5 - لا يجوز أن نقحم في كتاب الله ما لا يرضاه، أو ندخل فيه أرقاما من خارجه؛ لأن الأمر يتعلق بإثبات الإعجاز في أعداده وأرقامه لا أرقاما وأعدادا من خارجه، وحتى لا يفقد الموضوع مصداقيته بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم.
عدم الخوض في الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمهاولم يحطنا بها علما؛ كمعرفة موعد الساعة، أو تاريخ انتهاء دولة وقيام أخرى، أو زوال شعب وقيام آخر؛ لأن الخوض في مثل هذه الأمور تمحل وتكلف وتقول على الله بغير علم.
7 - ضرورة مراعاة أن الأرقام في مسألة البحث في الإعجاز العددي هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، والوقوف على إعجازه، وتأكيد أصالته وصحة مصدره، وليست هي الهدف أو المقصد النهائي حتى لا تكون مدخلا إلى منزلقات عقدية كما حصل مع الرقم تسعة عشر الذي كان فتنة للسابقين وبعض اللاحقين.
?8 - اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنةأو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤوا.في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.
ب/ الضوابط العلميّة
يجب أن تكون الطريقة التي نعالج بها المعطيات القرآنية مبنية على أساس علمي وشرعي، فلا يجوز استخدام طرق غيرعلمية أ و طرقا مخالفة للضوابط الشرعية؛ لأن القرآن كتاب الله المحكم الذي يستلزم دراسة علمية بعيدة عن العاطفة والهوى، أو إبداء الرأي فيه دون أسس أو قواعد شرعية وعلمية.
2?- أن تكون الطريقة المستخدمة في معالجة المعطيات ثابتة، وعدم التنقل من طريقة لأخرى في البحث الواحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى تدخل المصادفة بشكل كبير في نتائج البحث.
3 - يجب أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة، فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته، فتجده تارة يعد الحروف كما تكتب وفق الرسم القرآني، وتارة يعد حروفا أخرى كما تلفظ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي؛ من هنا كانت ضرورة تبني طريقة موحدة، ومنهج ثابث في معالجة موضوع الإعجازوالوقوف على نتائجه.
أن تكون نتائج البحث في الإعجاز العددي من الإعجاز العددي حقيققة، وليست نتائج جاءت مصادفة، ولا تمثل إعجازا يقنع أهل هذا الدين فضلاً عن غير أهله، وليست العبرة بكثرة النتائج وإنما العبرة بصحتها ودقة إعجازها.
5 - ?يجب أن تكون طريقة الباحث في استنباط النتائج أو تحديد العدد المطلوب موافقة للطرق الإحصائية و الرياضية دون تمحّل أو تدليس، أو رصف للأرقام والأعداد دون ضابط علمي.
نتائج البحث وتوصياته:
الموضوع لا يزال حديث النشأة، وأرضه مازالت خصبة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي وقد يستغرق ذلك سنوات طويلة قبل أن ينضج.ويؤتي أكله بشكل راسخ وسليم.
- عدم الحكم المسبق على فساد البحث في مسألة الإعجاز العددي وبطلانه؛ لأن هذا حكم على الشيء قبل تصوره، مادام الموضوع لم يؤت ثماره الناضجة بعد؛ لهذا وجب دراسة الموضوع دراسة مستفيضة وتحديد مدى الخير الكامن فيه للتمسك به، وبيان مدى الانحراف العالق به لتجنبه، أو تطهير الموضوع منه.
تأكيد عدم وجود تقديس لأرقام دون أخرى حتى وإن وردت في القرآن الكريم حتى لا تكون مدخلا من مداخل الشرك بالله أو الخروج عن العقيدة الصحيحة.
- مسألة البحث في الإعجاز العددي قد يكون فيها خير عميم على الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتفنيد الشبهات والأوهام حوله، فضلا عن آثاره الإيجابية على المستوى الإيماني لأفراد المجتمع الإسلامي.
تتحقق النتائج الإيجابية لدراسات الإعجاز العددي في القرآن الكريم بالتمسك بالضوابط الشرعية، والأسس العلمية الواردة في هذا البحث.
:
وأخيرا، نوصي بالآتي
إقامة المزيد من الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة الإعجاز العددي والتعريف به، وتحديد الاتجاهات الصائبة منه وتشجيعها ودعمها فضلا عن تحديد الاتجاهات الخاطئة فيه وكشفها ومحاربتها حتى يبقى المجال مفتوحا أمام دراسات إعجاز القرآن الكريم، وعدم غلق باب واسع في مجال الدراسات القرآنية قد يكون وراءه خير كثير للإسلام والمسلمين.
ضرورة الاجتهاد الجماعي الذي يجمع علماء الشريعة فضلا عن المختصين العلميين من الباحثين المسلمين؛ لمحاولة وضع منهج علمي سليم لدراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، والوقوف على أسراره وعجائبه.
ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والعلمية عند التعامل مع نصوص الوحي، للوقوف على الأسرار الكامنة فيها والعجائب المبثوثة في ثناياها دون الوقوع في المحظور.
محاولة الاستفادة من شبكة الإنترنيت للتنسيق بين جهود الباحثين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتجنب التكرار، ولتحقيق الاستفادة من الخبرات المتنوعة في هذا المجال.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥