تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

16 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ.

لأن من يشكر هم القلة من العباد، ومن لم يستثن في هذه الآية وغيرها هم من انقطعت عبادتهم لله، ومن التبعيضية مبينة لذلك.

17 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر.

ويبدو إثبات الياء في هذا الموضع كأنه مخالف لقاعدة الانقطاع والاستمرار في إثباتها وحذفها، وإذا علمنا أن عبادة الله من أمور الخاصة بالدنيا، ولا عمل في الآخرة؛ لا لأهل الجنة المتنعمين بجنتهم، ولا لأهل النار ليخفف عنهم، فناسب إثباتها انقطاع أعمال العبادة، والآخرة دار جزاء لا دار تكليف وعمل.

وقد أتينا على جميع أمثلة ياء عبادي التي أثبتت في الرسم؛ لئلا يحدث التباس عند من لا يدرك بنفسه سبب إثباتها. وعلى الله التوفيق والتيسير.

6 - عذاب: حذفت ياء عذابي في موضع واحد:

في قوله تعالى: (أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي) (8) ص

حذفت ياء عذابي في (ص) لأن المراد بالعذاب عذاب الآخرة، وهو عذاب دائم مستمر، وهذه الآية تتكلم عن كفار قريش، وهم لم يذوقوا العذاب، وما حصل فيهم هو قتل أعداد يسيرة منهم في بدر وأحد والخندق ويوم فتح مكة؛ زادوا عن المائة ولم يبلغوا المائتين؛ قال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) القمر. وفيهم حق ما تأخر لهم من العذاب؛ (لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي).

وغير ذلك أثبتت الياء لما لم يذكر تأخير العذاب،

كما في قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ (156) الأعراف، جاءت هذه الآية بعد الرجفة التي أصابت السبعين من قوم موسى عليه السلام؛

(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ... (155) الأعراف.

فالمراد بالعذاب هنا عذاب الهلاك في الدنيا؛ لقوله تعالى: (أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ) فدل على أن المراد به الهلاك في الدنيا، فمن شاء عجل له العذاب، ومن شاء عفا عنه، أو أخر عنه العذاب ليوم القيامة.

وكما في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) إبراهيم.

لما كانت الزيادة على الشكر تكون في الحياة الدنيا فكذلك العذاب على الكفر، وفي الآخرة يكون أشد.

وكما في قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) الحجر فإثباتها في (الحجر) لعطفها على الآية السابقة: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وهو أمر بالتبليغ؛ أي أغفر لمن تاب وآمن وهذا في الحياة الدنيا، والتهديد والوعيد لمن أعرض وكفر، وأرهب الوعيد من كان على الأبواب معجل غير مؤجل؛ ليرتدعوا ويتوبوا، وإن كان عذاب الآخرة يوصف له رهبته.

وكما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (16)، (18)، (21)، (30) القمر

وقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (37)، و (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (39) القمر

فإثباتها في (القمر) لما جاءت في كل مرة تعقيباً وتنبيها بما حل بتلك الأقوام من الهلاك في الدنيا؛ قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط.

7 - عقاب: حذفت ياء عقابي في المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن الكريم؛

في قوله تعالى: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (ي) (32) الرعد

وفي قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (ي) (14) ص.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير