ في صحراء الوجود والحياة،
ذاهبةٍ الى شواهق الاستقبال، متوجهةٍ الى جنّاته،
فتهتز بهم المناسبات وتتوجه اليهم الكائنات.
كأنه اَرسلَتْ حكومةُ الخِلقة فَنَّ الحكمةِ مستنطقا وسائلاً منهم بـ
" يا بني آدم! مِن أين؟ الى أين؟ ماتصنعون؟ مَنْ سلطانكم؟ مَنْ خطيبكم؟ "
فبينما المحاورة، اذ قام من بين بني آدم - كأمثاله الأماثل من الرسل اولي العزائم - سيّدُ نوعِ البشر محمّد الهاشمي صلى الله عليه وسلم وقال بلسان القرآن:
" أيها الحكمة! نحن معاشر الموجودات نجئ بارزين من ظلمات العدم بقدرة سلطان الازل، الى ضياء الوجود ..
ونحن معاشر بني آدم بُعِثْنا بصفة المأمورية ممتازين من بين اخواننا الموجودات بحمل الامانة ..
ونحن على جناح السفر من طريق الحشر الى السعادة الابدية،
ونشتغل الآن بتدارك تلك السعادة وتنمية الاستعدادات التي هى رأسُ مالِنا ..
وانا سيُّدُهم وخطيبهم.
فها دونكم منشوري! وهو كلام ذلك السلطان الأزلي تتلألأ عليه سكّةُ الاعجاز .. و المجيب عن هذه الاسئلة الجوابَ الصوابْ ....
ليس إلا القرآنُ ................. ذلك الكتابْ.!!
مراسل الإيمان .. مع هدير الحرب العالمية الأولى .. من خنادق الجبهة الروسية ..
بديع الزمان سعيد النورسي
......
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 Jan 2009, 08:50 ص]ـ
أحوال البشر في فطرتهم ثم بالنسبة للمقاصد الأربع للقرآن العظيم جحوداً و إيماناً
تقرير مراسل حربي .. من خنادق القتال على الجبهة الروسية .. في الحرب العالمية الثانية؟!؟
بديع الزمان النورسي:
فإن شئت تأمل في حال شخص، بينما أخرجَتْه يدُ القدرة من ظلمات العدم وألقَتْهُ في الدنيا - تلك الصحراء الهائلة -
إذ يفتح عينيه مستعطفا،
فيرى البليات والعلل كالاعداء تتهاجم عليه،
فينظر مسترحماً الى العناصر والطبائع فيراها غليظة القلب بلا رحمة قد كشرت عليه الاسنان؛
فيرفع رأسه - مستمداً - الى الاجرام العلوية فيراها مهيبة ومدهشة تهدده كأنها مرامٍ نارية من أفواه هائلة تمر حواليه؛
فيتحير ويخفض رأسه متستراً ويطالع نفسه؛ فيسمع الوفَ صيحاتِ حاجاته وأنين فاقاته، فيتوحش،
فينظر الى وجدانه ملتجأً؛ فيرى فيه الوفاً من آمال متهيجةٍ ممتدةٍ لاتُشبعها الدنيا.
فبالله عليك كيف حال هذا الشخص ان لم يعتقد
بالمبدأ والمعاد والصانع والحشر؟
أتظن جهنم أشدَّ عليه من حاله وأحرقَ لروحه؟
فإن له حالة تركبت من الخوف والهيبة والعجز والرعشة والقلق والوحشة واليتم واليأس؛
لأنه اذا راجع قدرته يراها عاجزة ضعيفة؛
واذا توجه الى تسكين حاجاته يراها لاتسكت؛
واذا صاح واستغاث لايُسْمَع ولا يُغاث
فيظن كل شئ عدواً، ويتخيل كل شئ غريبا فلا يستأنس بشئ؛ ولا ينظر الى دوران الاجرام الاّ بنظر الخوف والدهشة والتوحش المزعجة للوجدان.
ثم تأمل في حال ذلك الشخص اذا كان على الصراط المستقيم واستضاء وجدانهُ وروحُه بنور الايمان،
كيف ترى انه اذا وضع قدمه في الدنيا وفتح عينيه
فرأى تهاجم العاديات الخارجية يرى إذاً
" نقطة استناد "
يستند اليها في مقابلة تلك العاديات، وهي معرفة الصانع فيستريح.
ثم اذا فتش عن استعداداته وآماله الممتدة الى الأبد يرى
" نقطة استمداد "يستمد منها آماله وتتشرب منها ماء الحياة وهي معرفة السعادة الابدية.
واذ يرفع رأسه وينظر في الكائنات يستأنس بكل شئ وتجتني عيناه من كل زهرة اُنسية وتحبّبا، ويرى في حركات الأجرام حكمةَ خالقها ويتنزّه بسيرها وينظر نظر العبرة والتفكر.
كأن الشمس تناديه:
أيها الأخ! لاتتوحش مني فمرحبا بقدومك! نحن كلانا خادمان لذاتٍ واحد، مطيعان لأمره.
والقمر والنجوم والبحر وأخواتها يناجيه كلٌ منها بلسانه الخاص وترمز اليه:
بأهلاً وسهلاً، أما تعرفنا؟
كلنا مشغولون بخدمة مالكك فلا تضجر ولا تتوحش ولا تخف من تهديد البلايا بنعراتها،
فإن لجام كلٍ بيد خالقك.
فذلك الشخص في الحالة الاولى يحس في أعماق وجدانه ألماً شديداً فيضطر للتخلص منه وتهوينه وابطال حسه بالتسلي، بالتغافل، بالاشتغال بسفاسف الأمور، ليخادع وجدانه وينام روحُه؛ والا احس بألمٍ عميق يحرق أعماق وجدانه.
فبنسبة البُعْدِ عن الطريق الحق يتظاهر تأثير ذلك الالم.
وأما في الحالة الثانية فهو يحس في قعر روحه لذةً عالية وسعادة عاجلة كلما أيقظ قلبه وحرَّك وجدانه وأحسّ روحه استزاد سعادة واستبشر بفتح أبواب جنات روحانية له.
¥