وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة ... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات) , وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى (بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1 - ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2 - ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء ... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3 - ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4 - انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه ... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5 - وثمرة ذلك: كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده؟
قال تعالى: {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2 - الرعد) , ويقول تعالى: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75 - الأنعام) , وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (24 - السجدة).
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم).
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا
يبني ولا يهدم
, ويؤلف ولا يفرق,
ويصلح ولا يفسد,
ويجدد ولا يبلي,
ويوضح ولا يلبس ...
وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد.
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[30 Nov 2008, 07:56 ص]ـ
الذي يحضرني الآن أخي أبابكر في مكة: درس شهري لفضيلة شيخنا د. مساعد الطيار-حفظه الله- آخر ثلاثاء من كل شهر في تفسيرسورة القصص من تفسير ابن عطية -رحمه الله-,وكان أول لقاء في الثلاثاء الماضي .. وستستفيد كثيرا إن شاء الله بحضورك هذا الدرس ولقاء الشيخ وسؤاله ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Nov 2008, 04:57 م]ـ
ابدأ بموضوعات: بداية المفسر , المرفوعة على الملتقى هنا , وتحقق منها فهماً وتلخيصاً , وسيتيسرك لك ما بعدها بإذن الله.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[01 Dec 2008, 08:49 ص]ـ
لكل من أجاب عن أسئلتي
جزاكم الله خيراً
سوف أرجع إلى موضوعات بداية المفسر وأستمع إليها جيداً إن شاء الله
أما محاضرة الشيخ الطيار الأولى في تفسير ابن عطية فقد حضرتها وكانت مفيدة جداً
أما الشيخ الحازمي فلم أجد على موقعه ذكراً لدروس في التفسير
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Dec 2008, 07:40 م]ـ
أما الشيخ الحازمي فلم أجد على موقعه ذكراً لدروس في التفسير
في الموقع شرح لمنظومة الزمزمي في علوم القرآن في خمسة عشر درسا، وهو من أنفس شروح المنظومة وأمتنها.
وقد سئل الشيخ عن سبب عدم تدريسه للتفسير، فأجاب بأن كل ما يقوم به من دروس علوم الآلة إنما هو إعداد لدرس التفسير ...
ولله دره من عالم!
فدرس التفسير إنما هو إعمال لكل علوم الآلة وتسليطها على الآية الكريمة من أجل الخروج بتفسير صحيح.
وهذا ما قصدته من الدلالة على دروس الشيخ -حفظه الله- إذ طالب علم التفسير هو طالب بالأصالة لكل علوم الآلة، متطلب منه إتقانها إن أراد التمكن في هذا العلم الجليل.
والدراسة على الشيخ أحمد الحازمي مكسب لكل من استطاع إليه سبيلا، فطريقته في التدرج بطلابه وتسليكهم طريقة بديعة يعرفها من اقترب من الشيخ وعرفه.
¥